زلزال استقالات يضرب حزب الرفاه من جديد: رئيس بلدية شانلي أورفة يستقيل ويختار الاستقلال السياسي

02 سبتمبر 2024
تجمع انتخابي لحزب الرفاه من جديد/7 مايو 2024(Getty)
+ الخط -

شهد حزب "الرفاه من جديد" المعارض في تركيا، اليوم الاثنين، استقالة بارزة تمثلت في مغادرة رئيس بلدية ولاية شانلي أورفة، محمد قاسم غولبنار، الذي كان يقود أكبر بلدية فاز بها الحزب في الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار الماضي.

وتعتبر هذه الاستقالة التاسعة على مستوى رؤساء البلديات الذين انشقوا عن حزب "الرفاه من جديد" بعد تحقيقه نجاحاً كبيراً في الانتخابات المحلية، حيث كان غولبنار قد شغل سابقاً منصب رئيس البلدية عن حزب العدالة والتنمية قبل أن ينضم إلى حزب "الرفاه من جديد"، الذي حصد 63 بلدية في تلك الانتخابات.

وقبل أقل من شهر، استقال سبعة رؤساء بلديات من الحزب وانضموا إلى حزب العدالة والتنمية، بينما استقال رئيس بلدية آخر وقرر مواصلة عمله بشكل مستقل. وكان زعيم الحزب، فاتح أربكان، قد اتهم حزب العدالة والتنمية باستخدام نفوذه الحكومي للتأثير على رؤساء البلديات ودفعهم للانشقاق.

وفي بيان استقالته، أوضح غولبنار أنه قرر، بناءً على الإرادة الشعبية، مواصلة خدمة الولاية رئيسَ بلدية مستقل، مؤكداً أنه لا ينوي الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية، مما يقطع الطريق أمام التكهنات التي أثيرت حول مستقبله السياسي.

أفاد محمد قاسم غولبنار في بيان أصدره عقب استقالته: "لقد تتوجت جهودنا المشتركة التي انطلقت استجابة لمطالبكم الشعبية بفوز كبير ليلة 31 مارس، حيث عملنا بروح الفريق الواحد وتقدمت دائمًا بمطالبكم على أي اعتبار آخر. خلال هذه الفترة كنت شفافًا معكم في كل خطوة وشاركتكم كل التطورات".

وأضاف غولبنار: "بات من الضروري الآن أن نركز على تقديم خدماتنا بشكل أفضل ونضع حدًا للمواقف التي تشتت انتباهنا. وبالتوافق مع رأي شعبنا، قررت الاستمرار في مهامي رئيس بلدية مستقلاً بعيدًا عن الانتماءات الحزبية".

وأكد في بيانه: "أعتقد أن تبني نهج السياسة المستقلة والموحدة سيكون له دور كبير في إنهاء الجدالات السياسية التي شغلت الساحة في ولايتنا لفترة طويلة، وسيمكننا من التركيز على تحسين الخدمات والاستثمارات المستقبلية لأورفة بدلاً من الانقسامات والمشكلات السياسية".

ولم يصدر أي تعليق من حزب "الرفاه من جديد" حول استقالة غولبنار، لكن الإعلام التركي أبدى اهتماماً كبيراً بالخبر، ومن المتوقع أن تكون لهذه التطورات تداعيات سياسية واسعة على الحزب خلال الأيام المقبلة.

 

في 14 أغسطس/آب الماضي، شهد حزب "الرفاه من جديد" انضمام سبعة رؤساء بلديات إلى صفوف حزب العدالة والتنمية، وذلك بمناسبة الذكرى الـ23 لتأسيس الحزب. من بين هؤلاء رئيس بلدية فيكي جومرت أوزن، ورئيس بلدية العزيزية في ولاية أرض روم، أمر الله أكبونار، بالإضافة إلى رئيس بلدية كوبري كوي في ولاية أرض روم، نوزت قاره صو، ورئيس بلدية يونجالي في ولاية موش، فهيم كايا، ورئيس بلدية مركز ولاية موش يشيلوفا، عمر فاروق ينلماز، ورئيس بلدية جاي باشي في ولاية أوردو، مسعود قره يغيت، ورئيس بلدية أيفاجك في ولاية سامسون، رفاه الدين شنجان.

وفي هذا السياق، صرّح زعيم حزب "الرفاه من جديد" فاتح أربكان عبر منشور على منصة إكس قائلاً: "ليس من المناسب سياسياً أو أخلاقياً منع رؤساء بلدياتنا من حزب الرفاه من أداء مهامهم، وتجاهل إرادة الشعب في انتخابات 31 مارس من خلال محاولات نقلهم إلى حزب العدالة والتنمية عبر الابتزاز السياسي".

وردّ عليه متحدث العدالة والتنمية، عمر تشليك، عبر منشور آخر على منصة إكس قائلاً: "يحاول حزب الرفاه من جديد توريط رؤساء البلديات الذين يظهرون إرادتهم الحرة في الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية وسياساته الخدمية. حيث لم يتبع الحزب سياسة مستقلة في الانتخابات المحلية، بل عمل على تحقيق خسارة لحزب العدالة والتنمية وفوز حزب الشعب الجمهوري، عبر ترشيح شخصيات كانت في السابق ضمن صفوف العدالة والتنمية. هذا موقف يتطلب منهم مواجهة حقائقهم السياسية".

المساهمون