استمع إلى الملخص
- المتهمون كانوا يجمعون معلومات عن الناشطين الفلسطينيين في تركيا ويستهدفون المعارضين لسياسة إسرائيل، مستخدمين تطبيقات مشفرة مثل "تيليغرام" و"واتساب".
- الاستخبارات التركية أعلنت في يوليو 2023 عن القبض على 7 جواسيس للموساد، وكشفت صحيفة "صباح" أن الجواسيس تلقوا تعليماتهم من الخارج وخضعوا لدورات إلكترونية.
أصدرت المحكمة الجنائية الـ28 في إسطنبول، اليوم الأربعاء، أحكاماً بالسجن بحق 37 متهماً بالتجسس لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بلغت 6 سنوات و8 أشهر، فيما تابعت متهمين اثنين بينهم بالسجن 8 سنوات، وبرأت 19 متهماً آخر. وأدلت النيابة العامة بمطالعتها في المحكمة بحق المتهمين الـ56 في قضية التجسس لصالح الموساد. ووجهت تهم التجسس للمحكومين بالسجن وفق مذكرة الادعاء التي أعدتها النيابة العامة في إسطنبول، حيث جرى التواصل بين المتهمين وعناصر الاستخبارات الإسرائيلية عبر التطبيقات الرقمية عن بعد. وكان بارزاً اسم المتهمين أحمد كوراي أوزغورن، وألبيرن إركوت اللذين حُكم عليهما بالسجن 8 سنوات و4 أشهر بعد توجيه تهمة "الحصول على وثائق ممنوعة تحوي معلومات بغرض التجسس" لهما.
وكان المتهمون مكلفين جمع معلومات عن الناشطين الفلسطينيين المقيمين في تركيا، والتحضير لعمليات تستهدف المعارضين لسياسة إسرائيل حيال الفلسطينيين. وبحسب مذكرة الادعاء، فإن الموساد عمل عبر إصدار التعليمات من خلال التطبيقات على توفير المعلومات ونقل الأموال وتوجيه العناصر الذين استقطبهم نحو الأهداف وتقديم التكتيكات اللازمة لهم. وأضافت المذكرة أن التواصل كان بالأساس عبر تطبيقات "تيليغرام" و"واتساب" بشكل مشفر، ولم يكن عبر الاتصالات المرئية أو الصوتية، ومقابل هذه الأعمال وتنفيذ المهام حصل المتابعون في القضية على تحويلات مالية وعملات مشفرة بوسائل مختلفة.
وجاء في لائحة الاتهام أنه استُخدِم رجال مباحث في وظائف يتعين القيام بها بشكل احترافي، وأن الأفراد الذين لم يثيروا الشكوك استُخدِموا أساساً للعمل التكتيكي، وأن الأفراد الذين كُلِّفوا عملاً تكتيكياً، كُلِّفوا مهامَّ مثل إنشاء وإدارة مجموعات "واتساب"، وإنشاء وإدارة موقع إلكتروني، وتصميم صحيفة إخبارية إلكترونية، والبحث، وتحويل الأموال، والتوثيق بالصور والفيديو.
وأكملت بأنّه أُعطيَت التعليمات بالمتابعة والاعتداء والسرقة وتوفير الخطوط التشغيلية وإجراء الأبحاث في سورية ولبنان، وكُلِّف المحققون مهمة جمع معلومات السيرة الذاتية، والتحقيق والتوثيق بالصور والفيديو، والتتبع المباشر، ووضع جهاز تتبع، والعثور على البريد السريع المباشر والنشاط السيبراني.
وفي يوليو/تموز 2023 أعلنت الاستخبارات التركية أنها نفذت عملية ناجحة أدت إلى القبض على 7 جواسيس يعملون لصالح الموساد الإسرائيلي وجمع المعلومات والبيانات عبر الهجمات السيبرانية. ونشرت صحيفة "صباح" المقربة من الحكومة التركية التفاصيل والمعلومات التي حصلت عليها عن الجواسيس وصورهم وهم أتراك ومواطنون عرب مقيمون في تركيا، تلقوا تعليماتهم من الخارج، وخضعوا لدورات إلكترونية من قبل مسؤولي الموساد.
وأفادت الصحيفة بأن جهاز المخابرات وعبر 10 فرق مختلفة مسؤولة عن مكافحة التجسس في منطقة الشرق الأوسط، استطاعت تتبع الجواسيس الذين عملوا على جمع المعلومات عن الأجانب المقيمين في البلاد ووضع أجهزة تعقب على سياراتهم، وتحديد أجهزة إنترنت المستهدفين في عناوين سكنهم وكسر الشيفرات لهذه الأجهزة.
والجواسيس هم أحمد كوراي أوزغورون، وألبيرن إركوت، وخالد النبهان، وغزوان عموري، ونزار سعد الدين، ومحمد موري، وخالد نجم، واعترفوا جميعهم بعد اعتقالهم بالعمل لصالح الموساد. وكانت الأجهزة الأمنية ترى أن الجواسيس مرتبطون بـ9 خلايا تضم 56 شخصاً. وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تعمل على تنفيذ عمليات عن بعد من تل أبيب عبر تشكيل فرق عديدة، وذلك لجمع معلومات شخصية، وتحديد المواقع وعناوين الإنترنت عبر متابعة تقنية، وتأسيس مواقع إخبارية إلكترونية عديدة بلغات عدة، على رأسها اللغة العربية. وأضافت الصحيفة أن 9 مسؤولين مختلفين من الموساد يعملون على إدارة هذه الخلايا وتشكيل شبكة استخبارية كبيرة، للعمل بشكل فعال على المستوى الدولي.