تشييع جثمان الناشطة عائشة نور في مسقط رأسها غربيّ تركيا

14 سبتمبر 2024
تشييع الناشطة عائشة نور في ديديم 14 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

شيّعت منطقة ديديم في ولاية آيدن غربيّ تركيا، اليوم السبت، جثمان الناشطة الأميركية-التركية عائشة نور إزغي إيغي، التي استشهدت برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة، الجمعة قبل الماضي. وجرى دفن عائشة نور عقب أداء صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر بالمسجد المركزي في مسقط رأسها بمنطقة ديديم على ساحل بحر إيجه على بعد 160 كيلومتراً جنوب مدينة إزمير.

وقال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش إن دم عائشة نور "مقدس مثل دم كل شهيد فلسطيني، وسنتابع قضيتها عن كثب حتى النهاية". وأكد كورتولموش عقب زيارته إلى منزل والد الفقيدة، برفقة وزير العدل يلماز تونج ووزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ماهينور أوزدمير غوكطاش لتقديم التعازي لأسرتها، أنهم "لن ينسوا النضال الكبير الذي قدمته الناشطة عائشة نور من أجل الإنسانية". وشدد على أن تركيا ستتابع قضية مقتل عائشة نور حتى النهاية أمام جميع المحاكم الدولية لمعاقبة قاتليها.

وأوضح أن وزارة العدل التركية ومعهد الطب الشرعي قاما بإجراء جميع عمليات التشريح وفقًا للمعايير الدولية، وتبين أن "عائشة نور استشهدت باستهدافها بالرصاص بشكل مباشر من خلف أذنها اليسرى، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته".

وأشار قورتولموش إلى أن العشرات والمئات من الفلسطينيين يقتلون يوميا، مبينا أن غالبية البشرية وأصحاب الضمائر يعارضون هذا العار الكبير ضد الإنسانية في غزة.

وأردف: "بينما عيون العالم أجمع متجهة على غزة، فإن المكان الذي استشهدت فيه ابنتنا عائشة نور في الضفة الغربية كما تعلمون، حيث تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلية في كل لحظة وخطوة بخطوة على توسيع أراضيها وتهجير أشقائنا الفلسطينيين في الضفة، والعالم في وضع المتفرج".

وتابع: "إن نتنياهو وعصابته سيحاسبون على ذلك في جميع المحاكم الدولية، وإن دم عائشة نور مقدس مثل دماء كل فلسطيني استشهد، وسنتابع قضيتها حتى النهاية".

وكان جثمان الناشطة الأميركية-التركية قد وصل صباح الجمعة إلى تركيا. وكان في استقبال جثمانها في مطار إسطنبول محافظ المدينة الذي ترأس مراسم مقتضبة مع ممثلين عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، على ما أورد مكتبه عبر منصة إكس. ونقل جثمانها إلى إزمير في غرب تركيا التي تعتبر ثالث مدن البلاد، وبعد إجراءات الطب الشرعي، جرى نقلها إلى مسقط رأسها.

وأكد والدها محمد سوات إيغي البالغ ستين عاماً، الذي أتى من الولايات المتحدة حيث يقيم، مساء الخميس، أنها ستوارى الثرى، السبت، في ديديم على ساحل بحر إيجه على بعد 160 كيلومتراً جنوب إزمير. وقال الوالد: "كانت عائشة شخصاً مميزاً جداً. كانت متعاطفة مع حقوق الإنسان قريبة من الطبيعة، من كل شيء".

وأصيبت عائشة نور برصاصة في الرأس خلال مشاركتها في تظاهرة في بيتا، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، لتلفظ أنفاسها داخل المستشفى بعد محاولات إنقاذ حياتها، وأقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تحقيق أولي بقتله الناشطة الأميركية التركية، لكنه زعم أنّ ذلك حدث "بشكل غير مقصود"، وادعى في بيان أنه "خلال نشاط لقوات الأمن بالقرب من قرية بيتا، ردّت القوة بإطلاق نار نحو محرض رئيسي ألقى الحجارة نحو القوات وشكل تهديداً عليها".

بيد أنّ صحيفة واشنطن بوست الأميركية خلصت في تحقيق نشرته أخيراً إلى أنّ عائشة نور تعرّضت لإطلاق النار بعد مرور أكثر من نصف ساعة على اشتداد المواجهات في بيتا، وبعد مضي نحو 20 دقيقة على توجه المحتجين إلى الطريق الرئيس، وهو ما يبعد أكثر من مسافة ملعبي كرة قدم عن مكان تمركز قوات الاحتلال. وقالت "واشنطن بوست" إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي رفض الرد على أسئلتها بخصوص دواعي إطلاق عناصره النار على المتظاهرين بعد مرور وقت طويل على انسحابهم، ومن مسافة لا يشكلون منها أي تهديد ظاهر.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون