تركيا تستأنف القصف الجوي شمال حلب لإجبار "قسد" على قبول مطالبها

27 نوفمبر 2022
يأتي ذلك بعد نحو 3 أيام من توقف القصف الجوي التركي على مناطق "قسد" (Getty)
+ الخط -

واصل الجيش التركي منذ فجر اليوم الأحد، عملياته المكثفة ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في الشمال السوري، وذلك في محاولة من تركيا كما يبدو لزيادة الضغط على "قسد" من أجل القبول بالحلول السياسية المطروحة، أو الشروع في عملية عسكرية برية.

وذكر مصدر عسكري معارض لـ"العربي الجديد"، أن طائرات حربية تركية شنت غارات على مطار منغ العسكري شمالي حلب، وعلى قرى شوارغة المالكية ومراش شمالي حلب، الخاضعة لسيطرة قوات "قسد".

يأتي ذلك بعد نحو 3 أيام من توقف القصف الجوي التركي على مناطق سيطرة "قسد"، بغية إعطاء الفرصة للجهود السياسية للتوصل إلى حل.

كما وسعت المدفعية التركية نطاق قصفها على مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف حلب، مستهدفة قرى الشعالة وزويان وتلال العنب والشيخ عيسى ومحيط مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، إضافة إلى قرى طاطمرش والشوارغة والعلقمية ومرعناز وتنب والمالكية في ناحية شران بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب.

وبالتزامن مع استئناف عمليات القصف، استقدمت القوات التركية تعزيزات جديدة من داخل الأراضي التركية عبر معبر باب السلامة، تضمنت دبابات ومدفعية ومعدات لوجستية، وفق مراسل "العربي الجديد" الذي أفاد أيضا بانتقال وحدة عسكرية تركية كاملة من إدلب إلى ريف حلب الغربي.

قصف قاعدة عسكرية تركية في قرية دابق بريف حلب

في المقابل، قصفت قوات "قسد" والنظام السوري بالمدفعية الثقيلة قاعدة عسكرية تركية في قرية دابق بريف حلب الشمالي، كما طاول القصف مواقع لـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في ريف الحسكة.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأحد تحييد 22 عنصراً من قوات "قسد" في شمال سورية والعراق يومي الجمعة والسبت.

تصميم تركي على العملية البرية

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد قال يوم أمس السبت، إن بلاده ستشن عملية عسكرية برية ضد "قسد" و"حزب العمال الكردستاني" في أقرب وقت ممكن.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكار قوله: "رصدنا موقفا أميركيا متناقضا بشأن مخاوفنا الأمنية"، مضيفاً: "لم نتلق الدعم المطلوب من روسيا والولايات المتحدة، وستواصل تركيا عمليتها العسكرية في سورية رغم التحذيرات الأميركية".

وكان القائد العام لـ "قسد" مظلوم عبدي قال، يوم أمس السبت، إن تركيا تتحضر لشن هجوم على منطقة عين العرب (كوباني) ومنبج وتل رفعت. 

وذكر عبدي، في مؤتمر صحافي عبر تطبيق "زوم" شارك فيه مجموعة من الصحافيين، أن الولايات المتحدة وروسيا تعارضان الهجوم التركي، مشيرًا إلى أنهما موقفان جيدان، "لكن المواقف الدولية يجب أن تكون أقوى لأن تركيا مصممة على الهجوم".

جهود أميركية وروسية للحل

ويسعى المبعوث الأميركي إلى شمال شرق سورية، نيكولاس غرانجر إلى التوصل إلى حل سياسي بين الجانبين ووقف العملية العسكرية البرية، فيما يجري الحديث عن مبادرة روسية أيضا تقضي بنشر قوات من "الفيلق الخامس" التابع للنظام السوري والمقرب من روسيا، في مناطق الشريط الحدودي وعودة القوات الأمنية للنظام ومؤسساتها بشكل كامل، وهو ما ترفضه "قسد" حتى الآن.

وتطالب تركيا بانسحاب "قسد" بشكل كامل من الشريط الحدودي بعمق 30 كم، وإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من المنطقة، ووقف الدعم الأميركي لـ"قسد"، وحل مؤسسات "الإدارة الذاتية" ونشر نقاط مراقبة تركية على طول الشريط الحدودي.

وتتهم تركيا كلا من الولايات المتحدة وروسيا بعدم الالتزام بالتفاهمات معها عام 2019 والتي تقضي بانسحاب قوات "قسد" بعمق 30 كلم من الحدود التركية، وتسليم المنطقة لقوات النظام السوري.

المساهمون