تشغيل معبر رفح: تخفيف معاناة الفلسطينيين وتنشيط الحركة بسيناء

12 فبراير 2021
فتحت مصر المعبر الإثنين الماضي لمدة غير محددة (سعيد خطيب/فرانس برس)
+ الخط -

لعل من أبرز الفوائد الملموسة للحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة، الذي انتهى يوم الأربعاء الماضي بعد يومين من الاجتماعات، أنه أدى إلى إصدار قرار سيادي مصري بتشغيل معبر رفح المؤدي إلى قطاع غزة بشكل دائم، بعد معاناة آلاف المسافرين طيلة الأشهر الماضية، نتيجة الإغلاق المتكرر للمعبر، تحت حجج مختلفة، أبرزها جائحة كورونا والوضع الأمني في محافظة شمال سيناء. وكانت باءت بالفشل كل المناشدات الصادرة عن غزة للجانب المصري لفتح المعبر، ولو بصورة مؤقتة لتخفيف أزمة السفر. وينعكس تشغيل المعبر، إيجاباً على الفلسطينيين كما على الحركة الاقتصادية في شمال سيناء، وهذا ما يلمسه المواطنون والتجار بشكل فعلي في كل مرة يعمل فيها المعبر.
وقررت السلطات المصرية، الإثنين الماضي، فتح معبر رفح في الاتجاهين ولمدة غير محددة، وفقاً لقرار مباشر من مدير المخابرات العامة اللواء عباس كامل، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي. وجاء هذا بعد مطالبات من وفود الفصائل الفلسطينية، التي حضرت الحوار الوطني في مقر المخابرات بالقاهرة، بضرورة فتح المعبر، خصوصاً بعد المعاناة الأخيرة التي تعرض لها المسافرون في رحلتي الذهاب والعودة خلال آخر مرة فتحت فيها السلطات المصرية المعبر نهاية الشهر الماضي، لمدة أربعة أيام.

قد يضطر المسافر الفلسطيني للمبيت على أحد الحواجز العسكرية المصرية

ويمر المسافر الفلسطيني منذ دخوله شبه جزيرة سيناء عبر مدن قنطرة شرق وبئر العبد والعريش والشيخ زويد ورفح. وخلال المرور من هذه المدن ينتظر على حواجز عسكرية عدة تابعة للجيش المصري لساعات طويلة، قد تمتد إلى المبيت فيها، أبرزها المثلث وبالوظة والميدان والريسة والماسورة، ما يضطرهم إلى شراء حاجياتهم من طعام وشراب من خلال المحال التجارية المنتشرة على الطريق، بالإضافة إلى بعض الأكشاك. وهذا يمثل جزءاً من الحركة الاقتصادية التي ينشطها المسافرون خلال تنقلهم. فيما يضطر كل المسافرين إلى دخول استراحات ومطاعم بحر العريش، خلال سفرهم من غزة لمصر، نظراً إلى انتظارهم في الجانبين الفلسطيني والمصري يوماً كاملاً.

وفي تفاصيل ذلك، يقول أحمد أبو رياش، وهو أحد الباعة في مدينة الشيخ زويد، لـ"العربي الجديد"، إن المحال التجارية في مدن شمال سيناء تشهد حركة واضحة خلال فترة فتح معبر رفح مع قطاع غزة، نظراً إلى أن المسافرين، البالغ عددهم بشكل يومي، ذهاباً وإياباً، أكثر من ألف مسافر، يتجهون إلى شراء حاجياتهم، سواء التي ينقلونها لغزة أو لاستخدامها على الطريق، من خلال المحال التجارية المنتشرة على طريقهم بشمال سيناء. كما أنهم ينشطون الحركة في الاستراحات على بحر العريش، والفنادق المجاورة، في حال مكوثهم لأيام عدة، نظراً إلى طبيعة السفر وصعوبته خلال رحلتي الذهاب والعودة، حيث إن التجار وأصحاب الأماكن السياحية في شمال سيناء ينتظرون فتح المعبر بفارغ الصبر من أجل استقبال المسافرين الفلسطينيين وتلبية احتياجاتهم.

تشهد المحال التجارية في مدن شمال سيناء حركة واضحة خلال فترة فتح معبر رفح

وأضاف أبو رياش أن الوضع الاقتصادي في شمال سيناء متردٍ للغاية، منذ توتر الأحداث الأمنية فيها في العام 2013، وما تبع ذلك من ارتفاع في أسعار السلع والمنتجات، منذ تعويم الجنيه المصري، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الخدمات المقدمة في الاستراحات البحرية والمطاعم، ما يقلل حركة المواطنين المحليين عليها. وأوضح أن الاستراحات والمطاعم تعتمد بشكل رئيسي على المسافرين الفلسطينيين، إذ إن القدرة الشرائية للمسافر الفلسطيني تعد أكبر من قدرة المواطن المصري، في ظل صرف الـ 100 شيكل (نحو 30 دولارا أميركيا) بـ 500 جنيه مصري تقريباً. وأشار إلى أن المسافر الفلسطيني يرغب في التعامل مع تجار سيناء والأماكن السياحية فيها أكثر من أي منطقة مصرية أخرى، لطبيعة العلاقة القديمة التي تربط سيناء بقطاع غزة، في ظل تعدد الروابط التي تجمع المنطقتين من نواحٍ عدة.