حذّر مسؤولون محليون في محافظة ديالى العراقية، المرتبطة حدودياً مع إيران، من تراجع أمني خطير لعدد من مناطق المحافظة، والتي نشطت أعمال العنف فيها أخيراً، وسط مناشدات بإخراج الفصائل المسلحة المتنفذة فيها.
وليل أمس السبت، تعرضت قرية السواعد، التابعة لبلدة العبارة بالمحافظة، إلى قصف بـ6 قذائف هاون، تسببت بإصابة مدني وإلحاق أضرار بعدد من المنازل. وقبلها بيوم واحد، شهدت قرية حد الأخضر المجاورة هجوماً على منزل شرطي من قبل مسلحين مجهولين، أعقبها مقتل ضابط شرطة برتبة مقدم وإصابة شرطيين باشتباك مع مجهولين بالقرية ذاتها، وفقا لماً أوردته محطات إخبارية محلية وشهود عيان، وهو ما أثار حالة من الرعب لدى الأهالي.
وكثفت أخيراً الفصائل المسلحة، التي تعمل تحت غطاء "الحشد الشعبي"، عملياتها العسكرية في تلك القرى، إذ تنفذ عمليات تمشيط في القرى والبساتين، وتنصب حواجز أمنية في الشوارع، وتحجّم حركة الأهالي، بحجة تراجع الأمن والبحث عن عناصر "داعش".
وأكد ضابط في قيادة شرطة المحافظة، متحفظاً عن ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن وجود عناصر داعش في بساتين هذه القرى أمر غير حقيقي"، مبيناً أن "الطبيعة الجغرافية لهذه القرى التابعة لبلدة العبارة وعدم وجود منافذ لها وطرق تسهل حركة المسلحين يؤكدان عدم إمكانية وجود أي عنصر لداعش، فضلاً عن أنه لا توجد أي بيئة حاضنة لعناصر التنظيم فيها".
وأشار إلى أن "التراجع الأمني، وعمليات الاغتيال والخطف والابتزاز وتفجير المنازل وغيرها، مرتبطة بوجود فصائل مسلحة ناشطة في تلك المناطق، وأن تلك الفصائل تعمل أولاً بمعزل عن القوات الأمنية، كما أنها تعمل وفق أجنداتها الخاصة"، مشدداً على "ضرورة إخراج تلك الفصائل حفاظاً على السلم المجتمعي".
بدوره، دعا النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، وزارتي الدفاع والداخلية إلى إعادة النظر بالخطط الأمنية في المحافظة، والعمل العاجل على إيجاد معالجات فورية تمنع استمرار الخروقات الأمنية فيها. وقال في بيان إن "ديالى تعيش، خلال هذه الفترة، بشكل عام، ومناطق الوقف (العبارة والقرى المحيطة بها) بشكل خاص، خروقات أمنية متسارعة، في وتيرة تثير مخاوف المواطنين، ومنها محاولة خطف مواطن من أهالي قرية حد الأخضر وتفجير دور سكنية، ومواجهات بين الجهات الخارجة عن القانون والقوات الأمنية، وغير ذلك مما تسبب بوقوع قتلى وجرحى".
وأضاف أن "تلك القرى بدأت تسجل حالات نزوح من قبل الأهالي هرباً من المخاطر"، معتبراً أن "سوء إدارة الملف الأمني والتدخلات السياسية في اختيار القادة الأمنين، هي السبب، رغم وجود قوة كبيرة في قاطع العبارة لكن من دون جدوى".
وشدد على "أهمية إيلاء الملف الأمني في ديالى أولوية قصوى في هذه المرحلة، لضمان عدم إضاعة المكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية".
ومنذ أكثر من شهر، تسجل القرى المحيطة ببلدة العبارة تراجعاً أمنياً ملحوظاً، فيما تسببت أعمال العنف بوقوع ضحايا من أهالي تلك المناطق.
يشار إلى أن الملف الأمني في محافظة ديالى، المرتبطة حدودياً مع إيران، يدار من قبل مليشيات بدر والفصائل الأخرى المرتبطة بها، التي تسيطر أيضاً على المناصب السياسية بالمحافظة، الأمر الذي تسبب بقوة نفوذ تلك المليشيات.