ألقت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الجمعة، القبض على عدد من المتسللين، دخلوا الأراضي العراقية قادمين من الأراضي السورية، فيما أكدت اتخاذ إجراءات مشددة لضبط الحدود، بعد معلومات عن عمليات تسلل عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي.
ووفقاً لبيان أصدرته مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية، فإنها "ألقت القبض على 5 متسللين من سورية إلى ناحية ربيعة غربي محافظة نينوى"، مبينة أن "عملية القبض تمت على إثر معلومات دقيقة حصل عليها أحد مفاصل مديرية الاستخبارات".
وأوضحت أن "عملية القبض تمت بالاستعانة بالكاميرات الحرارية، إذ تم رصد تحرك لعدة أشخاص باتجاه حدودنا، في محاولة منهم لاجتياز الساتر الحدودي بين البلدين"، مبينة أن "قوة تابعة للمديرية قامت بنصب كمين محكم لهم في قرية الشعلان التابعة إلى ناحية ربيعة غربي نينوى، وتمكنت من القبض عليهم، حال عبورهم للساتر الحدودي".
وأشارت إلى أن "المعتقلين يحملون الجنسية السورية، وقد تمت إحالتهم للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".
يأتي ذلك بعد يوم واحد من القبض على 10 متسللين، بحسب ما أعلنته خلية الإعلام الأمني الحكومية، والتي أكدت أن "مفارز شعبة الاستخبارات، وقوة برية من الجيش تمكنا من الإطاحة بالمتسللين حال اجتيازهم الساتر الحدودي"، مبينة أن "المتسللين كانوا متوجهين نحو محافظة نينوى".
وشددت القوات العراقية أخيرا إجراءاتها على الحدود السورية، وفقا لخطة وضعتها لمنع عمليات التسلل لعناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال ضابط برتبة عقيد في قيادة العمليات المشتركة، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، أشارت إلى محاولات عناصر من (داعش) التسلل عبر الأراضي السورية إلى العراق، لتنفيذ عمليات إرهابية"، مبينا أن "تلك المعلومات التي تم تحليلها بدقة، دفعت باتجاه وضع خطة جديدة لضبط الحدود، من خلال إعادة توزيع القطعات، بعدما تم تحديد المناطق الرخوة التي يمكن التسلل عبرها".
وأوضح أنه "تم نشر قوات إضافية من الجيش على الحدود، سيما باتجاه محافظة نينوى"، مؤكدا أن "الخطة الجديدة أسهمت بالإطاحة بنحو 35 متسللا خلال الأسبوعين الأخيرين، وقد تمت إحالتهم جميعا إلى التحقيق لمعرفة ارتباطاتهم والتأكد من أسباب اجتيازهم الحدود نحو العراق، والحصول على المعلومات منهم".
وخلال العام الجاري أجرت القوات العراقية عمليات عسكرية متتابعة لضبط أمن الحدود مع سورية، ضمن محافظتي الأنبار ونينوى، تضمنت نشر وحدات عسكرية واستبدال أخرى، ونصب أبراج وكاميرات مراقبة وغير ذلك من الإجراءات.
ومنذ مطلع مايو/أيار الماضي، بدأت القوات العراقية بحفر خندق شقي يفصل بين حدود البلدين، ومن ثم تزويده بأبراج وأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، لمنع عمليات التسلل. والخندق بعرض 3 أمتار، وعمق 3 أمتار كذلك، وقد تم إنجاز 140 كيلومترا منه حينذاك.
ويُعدّ ملف الحدود العراقية مع سورية التي تمتد لأكثر من 600 كيلومتر أحد أبرز الملفات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ كثيراً ما تتسبب عمليات تسلّل لمسلحي التنظيم في عمليات واعتداءات إرهابية يذهب ضحيتها مدنيون وأفراد أمن.