تركيا تشترط "خطوات واضحة وملموسة" لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي

15 يونيو 2022
أنقرة تطالب بأن تكون التعهّدات المطلوبة مكتوبة (مراد قلة/ الأناضول)
+ الخط -

جدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، موقف بلاده بخصوص انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قائلاً إن أنقرة لن تغيّر موقفها من انضمام البلدين حتى يتخذا "خطوات واضحة وملموسة وحاسمة" في مكافحة الإرهاب.

موقف أردوغان جاء بعد أن كشفت وسائل إعلام تركية أن السويد تعمل على إصدار تشريعات جديدة وقوانين تتعلق بمكافحة الإرهاب، تطمئن تركيا بعد أن أبدت أنقرة مخاوفها مرات عدة في ما يتعلق بالسماح لـ"حزب العمال الكردستاني" و"وحدات الحماية" الكردية وجماعة "الخدمة" بالعمل السياسي في البلاد وجمع التبرعات، وهي كيانات تصنّفها أنقرة "تنظيمات إرهابية".

وخلال كلمة له أمام كتلة حزبه البرلمانية في أنقرة، قال أردوغان إن "مواقف أنقرة من السويد وفنلندا تأتي لأنه سُمح للإرهابيين بالتحرك بحرية في شوارع البلاد، فلا يمكن لتركيا أن تفتح الأبواب لهم"، قاصداً انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.

وتقدمت السويد وفنلندا بطلب رسمي للانضمام إلى الحلف في 18 مايو/ أيار الماضي، نتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والتي انطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي.

يأتي ذلك في وقت نقلت فيه وسائل إعلام تركية عن تقارير دولية أن السويد تعمل على إصدار تشريع جديد يتعلق بالإرهاب بعد الاتهامات التركية بدعم هذه المنظمات، موضحة أن التشريع الجديد يستهدف من يقدم مساعدة للتنظيمات الإرهابية، ويفرض عقوبات على من يفعل ذلك.

تقدمت السويد وفنلندا بطلب رسمي للانضمام إلى الحلف في 18 مايو/ أيار الماضي، نتيجة الحرب الروسية ضد أوكرانيا، والتي انطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي

ونقلت عن وزيرة خارجية السويد آن ليندي قولها إن البرلمان يعمل على إعداد "قانون أكثر تشدداً مع الإرهاب، وأن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يوليو/ تموز المقبل"، مضيفة أن التشريع الجديد ستتبعه تشريعات أخرى تتعلّق بالأمر نفسه.

وكانت رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، قد قالت في مؤتمر صحافي أمس، إنها "تترقب بفارغ الصبر" مواصلة الحوار مع تركيا بشأن عضوية بلادها في حلف شمال الأطلسي، وأن هناك جهوداً حثيثة بشأن عملية انضمام السويد وفنلندا.

وأضافت: "نتحرك سوية مع فنلندا، وأترقب بفارغ الصبر مواصلة الحوار مع تركيا إلى أن يتمّ حل المشكلة".

المطالب التركية جددها وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، في تصريح صحافي له اليوم الأربعاء بأنقرة، بقوله: "نقلنا إلى السويد وفنلندا مطالبنا وما تأمله أنقرة بشكل مكتوب، وما زلنا ننتظر منهما أجوبة ملموسة عن مطالبنا بشكل مكتوب".

وأضاف: "فيما يتعلق بالتشريعات الجديدة من المهم معرفة مضمونها والبناء عليها، وتركيا على اتصال مع حلف شمال الأطلسي، وتأمل أن تحصل على مطالبها المكتوبة بشكل خطي وبخطوات ملموسة".

وأفادت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، بأن "أنقرة تطالب بأن تكون التعهدات المطلوبة من فنلندا والسويد مكتوبة وتُلزم جميع الحكومات التي ستأتي بعد الحكومات الحالية بهذه التعهدات، ولهذا لا تفضّل التعهدات الشفوية والوعود غير الملزمة".

وأضافت، شريطة عدم كشف هويتها، أن "طريق التشريعات الجديدة في السويد جاء بعد أن أعربت استوكهولم لأنقرة عن أن ممارسات حزب العمال الكردستاني وجماعة الخدمة والوحدات الكردية في البلاد تأتي ضمن ما تسمح به قوانين البلاد، وهو أمر لا يمكن التدخل فيه، فكان الجواب التركي بأن الأمر إن كان يتطلب تشريعات جديدة فلتكن هناك تشريعات جديدة".

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، قد قال في مؤتمر صحافي أمس إنه "يجب أخذ مخاوف تركيا على محمل الجد، لأنها تواجه بالفعل تهديدات إرهابية خطيرة"، لافتاً إلى أن زيارتيه إلى السويد وفنلندا "سارتا بشكل إيجابي"، ومعرباً عن ترحيبه بالإجراءات المتخذة من الدولتين بخصوص تبديد مخاوف تركيا، بما فيها "حزب العمال الكردستاني".

وأضاف: "علينا أخذ المخاوف التي أعرب عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على محمل الجد، لأن تركيا تواجه بالفعل تهديدات إرهابية خطيرة، وإذا كان لدى حليف مهم مثل تركيا مخاوف، فسنجلس ونتحدث ونجد حلاً".

المساهمون