اعتقلت السلطات الأمنية التركية، اليوم السبت، عشرات الأشخاص بعد محاولتهم تنظيم تظاهرات في مدينة إسطنبول بمناسبة عيد العمال العالمي، حيث تفرض السلطات التركية منذ الجمعة الماضي حظراً كاملاً بسبب مكافحة وباء كورونا.
وحاولت عدة مجموعات تابعة لأحزاب وجمعيات اشتراكية ونقابات عمالية التحرك من عدة نقاط في المدينة باتجاه ميدان تقسيم الشهير وسط إسطنبول، للتظاهر بمناسبة عيد العمال، فتصدت لها قوى الأمن.
وأعلنت ولاية إسطنبول توقيف 212 متظاهراً والتحقيق معهم بعد رفضهم الامتثال لتعليمات منع التظاهر ومقاومة رجال الأمن، رغم التحذيرات الموجهة إليهم بالتفرق والعودة.
ويحمل ميدان تقسيم بعداً رمزياً للأحزاب الشيوعية والنقابات العمالية، إذ شهد الميدان أحداثاً دامية قبل عقود، خلال التظاهرات التي كانت تجري، وسقوط قتلى وجرحى بسبب قمع أجهزة الأمن التي كانت تسيطر عليها حكومات الانقلاب العسكري، فيما أقر حزب العدالة والتنمية الحاكم الأول من مايو/ أيار عطلة رسمية قبل عدة سنوات.
واتخذت قوى الأمن في إسطنبول إجراءات أمنية مضاعفة، وكثفت من نقاط الانتشار في محيط ميدان تقسيم، ومنعت الوصول إليه من عدة نقاط شملت الحدائق المحيطة، وعُززت قوى الأمن بقوى مكافحة الشغب، وأغلقت خطوط مواصلات المترو.
واعتقلت قوى الأمن في منطقة "مجيدية كوي" المجاورة 20 متظاهراً، وهي أول نقطة تجمع شهدت توافد عدد من المتظاهرين حاملين لافتات ومرددين شعارات، محاولين الانتقال إلى ميدان تقسيم، لتمنعهم قوى الأمن وتعتقل عددا منهم.
وحاولت مجموعة أخرى الانتقال من منطقة "تارلا باشي" الملاصقة للميدان، فتدخلت قوى الأمن أيضاً ومنعت وصولهم إلى ميدان تقسيم واعتقلت 14 شخصا منهم، وعززت الإجراءات الأمنية في المنطقة.
وفي منطقة بشيكطاش المجاورة أيضاً، تجمعت عدة مجموعات محاولةً التقدم باتجاه ميدان تقسيم، فقطعت قوى الأمن والشرطة الطريق أمامهم، وبعد تحذيرهم بالتفرق ورفضهم الاستجابة ومقاومتهم عملية تفريق قوى الأمن لتجمعهم، اعتقلت عدداً منهم ونقلتهم إلى مراكز الشرطة.
وبحسب مصادر إعلامية تركية، فقد بلغ عدد المعتقلين في منطقة "شيشلي" المجاورة قرابة 40 متظاهراً، ليبلغ إجمالي المعتقلين من المتظاهرين في حصيلة أولية 74 معتقلاً.
وفي وقت سابق، سمح لممثلي النقابات العمالية بوضع إكليل من الزهر على الصرح الجمهوري في ميدان تقسيم بمناسبة عيد العمال، وبمشاركة محدودة بسبب فرض الإغلاق الشامل الذي بدأ الجمعة الماضي، ويستمر إلى ما بعد عيد الفطر.