حذرت وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، العاملة في منطقة إدلب، من سعي روسيا وإيران للتصعيد بالقصف الجوي والصاروخي قُبيل اجتماعات أستانة القادمة، وذلك للضغط على الجانب التركي والمعارضة السورية وتحصيل مكاسب.
وأوصت وحدات الرصد أهالي منطقة جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي وريف حلب الغربي، الواقعة جميعها ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، بالحذر من أي ضربات صاروخية أو جوية مفاجئة خلال الأيام القادمة، وتخفيف التجمعات، "وعدم الاستهتار خلال المرحلة المقبلة".
واستهدفت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، بقذائف المدفعية الثقيلة، الأحياء السكنية في مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي حلب - اللاذقية، المعروف بطريق الـ"إم 4"، جنوب غربي محافظة إدلب، ما أسفر عن إصابة 6 مدنيين بينهم امرأة و4 أطفال.
ويأتي هذا التصعيد في ظل الحديث عن تحضيرات روسية تركية، خلال الجولة القادمة من اجتماعات أستانة، لتسليم مناطق تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية في ريفي حلب وإدلب (منطقة إدلب) لصالح روسيا والنظام السوري، بالمقابل، تسليم مناطق تُسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) لصالح تركيا في منطقة "نبع السلام" شمال شرقي سورية، في ظل توارد أنباء (غير مؤكدة) عن تحضيرات النظام السوري لتنفيذ عمل عسكري خلال الفترة القادمة باتجاه مدينة دارة عزة، غربي محافظة حلب، بهدف قطع الطرق بين منطقتي إدلب و"درع الفرات"، وباتجاه بلدة تفتناز بريف إدلب الشمالي الشرقي، بهدف الوصول إلى طريق باب الهوى - إدلب، شمال غربي البلاد.
وحول هذه الأنباء، قال العقيد مصطفى بكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" في منطقة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه لا يملك أية معلومات عن تحضيرات لدى النظام في ما يخص دارة عزة أو تفتناز، مضيفاً: "هنالك جولة قادمة من اجتماعات أستانة، وقد اعتدنا على مقايضات عبر أستانة، لكن لا أعتقد أن الوضع الدولي والإقليمي مناسب حاليا لإنجاز أي مقايضة".
وشدد بكور على أن "الفتح المبين أعلنت أكثر من مرة، وفي أوقات مختلفة، عن استعدادها لصد أي هجوم معاد"، معتبرا أن "الهدف من الجولة الجديدة لاجتماعات الأستانة هو تحريك الملف السوري، ولو إعلامياً، للضغط على أميركا والغرب وإسرائيل لتخفيف الضغط على غزة خوفاً من توسع الحرب في المنطقة".
وكانت فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" قد نفذت، أمس الأحد، عملية تسلل ضد قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا على محور بلدة جرادة بالقرب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وذلك رداً على استهداف المناطق السكنية في إدلب ومقتل مدنيين.