ترامب في مواجهة ماكونيل: حرب مفتوحة داخل الحزب الجمهوري

17 فبراير 2021
ترامب وميتش ماكونيل (Getty)
+ الخط -

أعلن دونالد ترامب، الثلاثاء، حرباً مفتوحة على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي يتهم الرئيس الأميركي السابق بأنه "مسؤول" عن اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في انفصال مدو يشكل رمزاً للانقسامات التي تمزق الجمهوريين.

وأصدر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة، الذي بقي متحفظاً جداً منذ مغادرته البيت الأبيض، بياناً نادراً يتضمن انتقادات حادة، معلناً قطيعة مع هذا الوضع.

وكتب الرئيس السابق، الذي يقدم نفسه على أنه أفضل رصيد لحزبه لاستعادة السيطرة على الكونغرس في 2022، أن "ميتش سياسي متجهم لا يبتسم أبداً وإذا بقي الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ معه فلن يفوزوا بعد الآن". ولا يستبعد ترامب ترشيح نفسه في 2024.

وكان ترامب عمل يداً بيد مع ماكونيل، السيناتور عن ولاية كنتاكي، لأربع سنوات، من تعيين مجلس الشيوخ لمائتي قاض محافظ بينهم ثلاثة في المحكمة العليا، إلى إصلاح نظام الضرائب الذي شكل نجاحا تشريعياً نادراً للملياردير.

وأكد قطب العقارات أن "الحزب الجمهوري لن يتمكن بعد اليوم من أن يحظى بالاحترام أو أن يكون قوياً بوجود قادة سياسيين مثل ميتش ماكونيل على رأسه". وحمل السناتور مسؤولية فقدان الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي شكل صدمة في يناير/كانون الثاني.

لكن مسؤولين جمهوريين آخرين يرون أنه على العكس، ترامب هو الذي قوض مشاركة ناخبيه في عمليتي اقتراع حاسمتين في أوائل يناير/كانون الثاني، عندما دان لأشهر ومن دون تقديم أي دليل "التزوير الواسع" في الانتخابات الرئاسية.

وفي اليوم التالي لهذه الانتخابات لأعضاء في مجلس الشيوخ، في السادس من يناير/ كانون الثاني، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين لترامب في واشنطن بينما كان الكونغرس يستعد للمصادقة رسمياً على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وقال ترامب للحشد حينذاك مواصلا إنكار هزيمته: "لن تستعيدوا بلدكم أبدا إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة". وكان بعض أنصاره قد اقتحموا الكونغرس حيث كان المشرعون مجتمعين. وأدت هذه الأعمال إلى سقوط خمسة قتلى.

وقد اتهمه الديمقراطيون بـ"التحريض على التمرد" وتمت محاكمته الأسبوع الماضي في مجلس الشيوخ بسبب هذه الوقائع في جلسات تاريخية.

وكانت أغلبية من أعضاء مجلس الشيوخ - 57 من أصل 100 - تؤيد إدانته، بينهم سبعة جمهوريين وهو أمر غير مسبوق. لكن التوصل إلى حكم بإدانته يحتاج إلى تأييد ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 صوتا.

وفي مجلس النواب صوت عشرة جمهوريين مع الديمقراطيين مع عزله. وقد واجهوا جميعا منذ ذلك الحين ردود فعل قاسية في حزبهم، وفي بعض الأحيان داخل أسرهم. ذلك لأن دونالد ترامب ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في معسكره. فثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين يريدون منه الاستمرار في لعب "دور قيادي" في الحزب، وفقاً لاستطلاع للرأي أجرته "كوينيبياك" نُشر يوم الاثنين.

ولم يكتفِ ترامب في بيانه بمهاجمة ماكونيل، بل وسّع نطاق هجومه ليشمل زوجة السيناتور وزيرة النقل السابقة إيلين تشاو. وتشاو مولودة في تايوان وقد عيّنها ترامب وزيرة للنقل في منصب استمرّت فيه ما يقرب سنوات عهده الأربع.

وقال الرئيس السابق في بيانه إن "ماكونيل لا يتمتّع بأي مصداقية في ما يتعلّق بالصين بسبب المصالح التجارية الكبيرة التي تمتلكها أسرته في الصين".

وفي سبتمبر/أيلول 2019 استهدف تحقيق برلماني تشاو بشبهة استغلال منصبها الوزاري لتعزيز مصالح شركة شحن تمتلكها عائلتها، ولا سيّما في الصين. وقد قدمت استقالتها غداة الهجوم على الكابيتول احتجاجا على "حدث صادم كان يمكن تجنّبه بالكامل".

"سعيد في الفوضى"

 

صوت ميتش ماكونيل من جهته مع تبرئة ترامب لأنه اعتبر أن مجلس الشيوخ ليس مخولا الحكم على رئيس سابق. لكنه قال في الوقت نفسه إن دونالد ترامب "مسؤول" عن اقتحام الكابيتول.

 

وصرح ماكونيل بأن مثيري الشغب تحركوا بهذه الطريقة "لأن أقوى رجل في العالم غذاهم بالأكاذيب"، مؤكدا أن "الرئيس ترامب وحده" كان بإمكانه وقف الحشد. وأضاف: "بدلا من ذلك كان يشاهد التلفزيون، سعيدا... سعيدًا أثناء الفوضى".

 

ثم حرص على التأكيد مرة أخرى أنه يمكن مقاضاة رجل الأعمال الذي أصبح من جديد "مواطنا بسيطا". وأضاف: "لم يفلت من شيء بعد".

 

وقال ميتش ماكونيل إن إتاحة المجال لترامب في الانتخابات المقبلة غير وارد، مؤكدا أنه هو الذي سيؤثر على اختيار المرشحين الجمهوريين.

 

وقال لموقع "بوليتيكو": "قد يكون البعض أشخاصا يحبهم الرئيس السابق والبعض الآخر قد لا يكونون كذلك. الشيء الوحيد الذي يهمني هو أن يتمكنوا من الفوز".

 

وبين محو عهد ترامب أو الولاء للملياردير للفوز، يبدو الانقسام حادا داخل الحزب الجمهوري منذ السادس من يناير.

 

وبينما يعلن عضو مجلس الشيوخ المخضرم عن قطيعة، يقدم آخرون الولاء لترامب في مقر إقامته الفخم في ولاية فلوريدا.

 

فقد سمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بتصويره مبتسما في صالونات مارالاغو الذهبية في نهاية يناير.

 

وأعلن السيناتور ليندسي غراهام الوفي للرئيس السابق، الأحد أنه سيقوم بزيارته هذا الأسبوع. وقال لقناة "فوكس نيوز" إن ترامب ما زال "أقوى قوة" في الحزب الجمهوري. وأضاف أن "حركة ترامب في حالة جيدة".

 

 

 

(فرانس برس)

 

المساهمون