ترتيبات مصرية لاستقبال وفد من الحوثيين... وعبد العاطي يزور طهران

14 سبتمبر 2024
قارب وسفينة يعبران قناة السويس نحو البحر الأحمر، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **جهود دبلوماسية مصرية**: تسعى مصر لخفض التوتر في البحر الأحمر وحل الأزمة اليمنية عبر اتصالات مع الحوثيين وإيران، بسبب تأثير الهجمات الحوثية على الملاحة في قناة السويس وانخفاض إيراداتها بنسبة 23.4%.

- **تنسيق إقليمي**: تتعاون مصر مع السعودية وتركيا، وتستقبل وفدًا حوثيًا في القاهرة لبحث حل الأزمة اليمنية، مع ترتيبات لقاءات بين المجلس الانتقالي اليمني والحوثيين، وجهود تتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة.

- **مواقف الحوثيين**: يؤكد الحوثيون على دعم فلسطين ومواجهة إسرائيل، مشيرين إلى أن عملياتهم في البحر الأحمر تهدف لحماية قناة السويس ولن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

تنخرط مصر في تحركات ومساع تهدف إلى خفض التوتر في منطقة البحر الأحمر، وإيجاد صيغة لحل الأزمة السياسية في اليمن، من خلال اتصالات مع جماعة الحوثيين وإيران، تحاول من خلالها القاهرة، على الأقل، حماية مصالحها الاستراتيجية الخاصة في المنطقة. فقد أثرت الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى مرافئها، على الملاحة في قناة السويس بشكل كبير، وهو ما أثر بدوره على الدخل القومي وإيرادات مصر من العملة الأجنبية، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية خطيرة. ووفق آخر بيانات رسمية صادرة عن إدارة هيئة قناة السويس المصرية، نهاية يوليو/تموز الماضي، فإن القناة فقدت 23.4% من إيراداتها مقارنة بالتوقيت نفسه من العام الماضي، وذلك مع تحويل بعض شركات الشحن مسارات السفن إلى مسارات بحرية بديلة، لتجنّب هجمات الحوثيين.

التحركات المصرية تجري ضمن تنسيق واسع بين القاهرة والرياض وأنقرة

استقبال وفد الحوثيين في القاهرة

وفي هذا الإطار توفرت معلومات لـ"العربي الجديد"، تفيد بأن هناك ترتيبات تجري في القاهرة لاستقبال وفد من جماعة الحوثيين خلال الأيام القليلة المقبلة، بالتنسيق مع القيادة في السعودية، في إطار مساعي التوصل إلى حل للأزمة السياسية في اليمن، وبحث إمكانية ترتيب لقاءات مباشرة بين قيادة المجلس الانتقالي اليمني، وقيادة الحوثيين. وبحسب المعلومات، فإن التحركات المصرية في هذا الشأن تجري ضمن تنسيق واسع بين القاهرة والرياض وأنقرة، التي أبدت استعداداً للعب دور في إطار التعاون المشترك بينها وبين العاصمتين العربيتين. وتُعتبر التحركات الراهنة، جزءاً من تحركات مصرية أوسع متعلقة بملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستيعاب تداعياتها على مصر والمنطقة. ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى العاصمة الإيرانية طهران، خلال الأيام المقبلة، للتباحث حول ترتيبات مشتركة في هذا الصدد.

توفيق الحميري: المرحلة وتحدياتها تقتضي تصويب أي تقاربات سياسية بين أنظمة الأمة الإسلامية نحو إسناد فلسطين

إسناد فلسطين

وفي السياق، قال مستشار وزارة الإعلام في حكومة صنعاء (التابعة للحوثيين)، توفيق الحميري، لـ"العربي الجديد"، إن "المرحلة وتحدياتها، تقتضي تصويب أي تقاربات سياسية بين أنظمة الأمة الإسلامية نحو إسناد فلسطين وضد العدو الإسرائيلي"، مضيفاً أن "غير ذلك لا قيمة له، بما فيه التقارب المصري السعودي، لأنه لم يستغل ضد العدو الإسرائيلي". وتابع: "يفترض بالإخوة في مصر، التفهم جيداً بأن اليمن وأنصار الله (الحوثيون) والتحرك الذي يقومون به في المنطقة، يساند فلسطين بدرجة أساسية ويصب في مصلحة الأمن الاستراتيجي العربي والمصري".واعتبر الحميري أن "من يقوم بطرد الوجود العسكري الأميركي من البحر الأحمر، هو بالتأكيد قوة فاعلة وحاضرة في العالم والمنطقة"، مشيراً إلى أن "الإخوة في مصر يدركون جيداً أن تحريم الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر، يقضي على آماله ومحاولاته في إنشاء قناة بن غوريون، وبالتالي فإن التحرك اليمني يحمي قناة السويس أيضاً".

بدوره، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثيين، نصر الدين عامر، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إنه "بغض النظر عن صحة هذه المعلومات من عدمها، ما أستطيع قوله، هو أن لا شيء إطلاقاً يمكن أن يوقف عمليتنا في البحر الأحمر، إلا وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة فقط". وأضاف أن "ما يحدث دون ذلك، مجرد عبث".

المساهمون