دافع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن أفعاله خلال اقتحام أنصاره مبنى الكابيتول، وذلك في مقابلة نارية نشرت الخميس قال فيها إنه غير نادم على دعوة مؤيديه للقدوم إلى واشنطن.
وقال لصحيفة "واشنطن بوست" إنه كان ليرافق أنصاره في تقدمهم نحو مقر الكونغرس في السادس من يناير/ كانون الثاني العام الماضي، لو لم تمنعه حراسته الأمنية.
ولم يبد أي أسف لإثارة غضب الحشد بادعاءات لم يتم إثباتها عن أن الفوز في الانتخابات سُرق منه من خلال عملية تزوير واسعة، علما أنه كان واضحا في إدانته أعمال العنف التي أعقبت ذلك.
وقال في المقابلة التي شملت مواضيع عدة إن "أجهزة الاستخبارات قالت إنه ليس بإمكاني الذهاب. لكنت ذهبت في غضون دقيقة"، مضيفا أن ذلك كان أكبر حشد خاطبه.
In an interview with The Post, Trump voiced regret over not marching to the U.S. Capitol on Jan. 6, 2021, and he defended his long silence during the attack by claiming House Speaker Nancy Pelosi and others were responsible for ending the deadly violence. https://t.co/SrrRPdgmwo
— The Washington Post (@washingtonpost) April 7, 2022
اقتحم الآلاف من مؤيدي ترامب مبنى الكابيتول العام الماضي سعيا لمنع انتقال هادئ للسلطة بعد تحقيق جو بايدن فوزا حاسما في انتخابات 2020، والتي وصفتها الحكومة بأنها إحدى أكثر الانتخابات أمنا في تاريخ الولايات المتحدة.
وكثيرا ما تباهى ترامب بالحجم "الهائل" للحشود في تجمعه قبيل أعمال الشغب، وقلل من شأن خطابه المتفجر الذي أثار غضب الحشد.
وقال "لا أعلم ماذا يعني ذلك، لكننا نرى صورا قليلة جداً. لا يريدون نشر الصور، الأخبار الكاذبة لا تريد نشر الصور".
ودافع الرئيس السابق عن صمته الطويل خلال الاقتحام موجها اللوم لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، علما أنها غير مسؤولة عن الأمن في الكابيتول وكانت نفسها عرضة للاستهداف من الحشود.
وحمّل المسؤولية أيضا لرئيسة بلدية واشنطن مورييل باوزر التي "حاولت غاضبة التواصل مع فريق ترامب ذلك اليوم"، على ما ذكرت "واشنطن بوست".
وعن أعمال العنف التي تسببت في خمس وفيات على الأقل، قال ترامب "كرهت رؤية ذلك. كرهت رؤية ذلك. ثم قلت لا بد من أنهم يهتمون بالأمر واعتقدت أنهم كانوا يهتمون به".
وتأتي المقابلة بعد موافقة في مجلس النواب عبر تصويت على إطلاق ملاحقات قانونية ضد اثنين من مساعدي ترامب هما بيتر نافارو ودان سكافينو، لرفضهما الإدلاء بشهادتيهما في تحقيق برلماني حول هجوم الكابيتول.
وعلى الرغم من محاولة مسؤولين في الإدارة السابقة، ولا سيما أولئك المقربين من ترامب، عدم التعاون مع اللجنة التي تتولى التحقيق، إلا أنه كان بارزاً أخيراً تعاون ابنة الرئيس السابق إيفانكا ترامب مع اللجنة، التي لا يوفّر والدها فرصة لمهاجمتها وكيْل الاتهامات لها.
وأدلت إيفانكا بإفادتها وأجابت عن الأسئلة الموجهة إليها من أعضاء اللجنة على مدى نحو 8 ساعات، وذلك بعد أيام من تقديم زوجها جاريد كوشنر، الذي شغل منصب كبير مستشاري ترامب، إفادته كذلك التي وُصفت بـ"القيّمة والمفيدة".
ولشهادة إيفانكا ترامب وكوشنر وتعاونهما مع اللجنة البرلمانية ذات الغالبية الديمقراطية أهمية خاصة، نظراً لموقعهما في الإدارة السابقة، في وقتٍ يعزز المشرعون الأميركيون جهودهم لجمع أدلة من الحلقة الأقرب للملياردير الجمهوري. وكذلك نظراً لسعي اللجنة إلى الانتهاء من هذه التحقيقات وجمع أكبر قدر من الشهادات التي تدين ترامب في نهاية المطاف؛ إذ تأمل اللجنة نشر خلاصاتها قبل الانتخابات التشريعية النصفية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي قد يستعيد إثرها الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب، وبالتالي إنهاء أعمال اللجنة.
(فرانس برس، العربي الجديد)