قبلت المحكمة الجنائية التركية الـ25 في إسطنبول، اليوم الأربعاء، الدعوى المرفوعة من قبل النيابة العامة بحق إيرانيين متهمين بتشكيل شبكة اغتيال وتجسس لاستهداف سياح إسرائيليين، حيث انتهت التحقيقات مع أعضاء الخلية.
ووجهت النيابة العامة تهمة "توفير وثائق ومستندات يجب أن تكون سرية داخل الدولة بغرض التجسس السياسي والعسكري"، وتهمة "التخطيط للقتل" بحق 8 مواطنين إيرانيين، على أن تبدأ الجلسات الأولى للمحاكمة في الأيام المقبلة.
وكانت وسائل إعلام تركية قد أفادت، في تموز/ يوليو الماضي، بأن 7 إيرانيين اعتقلوا من أصل 8 تم توقيفهم في وقت سابق، بتهمة تخطيطهم لقتل مواطنين إسرائيليين في مدينة إسطنبول، فيما أفرج عن فتاة من بين الموقوفين، وتم منعها من السفر.
ووجهت النيابة العامة في إسطنبول تهم التجسس السياسي والعسكري للمواطنين الإيرانيين الذين كُشف عن توقيف 5 منهم بداية في يونيو/ حزيران الماضي، وتوقيف 3 آخرين لاحقا في عمليات للمخابرات التركية، حيث أخرج المتهمون إلى محكمة الصلح المناوبة في إسطنبول لتصدر المحكمة قرارا باعتقال 7 منهم بأوقات مختلفة.
وأعلن عن اعتقال المجموعة الأولى من المواطنين الإيرانيين في 23 يونيو الماضي، في اليوم الذي زار فيه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد تركيا، وبعد تحذير إسرائيلي في 13 من الشهر الماضي من عمليات تستهدف الإسرائيليين.
وفي التفاصيل التي كشفت عنها التحقيقات وفق مذكرة الادعاء، بحسب الإعلام التركي، فإن "الخلية كانت تستعد للقيام بعمليات الاغتيال، وتم اعتقال أفرادها في غرفة فندق إقامتهم بمنطقة بي أوغلو بقلب إسطنبول من قبل قوى الشرطة".
وأضافت مذكرة الادعاء أن "الخلية كانت على ارتباط وتنسيق مباشر مع المخابرات الإيرانية، وكلف برئاسة الخلية تاجر المخدرات والمحكوم بالإعدام في إيران شاهين أوتادي، حيث وعد الأخير بالعفو عن كل جرائمه بما فيها عقوبة الإعدام لقاء مهام الاغتيال المكلف بها".
وأوضحت أن "الشخص المكلف بعملية الاغتيال ميدانيا كان مواطنا إيرانيا يدعى جمال قاداكجي، ودخل إلى تركيا عبر جواز سفر مزور، وأن المسؤول عن الخلية أوتادي كلف بدوره ساعده الأيمن بالمتابعة والتنسيق، ويدعى كافيه باراتي".
الخلية كانت تستعد للقيام بعمليات الاغتيال وتم اعتقال أفرادها في غرفة فندق إقامتهم بمنطقة بي أوغلو بقلب إسطنبول
ووصل باراتي إلى تركيا بعد قبوله تنفيذ عملية الاغتيال، ومن أجل ترتيب ذلك تواصل بدوره مع كيفان ماجد زاده، وتم تكليف "علي رضا شابويدودكاني بعمليات الاستكشاف في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم الحيوية، حيث ألقي القبض عليه من قبل الشرطة، ومنها بدأت سلسلة الكشف عن الخلية بعد اعترافاته".
وأكملت المذكرة أن "الشرطة تمكنت من اعتقال إيرانيين في 17 يونيو الماضي عند الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي، وتم العثور على أسلحة فردية مع كواتم صوت في الفندق بعد الاعترافات السابقة، وكلف كل من سيد محمود حسيني وماجيد نصير حصار، وإيمان هوجافيدار بمراقبة السياح الإسرائيليين".
ونقلت اعترافات سيد محمود حسيني أن "فنانا إيرانيا يدعى (أ.ت) كان من ضمن أهداف الخلية، وأنه جرت مراقبته لمدة بتكليف من باراتي".
وكانت السلطات الأمنية التركية قد اعتقلت في العملية الأولى كلا من ماجيد نصير حصار، وعلي رضا شابويدودكاني، وسيد محمود حسيني، وحسان هاشمخاني، ومريم محمدي، ونقلوا في 29 من الشهر نفسه إلى القضاء ليتم توقيفهم والإفراج عن مريم، دون السماح لها بمغادرة البلاد، وفرض الرقابة العدلية عليها.
ونفذت قوى الأمن عملية أمنية ثانية قبلها بأيام في جوار منطقة تقسيم السياحية بقلب إسطنبول ليتم توقيف 3 آخرين، هم كيفان ماجد زاده، وجمال خاداكجي، وإيمان هوجافيدار، كانوا يعملون على عمليات الاستكشاف في المنطقة.
وبحسب التحقيقات، عثر على 3 أسلحة فردية من عيار 7.65 ملم، وجهازي ليزر، و3 كواتم صوت، وعدد كبير من الرصاصات من عيار الأسلحة المصادرة نفسه.
وتأتي هذه العمليات بعد أن كان وزير الخارجية الإسرائيلي قد حذر في 13 يونيو الماضي الإسرائيليين من السفر لتركيا مطالبا الموجودين هناك بترك البلاد فورا، وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية التركية بعد يوم واحد بأن تركيا "آمنة"، مذكرة بدعوة بعض الدول مواطنيها لمغادرتها دون ذكر اسم إسرائيل.