تجدد المواجهات في عقارب التونسية لليوم الرابع.. واستخدام "مفرط" للقوة

11 نوفمبر 2021
استعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي في عقارب التونسية (Getty)
+ الخط -

تتواصل لليوم الرابع على التوالي المواجهات في عقارب التونسية، في الوسط الشرقي من البلاد، حيث استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والرش لمنع المحتجين من التظاهر وإغلاق الطريق الوطنية رقم 1، يأتي ذلك في وقت استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد، في قصر قرطاج، مجموعة من نشطاء المجتمع المدني في مدينة عقارب بولاية صفاقس، وجرى التطرّق إلى الوضع العام في هذه المدينة والجهود المبذولة لمعالجة مسألة النفايات فيها.

وأكد الناشط في المجتمع المدني من عقارب عبد الحليم بن عبد الله، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن لم تتوقف طيلة 4 أيام، وشهدت اليوم، على مستوى الطريق الوطنية رقم 1 تصاعدا غير مسبوق".

وأضاف بن عبد الله أنه "يجرى استعمال الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وهو ما أدى إلى العديد من الإصابات من بين المحتجين، وتم نقل العديد منهم إلى المستشفى المحلي بعقارب".

وذكر أن "هناك استعمالا مفرطا للقوة والغازات لقمع المحتجين، وبالتالي، تشهد عقارب الآن احتقانا كبيرا"، مؤكدا أن "كرة الثلج تكبر يوما بعد يوم، والوضع يكاد يخرج عن السيطرة".

وبيّن أن "الأهالي طلبوا من الجيش توفير الحماية لهم ولأبنائهم"، مؤكداً أن" التدخل الأمني غير مسبوق وغير مبرر"، مشيراً إلى أن "الاحتقان كبير في صفوف الأهالي والشباب، والمطلب واحد، وهو إغلاق المكب بعيدا عن التخريب والعنف"، مشيرا إلى أنه "لا انتماءات سياسية وراء ما يحدث، بل هناك حق مشروع، وهو بيئة سليمة لا غير".

من جانبه، أكد المدون محمد القارصي أن ابنه اعتقل على خلفية الاحتجاجات الحاصلة في عقارب بتهمة محاولة حرق مركز الأمن، مضيفا أنه تلقى دعوة من فرقة الأبحاث بتهمة تحريض المحتجين، فقط لأنه وثّق، كمدون، الأحداث الحاصلة في منطقته، مشيرا إلى أن "ما يحصل غير مسبوق".

وقال القارصي، لـ"العربي الجديد"، إن "التهم كيدية، لأن ابني ساعتها كان موقوفا لدى الأمن"، مضيفا أن "الوضع في عقارب جد محتقن".

سعيّد يلتقي نشطاء عقارب

في غضون ذلك، استقبل الرئيس سعيّد، في قصر قرطاج، مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بمدينة عقارب، وجرى التطرّق إلى الوضع العام في هذه المدينة والجهود المبذولة لمعالجة مسألة النفايات فيها.

وقال بيان للرئاسة التونسية إن اللقاء تناول الجوانب القانونية المتّصلة بموضوع النفايات، حيث شدّد رئيس الدولة، بالمناسبة، على أن هذا الملف قضية تتعلّق بكلّ جهات البلاد وسيقع العمل على التوصّل إلى حلّها في أقرب الآجال.

واستمع سعيّد إلى المقترحات التي تمّ التقدّم بها، والتي سيقع تناولها بالدرس مع كل الجهات المعنية من أجل ضمان بيئة سليمة لكلّ المواطنين على حدّ سواء كما ينصّ على ذلك الدستور.

وقال عضو حراك "مانيش مصب" من عقارب، شكري البحري، أنهم "حاولوا، خلال اللقاء الذي جمعهم برئيس الجمهورية، إيصال صوتهم وصوت (العقاربة) إلى رئاسة الجمهورية منددين بالعنف، وطالبوا بحق عبد الرزاق لشهب، الشاب الذي توفي ليلة الاحتجاجات، وكل ضحايا التلوث".

وأضاف البحري، في تدوينة له على صفحته على "فيسبوك"، أنهم "طالبوا بالإفراج الفوري عن الموقوفين، وأوضحوا موقفهم، وردوا على كل المغالطات، فلا تراجع عن الدفاع عن حقهم في الحياة، ولا تفاوض على طلب الإغلاق الفوري لمصب الموت".

 ولفت إلى أن" سعيّد تفهم طلبات أهالي عقارب، ووعد بأخذ إجراءات فورية وعقد جلسة عاجلة بعد يومين، تجمع وزارة البيئة ورئاسة الجمهورية مع ممثلي المجتمع المدني بعقارب، لدراسة مسألة إغلاق المصب بشكل فوري وتنفيذ حلول عاجلة لمسألة النفايات".

وفي هذا السياق، قال الناشط في المجتمع المدني مأمون العجمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنهم حاولوا خلال هذا اللقاء إيصال صوت المواطن البسيط في عقارب والدفاع عن حقه في بيئة سليمة، وتقريبا، فإن الرسالة وصلت، وكان هناك قرار بالانسحاب الفوري للأمن، ما يعني وقف المواجهات مع الأهالي"، مؤكدا أن "العنف مرفوض ولن يكون الحل".

وبين المتحدث أن "رئيس الجمهورية تفاعل إيجابيا مع مطالبهم، وستكون هناك إجراءات في اتجاه إغلاق المصب"، مضيفا أن مطلبهم في بيئة سليمة شرعي وصوتهم وصل، ويؤمل أن تكون هناك حلول استراتيجية للمستقبل، فالمواطنون رفعوا عدة شعارات ومنها معالجة مشكلة النفايات، وهذا سيكون بالحوار وبالإجراءات الناجعة التي تبقى من واجب الدولة، وهي التي عليها اتخاذها وإقرارها، وذلك بالتشاور والحوار مع مختلف مكونات المجتمع المدني".

 ومن عقارب، أكدت الناشطة ندى الوكيل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الأمن انسحب حاليا من مصب القنة"، مضيفة أن المنطقة تشهد حاليا استقرارا ووقفا للاحتجاجات".

دلالات
المساهمون