تشهد أوساط حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، سجالات داخلية وانتقادات من أنصاره مع تسرب أنباء عن تعيين موالين لحزب العدالة والتنمية ومنتقدين للحزب العلماني الكمالي، مستشارين لكمال كلجدار أوغلو، رئيس الحزب والمرشح الرئاسي السابق عن المعارضة.
وكانت أنباء انتشرت قبل يومين عن تعيين سيدة الأعمال، بيريناز ماهبيكر يامان، مستشارة لكلجدار أوغلو ومسؤولة عن سياسات المرأة والعائلة خلال فترة الانتخابات الرئاسية السابقة، وبعد ردود الأفعال من قبل أنصار الحزب سارع الأخير لنفي هذا الخبر، لكن يامان قامت بنشر قرار تعيينها على وسائل التواصل الاجتماعي ما رفع حدة الانتقادات من قبل أنصار المعارضة.
وكانت يامان هاجمت كلجدار أوغلو في منشورات سابقة لها ووصفته بأنه "مسكين وخائن ودمه فاسد"، كما انتقدت الأفكار العلمانية ومؤسس الجمهورية التركية ومؤسس حزب الشعب الجمهوري مصطفى كمال أتاتورك.
ونفى أرن أردم، نائب كلجدار أوغلو، أن يكون هناك أي تعيين أو أي قرار بهذا الصدد، كما نفت رئيسة الفرع النسائي للحزب، آيلين نازلي كايا، الأمر أيضاً عبر منصة إكس، بعد اتصالها مع كلجدار أوغلو، ما دفع يامان لنشر قرار تعيينها الذي يُظهر أنه صدر في 26 أيار/مايو الماضي.
ويامان سيدة أعمال سبق أن قدمت اسمها للترشح كنائبة برلمانية عن حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التي جرت بالعام 2018، عن ولاية باتمان التي تنتمي لها وهي كردية الأصل، كما حاولت الترشح باسم حزب العدالة للانتخابات البلدية كمرشحة لرئاسة البلدية، وتزوجت 3 مرات ولديها 6 أبناء.
وفي ذروة السجالات والانتقادات كُشف أيضاً عن تعيين المحامي، جودت ناسراني، مستشاراً لكلجدار أوغلو، في 18 أيار/مايو الماضي، وظهر أن لناسراني مواقف سابقة ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيها كلجدار أوغلو.
وفي أحدث ردود الأفعال، قالت النائبة في البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري، غمزة تاشجيار، اليوم الأحد، في تغريدة على موقع إكس: "تعيين يامان أمر غير مقبول حتى وإن تم إنهاء مهامها"، وأضافت: "من غير المقبول للحزب الذي أسسه أتاتورك ويدافع عن العلمانية أن يكلف مناهضة لأتاتورك والعلمانية مسؤولة عن سياسات المرأة والعائلة".
كما أصدر حزب الشعب الجمهوري بياناً، أمس السبت، قال فيه: "عقب الانتخابات العامة وتغيير اللجنة التنفيذية المركزية للحزب تم إصدار تعميم في 4 حزيران/يونيو الماضي أنهى فيه رئيس الحزب (كلجدار أوغلو) عمل جميع المستشارين ومن بينهم بيريناز ماهبيكر يامان".
ولاقت هذه التطورات انتقادات حادة من أنصار المعارضة وكتاب الرأي والصحافيين، في حين لم يعلق التحالف الجمهوري الحاكم على هذه التطورات.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستعد فيه الأحزاب التركية للانتخابات البلدية القادمة، المتوقعة في مارس/آذار 2024، ويستعد حزب الشعب الجمهوري لخوض هذه الانتخابات والمحافظة على البلديات التي يحكمها، بينها 11 مدينة كبرى على رأسها العاصمة أنقرة وإسطنبول وإزمير وأضنة، يسعى بكل قوة للحفاظ على حكمها.