رحّب رئيس البعثة الأممية إلى ليبيا يان كوبيتش، اليوم الخميس، في بيان، بنتائج مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، فيما لم تصدر عن الأطراف الليبية أي مواقف أو ردود فعل حيال نتائج المؤتمر.
واعتبر كوبيتش المؤتمر "فرصة مهمة لتجديد التزام المجتمع الدولي باستقلال ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها"، مشيداً بالجهود الدولية الجماعية خلال أعمال المؤتمر، من أجل مساعدة ليبيا في سعيها لتحقيق الوحدة والسلام والاستقرار والازدهار لأجيالها القادمة.
كما اعتبر المبعوث الأممي أنّ مشاركة ليبيا كعضو في المؤتمر، من خلال رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، "تُعدّ مؤشراً مهماً على التقدم في العملية السياسية في ليبيا"، مؤكداً ملاحظة الأمم المتحدة لـ"إحراز تقدم كبير أدى إلى إنهاء النزاع المسلح في ليبيا، وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وإنشاء سلطة تنفيذية موقتة موحدة".
وحث كوبيتش السلطات الليبية والمجتمع الدولي على القيام "بالمزيد لتعزيز هذا التقدم، وضمان الاستقرار والسلام المستدامين في ليبيا"، مؤكداً أن المؤتمر انتهى إلى التوافق على "التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإجراء الانتخابات في موعدها المقرّر في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وأكد كوبيتش على دعوة الأمم المتحدة لـ"وضع حدّ لجميع التدخلات الخارجية، بما في ذلك الانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا"، ودعوة كافة الأطراف الليبية والخارجية إلى التوافق على خطة زمنية شاملة لتحقيق هذه الأهداف.
ويُنتظر أن يصل رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة، والوفد المرافق له، إلى العاصمة طرابلس، اليوم الخميس، قادماً من برلين بعد مشاركته في المؤتمر المنعقد حول ليبيا، أمس الأربعاء، في وقت لم يصدر حتى الآن أي موقف أو رد فعل رسمي من جانب مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وأيضاً اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وشدد الدبيبة، خلال لقائه الأربعاء، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش مؤتمر برلين، على "الضرورة الملحة" لإخراج المرتزقة الأجانب من بلاده، لتحقيق الأمن في إطار خطة شاملة.
وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية، نقلته "الأناضول"، بأنّ الدبيبة أكد خلال اللقاء أنه "من خلال التعاون مع الولايات المتحدة وبشكل فوري في ما يتعلق بمغادرة المرتزقة الأجانب، يمكن لليبيا أن تبدأ مرحلة جديدة لتصبح قصة نجاح ديمقراطية مستقرة وآمنة".
وأوضح أن "جهود الحكومة واسعة النطاق لإعداد ليبيا لانتخابات وطنية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وإعادة توحيد المؤسسات وتوفير الخدمات الأساسية، ودعم الحكومة اللامركزية، وتحقيق التوزيع العادل للموارد والمراحل الأولى لعملية المصالحة طويلة المدى".
إلى ذلك، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، اليوم الخميس، إن أزمة بلاده باتت ورقة تتلاعب بها الأطراف الدولية لتصفية حسابات أخرى.
وأضاف، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، غداة انعقاد مؤتمر "برلين 2" أن "التوافق الدولي حول أزمة ليبيا مهمّ بعد توالي التدخلات منذ 2011، فهي تدخلات يشارك فيها نفس اللاعبين بأشكال مختلفة". وتابع: "إذا أردنا تحرير إرادتنا واسترجاع سيادتنا علينا الاحتكام للشعب ليقرر مصيره بنفسه، الواقع أننا لسنا أولوية لهم فأزمتنا ورقة يتلاعبون بها لتصفية حسابات أخرى بعيدة عنا".
إن التوافق الدولي حول أزمة #ليبيا مهم بعد توالي التدخلات منذ 2011، تدخلات يشارك فيها نفس اللاعبين بأشكال مختلفة. الواقع أننا لسنا أولوية لهم فأزمتنا ورقة يتلاعبون بها لتصفية حسابات أخرى بعيدةً عنّا، ولو أردنا تحرير إرادتنا واسترجاع سيادتنا علينا الاحتكام للشعب ليقرر مصيره بنفسه
— Taher EL-Sonni طاهر السني (@TaherSonni) June 24, 2021