نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" تجمع معلومات عن كبار قادة حركة "حماس" وأماكن وجود الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتقوم بتقديمها للاحتلال الإسرائيلي بينما يواصل حربه على قطاع غزة.
وبحسب المسؤولين الأميركيين الذين تحدثت إليهم الصحيفة من دون كشف أسمائهم، فقد جرى تشكيل فريق مهام جديد في الأيام التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته. وأوضحت أن ذلك الفريق كشف عن معلومات حول كبار قادة "حماس".
وفي التفاصيل، كشفت "نيويورك تايمز" أنه بعد "طوفان الأقصى" مباشرة، أرسل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مذكرة إلى وكالات الاستخبارات ووزارة الدفاع "البنتاغون" تضمنت أمراً بتشكيل فريق المهام، وتوجيهاً بجمع المزيد من المعلومات الاستخبارية حول قادة "حماس".
وفيما أوضحت الصحيفة أنها لم تتوصل إلى معرفة مدى أهمية تلك المعلومات بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يجرِ اغتيال أو أسْر أي من كبار قادة "حماس"، تطرقت إلى أن الولايات المتحدة الأميركية امتنعت عن تقديم معلومات للاحتلال حول عناصر "حماس" الذين يشغلون مراتب متوسطة أو متدنية.
وقالت في هذا الصدد إن بعض المسؤولين الأميركيين يرون أن "استهداف عناصر حركة "حماس" من الصفوف الصغرى قد لا يحقق أي نتائج، بما أنه يسهل استبدالهم بعناصر جدد، وكذا بسبب عدم وجود أي ضمانات بألا يشكل ذلك خطراً على المدنيين".
وبحسب هؤلاء، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة، التي خلفت قرابة 24 ألف شهيد جلهم من الأطفال والنساء، من تبعاتها المباشرة "سهولة قيام "حماس" باستقدام المزيد من المقاتلين إلى صفوفها".
في المقابل، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال أو أسر قائد حركة "حماس" في غزة يحيى السنوار، الذي يُعتقد أنه العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"، أو محمد ضيف، قائد "كتائب عز الدين القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس"، من شأنه أن يمنح إسرائيل "نصراً كبيراً". وأضافت أن تمكّن الاحتلال من ذلك سيمنح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو "هامش مناورة أكبر لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بتقليص وتيرة الحرب على غزة".
في الأثناء، نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين توقّعهم أن السنوار يوجد في الجزء الأعمق من شبكة الأنفاق تحت مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وأضافت أن هؤلاء المسؤولين "يعتبرون أنه محاط بالأسرى الإسرائيليين ويستخدمهم كأذرع بشرية، ما يعقّد تنفيذ أي عملية عسكرية لأسره أو اغتياله"، وفق زعمهم.
وبخصوص عملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الشهيد صالح العاروري أوائل الشهر الحالي في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، قال مسؤولون أميركيون للصحيفة إن بلادهم لم تقدم أي معلومات للاحتلال الإسرائيلي بشأنه، مشددين على أن "العملية جرت بناء على المعلومات التي جمعتها إسرائيل بنفسها".