تداعيات ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي

16 يناير 2021
ماكينزي يرتبط بعلاقات وثيقة مع القادة العسكريين في إسرائيل (Getty)
+ الخط -

 قالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم السبت، إنّ قرار الرئيس الأميركي الخاسر في الانتخابات، دونالد ترامب، ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي، "سيفضي إلى تداعيات إقليمية مهمة". 

وأشارت إلى أنّ ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي "ينطوي على أهمية استراتيجية، على اعتبار أن هذه القيادة مسؤولة عن إدارة الحرب العالمية على الإرهاب، بما في ذلك العمليات في العراق، سورية، أفغانستان، والخليج".

وبحسب الصحيفة، فإنّ ترامب أقدم على هذه الخطوة بهدف جمع الدول التي تواجه "عدواً مشتركاً" في إطار واحد، لا سيما بعد التوصل إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة مع الإمارات والبحرين.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن إسرائيل كانت ضمن نفوذ قيادة الجيش الأميركي في أوروبا، لافتة إلى أن دور إسرائيل في منطقة عمليات القيادة المركزية كان يواجَه بالرفض من قبل شركاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية، وهو ما كان يجعل من الصعوبة على الولايات المتحدة استضافة جنرالات إسرائيليين إلى جانب نظرائهم العرب.

وأضافت الصحيفة أن دعوات انطلقت منذ سنين لـ"إصلاح هذا الخلل التاريخي"، وإلحاق إسرائيل بمناطق عمليات القيادة المركزية، والتي تتخذ من الخليج مقراً لها.

وتوقعت الصحيفة أن يتواصل التعاون العسكري الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، مشيرة إلى أن الجنرال لويد أوستن، الذي رشحه بايدن لتولي منصب وزير الدفاع في الإدارة الجديدة، معروف بعلاقاته الوثيقة مع الجنرالات الإسرائيليين، لا سيما مع وزير الأمن الحالي بني غانتس.

وعدّت الصحيفة تطور التعاون "العملياتي" بين إسرائيل والدول الخليجية، أحد التداعيات المحتملة لضم تل أبيب إلى منطقة عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي. 

وذكّرت بأنّ قرار ترامب، ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية، سبقته دعوات للقيام بهذه الخطوة صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن الجنرال مايكل ماكوفسكي، رئيس "المعهد اليهودي الأميركي للأمن القومي"، والجنرال تشارلز وولد، النائب السابق لقائد قيادة الجيش الأميركي في أوروبا.

واقتبست الصحيفة ما جاء في تقرير صادر عن "المعهد اليهودي الأميركي للأمن القومي"، الذي جاء فيه أنّ: "اتفاقات إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين تبشّر بتعاظم التعاون بين إسرائيل وشركاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن الخطوة القادمة تتمثل في ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية.

ولفتت إلى أن القائد العام للقيادة المركزية الحالي، كينيث ماكينزي، يرتبط بعلاقات وثيقة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، وسبق أن حذر "حزب الله" اللبناني من مغبة مهاجمة إسرائيل، علاوة على أن سلفه في المنصب جوزيف فوتيل زار إسرائيل ودافع بقوة عن التعاون معها.

واستبعدت الصحيفة أن يؤثر تولي بايدن مقاليد الأمور في واشنطن سلباً على قرار ضم إسرائيل إلى منطقة عمليات القيادة المركزية، وأبرزت حقيقة أن لويد أوستن، والذي سبق أن تولى القيادة المركزية بين عامي 2013 و2016 معروف بحماسه للتعاون مع إسرائيل.

وأشارت إلى أنّ أوستن عبّر لبني غانتس عندما كان رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي، عن ثقته في الحفاظ على "علاقات قوية جداً جداً".

وأبرزت الصحيفة قضية بالغة الحساسية تتعلق بموقف القيادة المركزية في الجيش الأميركي من الغارات التي تنفذ في سورية والعراق وتنسب إلى تل أبيب، لا سيما بعد ضم إسرائيل إلى مناطق نفوذ هذه القيادة.

وذكرت الصحيفة أن القيادة المركزية تحفظت على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لـ"الحشد الشعبي" وإيران في العراق، إلى جانب أنها لم تتردد في نفي مسؤوليتها عن غارات تمت على الحدود السورية العراقية، مما سهل مهمة تحميل إسرائيل المسؤولية عن هذه العمليات. 

مواجهة "التهديد الإيراني"

على ذات الصعيد، أجمع معلقون إسرائيليون ومسؤولون أميركيون على أن قرار الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب ضم إسرائيل إلى منطقة  عمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي سيعزز من قدرة تل أبيب على الاندماج في الاستراتيجية الأميركية لمواجهة إيران.

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، كتب ألون بن دافيد، المعلق العسكري في قناة "13" الإسرائيلية: "هذه خطوة جدية وستمكن (إسرائيل) من القيام بعمليات مشتركة مع حلفاء الولايات المتحدة المخضرمين في المنطقة، الذين هم حلفاء إسرائيل الجدد، ضد إيران، التي تمثل التهديد المشترك".

أما باراك رافيد، المعلق السياسي لموقع "والاه"، فقد عد، في تغريدة على "تويتر"، الخطوة الأميركية تحركاً لإدماج إسرائيل في الاستراتيجية الأميركية الشاملة في المنطقة، التي تستهدف إيران، مشدداً على أن قرار ترامب جاء في أعقاب اتفاقات التطبيع وتعاظم التعاون الأمني بين تل أبيب ودول عربية.

من ناحية ثانية، نقلت النسخة الإسرائيلية لموقع "إلمونتور" عن مايك مولر، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق قوله إنّ قرار ضم إسرائيل إلى منطقة عميات القيادة المركزية "جاء لتحسين قدرتها على مواجهة التهديد الإيراني"، مشيرة إلى أن لدى القيادة الوسطى فهما أوسع حول آليات مواجهة التهديد الإيراني.

ونقل "إلمونتور" أيضاً عن كلارك كوبر، الموظف البارز في الخارجية الأميركية، قوله إن أحد أهم مسوغات التوصل لاتفاقات التطبيع هو توفير بيئة تسمح بالتكامل بين جيوش المنطقة المتحالفة مع الولايات المتحدة، وأبرز الموقع حقيقة أن هذه الخطوة تكتسب أهمية لحقيقة أن قيادة المنطقة باتت تركز بشكل كبير على سبل مواجهة إيران في أعقاب حرصها على توسيع نفوذها العسكري في المنطقة.

ولفت الموقع إلى أن قرار ترامب بضم إسرائيل إلى النطاق الجغرافي للقيادة المركزية جاء في أعقاب التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة، الهادفة إلى ردع إيران والمنظمات التي تعمل لصالحها عن تنفيذ تهديداتها بالانتقام لاغتيال قاسم سليماني، القائد السابق لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري.

في المقابل، استبعد رجل الاستخبارات الإسرائيلي السابق شموئيل مئير، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، أن يتبنى الرئيس المنتخب جو بايدن قرار ترامب، مشيراً إلى أن ترامب اتخذ هذا القرار في ظل عدم وجود وزير دفاع وقيادة فاعلة في البنتاغون. 

ورجح مئير أن يعمل بايدن وفريقه على إعادة إسرائيل إلى النطاق الجغرافي الذي تتولى المسؤولية عنه قيادة الجيش الأميركي في أوروبا.