لم يبدر عن الملك تشارلز الثالث ووريث عرشه الأمير وليام، أمس الخميس، أي رد فعل أو تعليق على ما تضمنته مذكرات الأمير هاري من محتوى مُدوٍ عن العائلة الملكية البريطانية، بل التزما الصمت في إطلالتهما الأولى بعد صدور الكتاب وتحقيقه مبيعات ضخمة.
وتوجه أحد المراسلين بالسؤال للأمير وليام عقب زيارته مستشفى في ليفربول، شمال إنكلترا: "هل ستعلق على كتاب هاري يوماً ما"؟
ولم يظهر أمير ويلز أي رد فعل، فيما وجه إلى جانب زوجته كيت تحية مع ابتسامة للحاضرين.
حافظ على هدوئك
وملتزماً بشعار "حافظ على هدوئك واستمر"، الذي اشتهر في المملكة المتحدة مع بداية الحرب العالمية الثانية، تجاهل الملك تشارلز الثالث التطورات الأخيرة في أحد اللقاءات الشعبية قرب بالمورال.
وشهدت هذه القلعة الاسكتلندية وفاة الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/أيلول، وفيها أيضاً أبلغ تشارلز عام 1997 ابنيه وليام وهاري بنبأ وفاة والدتهما ديانا في باريس، في مشهد تطرق إلى تفاصيله الأمير هاري في كتاب "سبير".
وفي هذه المذكرات، لم يستثن الأمير هاري الذي يقيم منذ عام 2020 في كاليفورنيا أحداً، على رغم تأكيده عدم رغبته في إيذاء أي شخص، بل أمله في المصالحة مع أفراد العائلة. ويوجه هاري سهامه في الكتاب باتجاه الجميع، بدءاً منه شخصياً عندما كان مراهقاً يتناول المخدرات والكحول، وصولاً إلى والده الملك تشارلز الثالث وشقيقه وليام وزوجة أبيه كاميلا، وزوجة أخيه كيت.
وكان وليام، الذي يصفه هاري بـ"الأخ الحبيب والعدو اللدود"، أكثر من طاولته الانتقادات في "سبير". وصور في الكتاب على أنه شخص "سريع الغضب"، ولم يحب زوجة أخيه ميغن قط، بل وكان يعتبرها "سيئة التربية وعدوانية". واتهم هاري شقيقه بأنه طرحه أرضاً خلال شجار بينهما عام 2019 في شأن ميغن.
التزام الصمت
ويلتزم قصر باكنغهام الصمت حيال تصريحات هاري التي تعد سلبية مع اقتراب حفلة تتويج تشارلز الثالث في السادس من مايو/أيار، إلا أن وسائل إعلام بريطانية نقلت عن مصادر في قصر بكنغهام استياء العائلة الملكية، فيما أكدت صحف شعبية عدة، الخميس، أن هاري وميغن لم يعودا موضع ترحيب في الحدث العالمي المرتقب.
وقال مصدر لصحيفة "ديلي ميل" إن "العائلة تتوقع أن يجد هاري وميغن أي ذريعة لعدم الحضور".
وفي المملكة المتحدة، غالباً ما يجري وصف الأمير هاري بالطفل المدلل، ووحدهم 24 في المائة من البريطانيين لديهم صورة إيجابية عن دوق ساسكس، على ما يظهر استطلاع أجرته "يوغوف" عقب نشر المذكرات.
وانخفضت شعبية هاري وزوجته ميغن إلى مستويات أدنى من تلك الخاصة بالأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث الذي استبعد من النظام الملكي عقب فضيحة جنسية طاولته.
ويعتبر 21 في المائة فقط من البريطانيين أن هاري أصدر هذه المذكرات رغبة منه في إبراز تفاصيل حياته كما يرويها بنفسه، وهو ما يؤكده الأمير، بينما يعتبر 41 في المائة من البريطانيين أن الدافع وراء إصدار الكتاب هو جني الأموال.
وسيلة لكسب المال
ويقول شانون سيمونز، وهو موظف في المستشفى الذي زاره وليام وكيت، في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، إن الكتاب "يبدو وكأنه وسيلة لكسب الأموال وجعل الصحافة تواصل الحديث عنهما (هاري وميغن)"، إلا أن زميلته ستايسي أوتس تبدي تعاطفاً مع الزوجين، وتقول: "إن أسلوبهما قريب من الفئة الشابة، بينما لا تواكب العائلة الملكية العصر بعض الشيء".
وتتابع مقدمة الرعاية البالغة من العمر 35 سنة: "إن ما اختبراه محزن جداً. أشعر بأن هاري لم يتخط حادثة وفاة والدته".
وبيعت 1.4 مليون نسخة من كتاب "سبير" باللغة الإنكليزية في اليوم الأول من طرحه في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، وفق دار "بنغوين راندوم هاوس"، التي أكدت أن هذه المذكرات حطمت الرقم القياسي لمبيعاتها.
وفي فرنسا نفدت كل النسخ في الطبعة الفرنسية الأولى من كتاب الأمير هاري، والتي بلغت 210 آلاف، وتقرر طبع 130 ألف نسخة إضافية، على ما أفادت دار النشر "فايار". وأشارت الدار إلى أن الطلب من المكتبات على كتاب الأمير هاري كان أعلى بنحو 20 في المائة من الطلب على مذكرات أوباما الرئاسية.