من المتوقّع أن يُعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رسمياً، اليوم الثلاثاء، ترشّحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024، رافضاً بذلك دعوات من جمهوريين بالتراجع، بعدما جاءت نتائج انتخابات منتصف الولاية غير مُرضية للحزب.
واستدعى الملياردير البالغ من العمر 76 عاماً، والذي صدم فوزه بالرئاسة الأميركية في عام 2016 الولايات المتحدة كما العالم، الصحافيين إلى قصره في فلوريدا من أجل "إعلان مهم جداً" عند التاسعة من مساء الثلاثاء (02:00 بتوقيت غرينتش). وقال جيسون ميلر، أحد مستشاري ترامب، "سيعلن الرئيس ترامب الثلاثاء أنه سيترشّح للانتخابات الرئاسية". ولفت إلى أن إعلان ترامب سيكون "احترافياً جداً ومتحفّظاً جداً"، رغم توقّع حضور مجموعة كبيرة من أنصاره مع لافتات.
وترامب المعروف بتقلّب مواقفه، قد يغيّر رأيه في اللحظة الأخيرة، غير أنه لم يخفِ في الأشهر الأخيرة رغبته في أن يترشّح للرئاسة مجدداً في عام 2024. وتأجيل الإعلان الآن، كما قيل إن بعض مستشاريه اقترحوا عليه، سيكون أمراً محرجاً جداً، نظراً إلى تفاخر ترامب بأن خطابه "سيكون ربما أهم خطاب في تاريخ الولايات المتحدة".
"موجة جمهورية" لم تتحقق
في عام 2016، استولى ترامب والجمهوريون على السلطة في البيت الأبيض، وحافظوا على الأغلبية في مجلسَي الكونغرس، لكن الديمقراطيين استعادوا الأغلبية في مجلس النواب في عام 2018، بعد حملة واسعة ضدّ نهج ترامب المدمّر. وحصلوا أيضاً على الأغلبية في مجلس الشيوخ ورئاسة البيت الأبيض مع فوز جو بايدن بانتخابات عام 2020.
وكشف بايدن أخيراً أنه ينوي الترشّح لولاية ثانية، لكنه لفت إلى أنه سيتخذ قراراً نهائياً بهذا الصدد العام المقبل. وبعد أن ترك واشنطن في حالة من الفوضى بعد وقت قصير من اقتحام أنصاره مقر الكونغرس الأميركي، اختار ترامب البقاء في الساحة السياسية، ومواصلة تجييش مناصريه وتنظيم تجمّعات انتخابية في مختلف أنحاء البلاد.
وقبل انتخابات منتصف الولاية هذا الشهر، والتي كان يُتوّقع أن يُهزَم فيها الديمقراطيون، شكّل إنكار فوز بايدن في انتخابات 2020 اختباراً أساسياً للمرشحين للفوز بتأييد ترامب السياسي. لكن "الموجة الجمهورية" المتوقعة لم تتحقق، وسيحافظ الديمقراطيون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ. وفي مجلس النواب الذي لم يحسم أمره بعد، يبدو أن الجمهوريين سيحصلون على أغلبية ضئيلة.
وأعطت النتائج هذه دفعاً لمعارضي ترامب الجمهوريين، واستنزفت معظم زخمه السياسي قبل الإطلاق المرتقب لحملته الانتخابية الثلاثاء.
مواجهة في فلوريدا
يوجّه جزء من المحافظين اهتمامهم حالياً إلى منافس آخر محتمل للانتخابات الرئاسية في 2024 هو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس. وظهر النجم الصاعد من اليمين المتشدد، والبالغ من العمر 44 عاماً، بشكل قوي، بعد فوزه المدوي حين أُعيد انتخابه على رأس الولاية الجنوبية، ويبدو أنه مستعد لتحدي الرئيس السابق.
ويُنظر إلى إعلان اليوم، على أنه فرصة لترامب لتحطيم فرص أي من منافسيه المحتملين، بمن فيهم ديسانتيس، ونائبه السابق مايك بنس، الذي سينشر مذكّراته في اليوم نفسه. وحتى اللحظة، يحتفظ ترامب بشعبية لا يمكن إنكارها مع قاعدة من المشجعين المتعصبين له، الذين يرتدون قبعات البيسبول الحمراء، ويتدفقّون إلى تجمعاته الانتخابية. وتشير غالبية الاستطلاعات إلى أنه سيكون في طليعة نتائج انتخابات تمهيدية افتراضية للحزب الجمهوري.
وسيعوق طموحه للعودة إلى البيت الأبيض عدد من التحقيقات في سلوكه قبل ولايته الأولى كرئيس وخلالها وبعدها، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استبعاده. وتشمل هذه التحقيقات اتهامات شركته العائلية بالاحتيال، ودوره في الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير/ كانون الثاني 2021، وتعامله مع وثائق سرية في مقرّ إقامته الفخم في مارالاغو في ولاية فلوريدا، والذي اقتحمه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في أغسطس/ آب. لكن الفضائح ليست غريبة على ترامب. ورغم الأخبار السلبية التي لا تعدّ ولا تحصى عنه، ما زال يلقى دعماً قوياً داخل حزب الجمهوريين.
(فرانس برس)