علامات استفهام بشأن وفاة مسؤول عراقي سابق أثناء توقيفه بعد فراره من السجن

21 ابريل 2023
بوفاة كمبش المدان بملفات فساد كبيرة تطوى معه أسئلة عدة (تويتر)
+ الخط -

أثيرت علامات استفهام بشأن وفاة رئيس ديوان الوقف السني السابق في العراق سعد كمبش، خلال عملية توقيفه أمس الخميس، وما إذا كانت وفاة طبيعية، على الرغم من أنّ وزارة الصحة لم تشر إلى وجود آثار كسر أو نزف.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت، عصر أمس، وفاة كمبش، بعد دقائق من إعلان نبأ توقيفه في مدينة الموصل شمالي العراق، بعد فراره من السجن مساء الثلاثاء، حيث كان يقضي حكماً بالسجن أربع سنوات بعد إدانته بقضايا فساد مالي.

ووفقاً لبيان لوزارة الصحة، فإنّ "تقرير الطب العدلي الأوّلي يشير عادةً إلى الفحص الظاهري للمشاهدات الأولية، ومن ثمّ يتبعه تشريح لجوف وأعضاء الجسم وحسب السياقات الفنية المعمول بها"، مبيّناً أنّ "التشريح السريري أوضح وجود احتشاء قديم في عضلة القلب مع تصلّب في شرايين القلب، وتم أخذ قطعة نسيجية من القلب وإرسالها للفحص النسيجي للتحرّي عن وجود أي ذبحة صدرية أو جلطة قلبية جديدة".

وأضاف أنّ "التشريح أكد وجود تجمع للسوائل في الرئتين،" مشيرة إلى أنه "تم إجراء التشريح العدلي للرأس ولم تظهر أي آثار لنزف في الدماغ أو كسر في الجمجمة".

وأكد أنه "في ما يخص المشاهدات السطحية، السحجات السطحية الظاهرة ناتجة عن نقل الجثة وإجراءات الكادر الطبي والتمريضي في ردهة الطوارئ، حيث إنه يتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي وإجراء التنفس الصناعي والضغط على منطقة الصدر لأي حالة وصول لشخص متوفي حديثاً إلى المستشفى وضمن الفترة الزمنية المحددة حسب الدلائل الإرشادية المعتمدة في مثل هذه الحالات". 

وأوضح أنه "تم أخذ نماذج من أحشاء الجسم وأرسلت للتحليل النسيجي، وتم أخذ نماذج أخرى من الجسم لإجراء فحص السموم في المختبرات المختصة في دائرة الطب العدلي في بغداد وحسب السياقات والضوابط المعمول بها".

هروب رئيس ديوان الوقف السني الأسبق من "سجن الـVIP "... ما القصة؟

وبوفاة كمبش المدان بملفات فساد كبيرة، تطوى معه أسئلة عدة حول صلة أحزاب وقوى سياسية بملفات شابها الفساد خلال فترة توليه ديوان الوقف السني. 

وقال ضابط في الداخلية العراقية، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية هروبه من السجن ومن ثم الاعتقال، وبعدها إعلان الوفاة، ما زالت تحيطها الكثير من علامات استفهام"، مبيّناً أنّ "تلك الملفات لا يمكن للمسؤول الراحل أن يتورط فيها بمفرده من دون أن تدعمه أطراف متنفذة".

وأشار إلى أنّ "الدلائل المنطقية للحادث، فضلاً عن تسريب بعض الصور، تؤكد أنه تعرض للعنف خلال عملية الاعتقال"، مشيراً إلى أنّ "وفاة كمبش مهمة لبعض الأطراف التي لا تريد كشف ملابسات ملفات الفساد التي تورط فيها، واستطاعت أن تطوي تلك الملفات بشكل نهائي".

النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي شدد، في منشور له على "فيسبوك"، على "ضرورة كشف ملابسات الحادث التي أدت إلى وفاة، أمام الرأي العام".

وفيما رجّح النائب السابق مشعان الجبوري أن تكون الوفاة خنقاً، قال في تغريدة له: "صورة اعتقال كمبش التي يظهر فيها وهو يحاول سحب اليد الملتفة حول رقبته تثير الشكوك حول احتمالية أن يكون قد مات خنقاً من قبل القوة التي اعتقلته دون قصد ؟!".

الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرداغي، ألمح إلى إمكانية أن يكون الحادث متعمداً لإخفاء ملفات فساد، وقال في تغريدة له: "قبل ممارسة الفساد، عليك أن تنتبه لصالح من سوف تسرق.. هناك فاسد يحميك ويغطيك مثل ما حصل مع نور زهير (المتورط بسرقة المليارات وأطلق سراحه بكفالة)، وهناك فاسد يتخلص منك ويرميك مثل كمبش، والدولة والقضاء وباقي المؤسسات معطلة في مثل هذه الحوادث".