وضعت زعيمة الحزب "الجيد" في تركيا، ميرال أكشنر، شروطاً صعبة توصف بـ"التعجيزية" للانضمام إلى التحالف الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، في وقت تتواصل فيه اللقاءات الداخلية في تركيا لترتيب التحالفات السياسية.
أكشنر كانت قد تلقت قبل أيام دعوة من زعيم حزب الحركة القومية اليميني، دولت باهتشلي، حليف الرئيس أردوغان، للعودة إلى صفوف الحزب والانضمام إلى التحالف، وهي دعوة للمرة الثانية، بعد تأييد سابق من أردوغان، حيث لم تغلق أكشنر الباب نهائياً بشكل حاسم للانضمام إلى التحالف الحاكم.
وفي لقاء مع مجموعة من الصحافيات، نشر مضمونه اليوم، حددت أكشنر 4 شروط تعتبر صعبة للتنفيذ على الحزب الحاكم، حيث أفادت قائلة: "لم نتلقّ الدعوة في الحزب الجيد من الرئيس أردوغان أو المقربين منهم من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار، والعرض من أجل المسير في طريق واحدة"، وهو الشرط الأول لأن تكون الدعوة المقدمة لهم من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وشددت أكشنر على أن يكون الحوار مباشراً مع الحزب الجيد، وليس ضمن إطار حزب الحركة القومية، وهو الشرط الثاني لها بأن يكون الحوار وجهاً لوجه بين حزب العدالة والتنمية والحزب الجيد، كذلك طالبت بأن "ينهي حزب العدالة والتنمية تحالفه مع حزب الحركة القومية"، كشرط ثالث، رغم أن خلفية الحزب الجيد والحركة القومية، قومية يمينية.
أما الشرط الرابع الذي سردته أكشنر، فهو "العودة إلى النظام البرلماني، وعند تطبيق ما سبق، فإن الحزب الجيد مستعد للجلوس والحوار مع حزب العدالة والتنمية"، وهو ما يعني تخلي أردوغان عن النظام الرئاسي، وهو أمر من المعلوم أن أردوغان وتحالفه يرفضه بشدة.
وبناءً على الشروط السابقة، من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية لن يضحي بحليف قوي كالحركة القومية، ولن يكون على استعداد للتخلي عن النظام الرئاسي، وهو ما يصعّب انضمام أكشنر إلى التحالف، رغم أن هذه الشروط ربما وضعت للتفاوض من سقف عالٍ مع التحالف الحاكم.
وتأتي هذه التطورات بعد حراك قاده الرئيس أردوغان لترتيب البيت الداخلي لحزبه وللتحالف الجمهوري الحاكم، فعقب اجتماع لمجلس قيادة الحزب قبل أيام تناول الإصلاحات المنتظرة في البلاد، عقد أردوغان لقاءً مع حليفه باهتشلي في أنقرة، تلاه لقاء قبل يومين مع رئيس الهيئة الاستشارية لحزب السعادة أوغوزهان أصيل تورك.
وشارك حزب السعادة في الانتخابات الأخيرة قبل عام ونصف مع تحالف الشعب المعارض قبيل الانسحاب منه بعد انتهاء الانتخابات لانتفاء سبب التحالف بحسب الحزب، لتأتي الزيارة الأخيرة من قبل أردوغان وتصريحه أمس، أنها جاءت من باب اللياقة الأدبية من جهة، ومن أجل ألّا يشعر التحالف الجمهوري بأنه وحيد في مقارعة الإرهاب والمضي مستقبلاً بالانتخابات، في مؤشر على فتح الطريق لانضمام الحزب إلى التحالف الجمهوري.
وتعقيباً على هذه الزيارة، قال رئيس حزب السعادة تمل قرة موللا أوغلو، في تصريحات صحافية نشرت اليوم السبت، إنه "كان على علم بالزيارة قبل أيام ولم تكن مفاجئة بالنسبة إليه، وتعتبر زيارة من باب اللياقة الأدبية والود، ولا يمكن تفسيرها بشكل آخر".
ونفى رئيس حزب السعادة أن "يكون هناك أي خلافات بينه وبين أصيل تورك، وإن كان هناك اعتراض من الأخير حول موقعه، يمكن نقاش ذلك في الزمان والمكان المناسبين"، مؤكداً أن "أصيل تورك لم يكن معترضاً على خوض حزب السعادة الانتخابات الأخيرة إلى جانب التحالف المعارض".
ورداً على سؤال عن توقعاته للانتخابات المقبلة ومشاركتهم فيها، قال: "لا أنتظر انتخابات مبكرة، ويمكن مع نهاية العام المقبل الحديث عنها، والدخول في اتفاق مع التحالف الحاكم يمكن الحديث عنه وقت حصول الانتخابات، وأن باب الحزب مفتوح للجميع"، معتبراً أن "لقاء أردوغان مع جميع الأحزاب وجهاً لوجه أمر جيد، وأنه سيقابل أي دعوة توجه إليه للقاء أردوغان بشكل إيجابي".