الخارجية الأفغانية ترحب بطلب الصين من "طالبان" قطع علاقاتها بالتنظيمات المسلحة

29 يوليو 2021
الصين أبلغت الوفد بأنها لن تتعاون مع الحركة إذا لم تقطع علاقاتها (فرانس برس)
+ الخط -

رحبت وزارة الخارجية الأفغانية بطلب الصين من حركة "طالبان" قطع علاقاتها مع التنظيمات المسلحة الأخرى، تحديدا مع الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، وحركة طالبان باكستان.
وقالت الخارجية الأفغانية في بيان، إن أفغانستان تؤكد مراراً أن علاقات "طالبان" بالأحزاب والتنظيمات المسلحة الأخرى ليست فقط سببا في استمرار دوامة الحرب في أفغانستان، بل إنها سبب لإرباك الأمن في المنطقة برمتها.
وطلبت السلطات الصينية من وفد حركة طالبان، الذي يزور بكين حاليا برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر، قطع علاقاتها مع الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية.

وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة "إيكسبريس" الباكستانية عن مصادر مطلعة في الحكومة الباكستانية، أن الصين قلقة جدا حيال علاقات "طالبان" بالحركة الإسلامية، مشيرة إلى أن القضية كانت قد طرحت خلال زيارة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الأخيرة إلى الصين، والذي كان برفقته رئيس الاستخبارات الباكستانية الجنرال فيض حميد.
وأتت زيارة وزير الخارجية الباكستانية لطمأنة الصين حول توفير الحماية والأمن للمواطنين الصينيين بعد هجوم استهدف حافلة تقل مهندسين صينيين في منطقة داسو، شمال غرب باكستان، في الـ14 من الشهر الجاري، والذي راح ضحيته تسعة مهندسين.
وبحسب الصحيفة، فإن وفداً من المحققين الصينيين جاء إلى باكستان لتقصي الحقائق بشأن هذا الحدث، مشيرة إلى أن السلطات الباكستانية أكدت في البداية أن الحادث تقني وليس إرهابيا، لكن لاحقا ثبت أن الحادث إرهابي ونفذته الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية بمساندة حركة طالبان باكستان.
وأضافت الصحيفة أن "السلطات الصينية طلبت من باكستان المساعدة في هذا المجال والحديث مع طالبان، وفي هذا السياق أتت زيارة الملا عبد الغني برادروالوفد المرافق له إلى بكين"، مؤكدة أن الصين طلبت من وفد طالبان خلال الزياة قطع العلاقات مع الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية وحركة طالبان في باكستان.

وأبلغت الصين وفد طالبان بأنها لن تتعاون مع الحركة إذا لم تقطع علاقتها مع الحركة الإسلامية، بحسب ما نقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الباكستانية.
وزار وفد رفيع من حركة طالبان بقيادة رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر العاصمة الصينية بكين قبل يومين، لمناقشة أبعاد المصالحة الأفغانية مع القيادة الصينية. 
وقال المكتب السياسي لحركة طالبان في بيان له، إن وفداً من تسعة أعضاء من قيادة طالبان توجه إلى بكين تلبية لدعوة الصين.

يعتبر قطع "طالبان" علاقاتها مع التنظيمات المسلحة الأخرى من أهم بنود توافق الدوحة بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية

 

وذكر البيان حينها، أن الوفد سيلتقي خلال الزيارة بوزير الخارجية الصيني وانغ يي، ونائب وزيرالخارجية، والمبعوث الصيني الخاص لأفغانستان، مشيراً إلى أنه سيتم التباحث حول ملفات سياسية واقتصادية وأمنية، إضافة إلى مجمل الأوضاع في أفغانستان.
وفي رسالة تطمينية لبكين، أكدت طالبان في بيانها أن أراضي أفغانستان لن تستخدم ضدها، فيما وعدت الصين من جانبها بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، والمساهمة في حل القضية الأفغانية عبر الحوار البناء.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأفغانية أن زيارة وفد طالبان إلى الصين جاء نتيجة التنسيق بين بكين وكابول، مشيرة إلى أن الصين أبلغتها بأن الزيارة تأتي في إطار الحديث مع طالبان حول التصعيد الأخير ووجود المسلحين الأجانب في أفغانستان، وقضايا مهمة أخرى، مثل قضية السلام.
وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد اتهم طالبان، أمس، في كلمة له أمام اجتماع في كابول، بأن لها علاقات مع التنظيمات المسلحة الأخرى، وذلك يشكل خطراً على أمن أفغانستان وأمن المنطقة، لكن الحركة رفضت مراراً الاتهامات بوجود أي علاقات لها مع تنظيمات مسلحة أخرى، تحديدا القاعدة. 
ويعتبر قطع طالبان علاقاتها مع التنظيمات المسلحة الأخرى من أهم بنود توافق الدوحة بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية.
وتعد الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية منظمة مسلحة تسعى لإنشاء دولة إسلامية في إقليم شينغيانغ، شمال غرب الصين. وتم تصنيف الحركة من قبل الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية في عام 2002، فيما تعتبرها الولايات المتحدة الأميركية حركة إرهابية.
واتهمت الحكومة الصينية أعضاء الحركة بالمسؤولية عن عدة هجمات بسيارات مفخخة في منطقة شينجيانغ في التسعينيات، فضلا عن مقتل دبلوماسي صيني في قرغيزستان في عام 2002، لكن الجماعة لم تعترف ولم تنف هذه الاتهامات. كما تزعم الصين والولايات المتحدة أن الحركة لها علاقات مع تنظيم القاعدة.