نفت تركيا بشدة وعلى أكثر من مستوى، اليوم الخميس، ادعاءات استخدام القوات التركية أسلحة كيميائية في جبال إقليم كردستان العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان لها، إنه "لا صحة لمزاعم استخدام القوات المسلحة أسلحة كيميائية، وأن الجيش التركي لا يستخدم الذخيرة المحظورة بموجب القانون والاتفاقيات الدولية، وهذا النوع من الذخيرة غير موجود في مخزون القوات المسلحة التركية".
وكانت الادعاءات قد ساقها حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، في اجتماع له، أصدر بنهايته بياناً قال فيه إن القوات التركية استخدمت أسلحة كيميائية ضد مسلحي الكردستاني.
وقال الحزب في بيان نشره في موقعه، إن "العمليات العسكرية التي تقودها تركيا في كردستان العراق منذ العام 2021، تحمل دلائل جدية لآثار استخدام الأسلحة الكيميائية، وهي ترقى لأن تحمل صفة جرائم الحرب وفق القوانين الدولية، والمشاهد التي رشحت للإعلام تؤكد هذه الادعاءات".
وأضاف الحزب: "تأتي أخبار استخدام الأسلحة الكيميائية منذ العام 2021، وتركيا طرف في الاتفاقيات الدولية ولكنها تتصرف بشكل يخالف هذه الاتفاقيات، وهو ما يجعل سكان المنطقة يشعرون بالقلق، ويخشون من مجازر جماعية، ونؤكد مرة أخرى أن استخدام السلاح الكيميائي جرائم ضد الإنسانية".
وطالب الحزب الأمم المتحدة ومنظمة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية والمنظمات الدولية بالعمل الجاد بشأن هذه الادعاءات، مؤكداً على ضرورة التحقيق بها، وبالجهات المتورطة باستخدام ونقل وتوفير هذه الأسلحة.
وردت وزارة الدفاع التركية على بيان الحزب الكري بعد يومين بأن "مزاعم استخدام القوات المسلحة التركية أسلحة كيميائية والمطروحة بشكل دائم من قبل جهات ترغب في تلطيخ سمعة الجيش، وتريد إلقاء ظلالها على نجاح القوات المسلحة التركية، لا أساس لها من الصحة على الإطلاق وغير حقيقية".
وأكملت: "القوات المسلحة التركية في جميع العمليات التي نفذتها كانت تعمل في إطار الحق بالدفاع عن النفس النابع من القانون الدولي، وتستهدف الإرهابيّن فقط، وتبدي أقصى درجات الأهمية والحساسية لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين والأصول التاريخية والدينية والثقافية والبيئة".
وشددت الوزارة على أنّ "الكردستاني الذي ينهار نتيجة عمليات الجيش التركي، يبحث عن مخرج بالتضليل واستخدام طرق غير أخلاقية، ولا مخرج للمسلحين إلا بالاستسلام للعدالة".
من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة، إنه "كلما زادت القوات المسلحة وأجهزة الأمن والاستخبارات وتيرة عملياتها ضد التنظيمات المسلحة، لجأت (بعض الأطراف) لإطلاق حملات افتراء جديدة".
وأضاف أنّ "كذبة السلاح الكيميائي محاولة بائسة لتلك الأطراف لتبرئة التنظيم الإرهابي وتجميل صورته، وأن السلطات التركية ستواصل كفاحها ضده بعزيمة وإصرار".
من جهته، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسمه عمر جليك إنّ أصحاب هذه الادعاءات هم "جزء من شبكة افتراءات سافلة".
وأضاف في تغريدة، أنّ "هذه الأطراف تحاول أن تظهر جرائم التنظيم الإرهابي بمظهر البريء، والأطراف التي تثني على جرائم التنظيم الإرهابي وتمثل بؤر الشر، تقوم باستهداف الجيش التركي".
وأكد على أن "الجيش التركي يلتزم في كفاحه ضد الإرهاب بكافة المعايير والمبادئ القانونية، ويعد النضال الأكثر شرعية وشفافية وشرفاً في العالم".
كما انتقد رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، عبر تغريدة على تويتر، ادعاءات استخدام الجيش التركي أسلحة كيميائية، قائلاً إن "السبب الأهم الذي يدفع التنظيم المسلح وامتداداته السياسية لزيادة وتيرة حملات الدعاية السوداء ضد تركيا، هو اقتراب السلطات التركية من القضاء على التنظيم من خلال اقتحام أوكاره يومياً".
وأوضح أن "الشعب التركي يرى جيداً المسلحين ذوي المظهر المدني، الذين شاركوا ودعموا هذه الدعاية السوداء ضد القوات المسلحة التركية الشجاعة".
وشدد على أن "السلطات التركية ستواصل كفاحها ضد الإرهاب، وهي عازمة على مواصلة العمل لمواجهة حملات التضليل والدعاية السوداء التي تحاول التنظيمات الإرهابية تنفيذها ضد تركيا".