تركيا تواصل وقف الرحلات إلى السليمانية رداً على مسلحي "الكردستاني"

06 ابريل 2023
من المتوقع أن يكون تعليق الرحلات ساري المفعول حتى الثالث من شهر يوليو (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل تركيا لليوم الثالث على التوالي إغلاق مجالها الجوي من مطار السليمانية وإليه في إقليم كردستان العراق، والتي تخضع لسلطة الاتحاد الوطني الكردستاني، في خطوة جاءت ردا على نشاط مسلحي حزب العمال الكردستاني في المحافظة.

وأكد مدير الإعلام والاتصالات في مطار السليمانية الدولي دانا محمد، يوم الإثنين الماضي، إبلاغهم من الجانب التركي بإلغاء جميع الرحلات الجوية بين مطار السليمانية الدولي وتركيا.

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن قرار تعليق الرحلات جاء بسبب تكثيف أنشطة حزب العمال الكردستاني في مدينة السليمانية، وتغلغل الحزب في مطار السليمانية، مما يؤدي إلى تهديد أمن الطيران، وفق البيان.

ومن المتوقع بحسب الخارجية التركية أن يكون التعليق ساري المفعول حتى الثالث من شهر يوليو/ تموز المقبل في المرحلة الأولى، على أن تتم مراجعة أمر التعليق في "ضوء التطورات التي سنراقبها عن كثب حتى التاريخ المذكور".

وأحرج القرار التركي الاتحاد الوطني الكردستاني، وهو بمثابة إدانة تركية للحزب باحتضان حزب العمال الكردستاني في المحافظة مرة أخرى بعد تعهدات سابقة من إدارة الحزب بزعامة بافل الطالباني عام 2019، بمنع ممارسة أي أنشطة عدائية يمارسها حزب العمال في مناطق نفوذه.

ولم يصدر الاتحاد الوطني الكردستاني ثاني أحزاب إقليم كردستان أي توضيح حتى الآن. لكن مسؤولا في أربيل اشترط عدم ذكر اسمه قال لـ"العربي الجديد"، إن الخطوة التركية جاءت ردا على حادث المروحية التي سقطت الشهر الماضي وكانت تقلّ أعضاء من حزب العمال الكردستاني تبين أنهم كانوا في السليمانية، وأن المروحية التي كانت تنقلهم بين مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة وبين السليمانية، تابعة إلى الاتحاد الوطني الكردستاني.

وحمّل المسؤول الحكومة العراقية في بغداد مسؤولية الملفات الخارجية و"مهمة ضبط حزب الاتحاد وعلاقته بحزب العمال".

وأشار الى أن "القرار التركي ستكون له تداعيات خطيرة سياسيا واقتصاديا وأمنيا على محافظة السليمانية، وهو ما يجب أن يتحمل مسؤوليته الحزب"، معتبرا "الصمت إزاء القرار بمثابة اعتراف بتلك الاتهامات".

من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي عن الحزب، كاروان يارويس، إن سلطة الطيران المدني تتابع القرار مع الجانب التركي، وتابع في تصريح صحافي: "تابعنا في لجنة النقل والاتصالات، واجتمعنا مع رئيس سلطة الطيران المدني العراقية في مطار بغداد الدولي، كما طلبنا بكتاب رسمي تقديم التوضيحات واتباع الإجراءات اللازمة، ونحن على اتصال دائم مع مدير مطار السليمانية الدولي".

وأوضح أنه "بحسب متابعاتنا ليست هناك أية مشاكل فنية أو إدارية في مطار السليمانية، وقد أكدت سلطة الطيران المدني العراقية ذلك"، مضيفا أن "سلطة الطيران المدني في العراق تقوم بمحاولات جادة لحل المشكلة، وهي تتواصل مع الجانب التركي".

ويستقبل مطار السليمانية قبل القرار التركي، رحلتين تركيتين يوميا، وهناك الرحلات الذاهبة باتجاه تركيا ورحلات "الترانزيت" وغيرها، وهو ما يجعل قرار تعليق الرحلات جانبا اقتصاديا، إذ ستسجل خسائر مالية كبيرة نتيجة له.

وجاء القرار التركي بعد أقل من 20 يوما على تحطم مروحية تقلّ عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في الـ 15 من الشهر الفائت، والتي كانت في طريقها إلى السليمانية.

وتواصل القوات التركية سلسلة من العمليات العسكرية الانتقائية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفا جويا واغتيالات طاولت قيادات بارزة في حزب العمال الكردستاني المعارض.

المساهمون