رغم الفارق الكبير في أصوات المجمع الانتخابي بينه وبين الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، يواصل دونالد ترامب رفض الإقرار بهزيمته في السباق الرئاسي، مدعياً أنه فاز بالانتخابات، مستنداً في ذلك إلى مزاعم بشأن تزوير الانتخابات.
ولم يكتف ترامب بالتشكيك في نتيجة الانتخابات أو الادعاء بأن الانتخابات سرقت منه، بل ذهب أبعد من ذلك عندما كتب في تغريدة على "تويتر" اليوم الاثنين: "لقد فزت في الانتخابات".
I WON THE ELECTION!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 16, 2020
وفي تغريدة أخرى على "تويتر" قال ترامب إنه سيرفع قريبا دعاوى قضائية "كبيرة" تطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية. ولم يحدد ترامب ما إذا كانت حملته سترفع دعاوى قضائية جديدة، لكنه قال على تويتر "ستُرفع قريبا قضايانا الكبيرة التي تُظهر عدم دستورية انتخابات 2020 والغضب من أمور حدثت لتغيير النتيجة".
Many of the court cases being filed all over the Country are not ours, but rather those of people that have seen horrible abuses. Our big cases showing the unconstitutionality of the 2020 Election, & the outrage of things that were done to change the outcome, will soon be filed!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 15, 2020
وأعلنت القنوات التلفزيونية الأميركية الكبرى تقديرات لنتائج كافة الولايات. وضمن بايدن أصوات 306 من كبار ناخبي مجمع انتخاب الرئيس الأميركي، مقابل 232 لترامب.
وبعدما بدا متّجها للإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، عاد الملياردير الجمهوري للتمسّك بموقفه الرافض للتقديرات الإعلامية التي تفيد بفوز نائب باراك أوباما السابق بالرئاسة.
ويقول مساعدو ترامب إنه يستعد لولاية رئاسية ثانية على الرغم من أن عمليات الفرز تظهر فوز بايدن.
وتأتي تغريدات ترامب بعدما احتشد الآلاف من مناصريه في واشنطن، نهاية الأسبوع واصفين على غراره الانتخابات بأنها مزوّرة، وقد سجّلت مساء السبت صدامات بينهم وبين معارضين له.
وأفادت تقارير بتوقيف 20 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة لمخالفتهم قانون الأسلحة النارية وشخص بتهمة الاعتداء على شرطي.
وعبر موكب ترامب بالقرب من المحتجين في أثناء توجّهه إلى ملعب الغولف، وهو بدا مبتسماً عبر نافذة السيارة الرئاسية وقد حيّاه المتظاهرون بالهتاف "أفضل رئيس على الإطلاق" رافعين شعارات حملته الانتخابية.
ويرفض ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات، وأعلن مراراً أنه يعتزم قلب النتائج عبر تقديم طعون قضائية، وذلك على الرغم من عدم بروز أي دليل على تزوير واسع النطاق قد يكون شاب انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني.
وأرفقت إدارة منصة "تويتر" العديد من تغريدات ترامب التي أطلقها في نهاية الأسبوع بإشارة تحذّر المتابعين من عدم دقّتها.
والأحد صرّح مستشار ترامب السابق للأمن القومي جون بولتون لشبكة "سي أن أن" بأنه "مع مرور الأيام يتّضح أكثر فأكثر عدم وجود أي دليل" على حصول تزوير.
وتابع "لقد خسر دونالد ترامب. في انتخابات حرة وشرعية"، مضيفاً "لا أتوقّع أن يغادر بطيبة خاطر".
في سياق متصل، سحبت حملة ترامب جزءًا أساسيًا من دعواها القضائية التي تسعى إلى وقف التصديق على نتائج الانتخابات في ولاية بنسلفانيا.
وأوردت وكالة "أسوشييتد برس" أنه قبل جلسة استماع في القضية الثلاثاء، أسقطت حملة ترامب الادعاء بأن مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع عبر البريد والتصويت الغيابي - 682 و479 بطاقة على وجه الدقة - تمت معالجتها بشكل غير قانوني دون مراقبة ممثليها.
بيد أن الدعوى القضائية التي أقامتها الحملة أمام المحكمة الفيدرالية يوم الأحد، بهدف منع ولاية بنسلفانيا من التصديق على فوز بايدن بأصوات الولاية، تصر على أن الناخبين الديمقراطيين عوملوا بشكل أفضل من الناخبين الجمهوريين.
وأعلنت "أسوشييتد برس" في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني فوز بايدن بعد أن قررت أن الأصوات المتبقية التي سيتم احتسابها في ولاية بنسلفانيا لن تسمح لترامب باللحاق بالركب. لكن ترامب رفض التنازل.
وتركز الدعوى المتبقية في الدعوى القضائية على استبعاد أوراق الاقتراع التي أدلى بها الناخبون الذين أتيحت لهم الفرصة لإصلاح بطاقات الاقتراع عبر البريد التي كان من المقرر استبعادها لأسباب فنية.
وتتهم الدعوى بأن "المقاطعات ذات الثقل الديمقراطي" انتهكت القانون من خلال تحديد بطاقات الاقتراع بالبريد قبل يوم الانتخابات وبها عيوب - مثل الافتقار إلى "مظروف سري" داخلي أو عدم وجود توقيع الناخب على الظرف الخارجي - بحيث يمكن للناخب إصلاحه.
وجاء في الدعوى أن المقاطعات ذات الثقل الجمهوري "اتبعت القانون ولم تقدم إشعارًا وعملية إصلاح، ما حرم الكثيرين من حقوقهم".
قال كليف ليفين، المحامي الذي يمثل اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، والذي يسعى للتدخل، إنه من غير الواضح عدد الناخبين الذين أتيحت لهم الفرصة لإصلاح بطاقات الاقتراع.
لكنه قال إن الهامش هو الحد الأدنى، وبالتأكيد أقل من الهامش - حوالي 70000 - الذي يفصل بين بايدن وترامب.
وقال ليفين: "الأرقام ليست قريبة من الهامش بين المرشحين".