شدد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، على أن بلاده تدعم مسألة الاعتراف المتبادل بين أرمينيا وأذربيجان بوحدة أراضيهما، فيما من المقرر أن تجري محادثات جديدة قد تكون حاسمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا في الأول من يونيو/ حزيران المقبل.
جاء ذلك في كلمة أدلى بها في ولاية أنطاليا، الجمعة، وصف خلالها تصريحات أرمينيا وأذربيجان بشأن مسألة الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي بـ"الإيجابية".
وقال جاووش أوغلو: "أرمينيا تعرب عن استعدادها للاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان، والتصريحات الواردة حيال مسألة الاعتراف المتبادل إيجابية، ونحن ندعمها".
وأضاف: "أذربيجان اقترحت على أرمينيا توقيع اتفاقية سلام شامل، وإذا وافقت الأخيرة فسيجري التفاوض في أقرب وقت ويتم التوقيع. وتركيا ستتخذ خطوات إيجابية بهذا الصدد".
وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تريد أن يتحقق السلام في المنطقة والقوقاز.
بوتين: الوضع بين أرمينيا وأذربيجان يتجه نحو التسوية
إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إنه على الرغم من الصعوبات، فإنه يشعر بأنّ أذربيجان وأرمينيا تتجهان نحو تسوية الصراع المستمر بينهما منذ عقود حول إقليم ناغورنو كاراباخ.
جاء ذلك خلال اجتماع في الكرملين مع زعيمي البلدين أذاعه التلفزيون. وروسيا وسيط رئيسي منذ زمن طويل بين البلدين الواقعين على الطرف الجنوبي الغربي للاتحاد السوفييتي السابق واللذين خاضا حربين كبيرتين خلال العقود الثلاثة الماضية.
وقال بوتين: "في رأيي، بشكل عام، أنه رغم الصعوبات والمشكلات، التي يوجد منها ما يكفي، فإن الوضع يتجه نحو التسوية". وأضاف أنّ مسؤولين من أرمينيا وأذربيجان وروسيا سيجتمعون الأسبوع المقبل في محاولة لضمان "حل جميع القضايا العالقة".
ووقعت مشادة لفظية، الخميس، بين الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان لعدة دقائق باللغة الروسية في حضور بوتين.
وسيطرت أذربيجان في عام 2020 على مناطق كانت خاضعة لسيطرة الأرمن في جيب ناغورنو كاراباخ الجبلي ومحيطه، وقيدت بشكل متكرر استخدام الطريق الوحيد الذي يربط المنطقة بأرمينيا.
ومن بين القضايا العالقة بين البلدين حقوق وأمن حوالي 120 ألف أرمني يعيشون في ناغورنو كاراباخ، وهي منطقة معترف بها دولياً جزءاً من أذربيجان.
وعلى الرغم من المشادة الحادة بينهما، قال كل من باشينيان وعلييف إنّ الآونة الأخيرة شهدت إحراز تقدم نحو تسوية تقوم على الاعتراف المتبادل بوحدة أراضي كل منهما.
سفيرة أذربيجان في باريس: على باكو ويريفان استغلال "الزخم" للتوصل إلى معاهدة سلام
في غضون ذلك، رأت سفيرة أذربيجان في باريس أنه "من الممكن توقيع معاهدة سلام" بين بلادها وأرمينيا، مشيرة إلى محادثات جديدة قد تكون حاسمة ستجري في الاجتماع المقبل للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدوفا في الأول من يونيو/ حزيران.
وقالت ليلى عبد اللاييفا، خلال لقاء مع صحافيين من نقابة الصحافيين الدبلوماسيين: "نأمل أن نتمكن من التحرك باتجاه معاهدة سلام".
وأكدت عبد اللاييفا أنه ستجري محادثات في كيشيناو تجمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز. وهي المرة الأولى يلتقي فيها القادة الأربعة معاً.
وأعربت السفيرة عن أسفها لكون المحادثات التي جرت في موسكو لم تسفر عن "وثيقة تتعلق بفتح قنوات اتصال"، ولكنها أشارت إلى "تقدم في المفاوضات حول تطبيع العلاقات الدبلوماسية" بين البلدين.
وتابعت "لا أعرف إن كان سيجري توقيع معاهدة سلام في كيشيناو. لكن هذه لحظة تاريخية، وهذا زخم ينبغي عدم تفويته على الإطلاق".
والاثنين الماضي، أعرب رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، عن استعداده للاعتراف بإقليم ناغورنو كاراباخ جزءاً من الأراضي الأذربيجانية.
(الأناضول، رويترز، فرانس برس)