جدّد الجيش التركي، مساء أمس الأحد، قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة تخضع لـ"قوات سورية الديمقراطية" في شمالي سورية، فيما شنّت الأخيرة حملة اعتقالات في الرقة طاولت 13 شخصا بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش" والتعاون معه.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات اندلعت فجر اليوم بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" على محور قرية الجات في ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، عقب قصف تركي مدفعي وصاروخي طاول مناطق متفرقة تخضع لـ"قسد".
وبحسب المصادر، فقد طاول القصف عين عيسى ومحيط الطريق الدولي شمال غربي الرقة، وقرى دادا عبدال وخربة الشعير ومرحلة والبوبي والأسدية والربيعات في ريف الحسكة الشمالي الغربي، مضيفة أن القصف تسبب بنزوح مدنيين، ولم يسجل وقوع ضحايا.
وفي شمال غربي البلاد، قال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قصفا من قوات النظام السوري طاول محور كفرنوران فجر اليوم في ريف حلب الغربي دون إصابات بشرية، وكان قصف مماثل قد أدى أمس إلى مقتل عنصر من فصائل المعارضة في المنطقة ذاتها.
كما قصفت قوات النظام صباح اليوم قرى سفوهن والفطيرة وفليفل، بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعا أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
"قسد" تعتقل 13 شخصًا بتهمة الانتماء لـ"داعش"
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) داهمت قرية خس هبال في ريف الرقة الشرقي وفتشت المنازل واعتقلت 13 شخصا على الأقل بتهمة الانتماء لتنظيم "داعش" والتعاون معه في تنفيذ هجمات ضدها بالمنطقة.
وكانت "قسد" قد شنت حملات في وقت سابق بحق عشرات الشبان في المنطقة بتهمة الانتماء للتنظيم، كما تشن حملات مشابهة بحثا عن شبان متوارين هربا من التجنيد الإجباري في صفوف المليشيات.
تسوية في حماة
من جهتها، أعلنت وكالة أنباء النظام "سانا" عن بداية عملية تسوية جديدة في مدينة حماة أمس في مبنى محطة القطار لـ"المطلوبين من المدنيين والعسكريين الفارين، والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وذلك وفقاً لاتفاق التسوية".
ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في المحافظة اللواء عساف نيساني زعمه أن "افتتاح المركز يشكل فرصة لكل المطلوبين المدنيين في الداخل أو الخارج، والعسكريين، سواء بالفرار الداخلي أو الخارجي، لتسوية أوضاعهم والعودة إلى كنف الدولة وإلى قراهم ومنازلهم في أرياف حماة".
وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فإن المراكز التي يفتتحها النظام لا تشهد إقبالا من المطلوبين بسبب الخوف من الاعتقال والمصير المجهول، مشيرة إلى أن "كل ما يقوم به النظام هو عملية إعلامية توحي بأن هناك عفوا ومسامحة، إلا أن غاية النظام إلقاء القبض على المطلوبين وتجنيد الشبان في قواته".
يذكر أن مدينة حماة تشهد كثافة سكانية عالية نتيجة النزوح إليها من مناطق تعرضت لهجمات وقصف من قوات النظام.
"لواء الإيمان" يعلق عمله في حركة "أحرار الشام"
في شأن آخر، علق "لواء الإيمان" أحد أبرز مكونات حركة "أحرار الشام الإسلامية" عمله ضمن الحركة، بعدما خضعت الأخيرة لأوامر "هيئة تحرير الشام"(جبهة النصرة سابقا)، وفق ما أدلت مصادر عسكرية خاصة لـ "العربي الجديد".
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، إن "قيادة (لواء الإيمان) أعلنت بشكل داخلي تعليق عملها العسكري والإداري من صفوف حركة (أحرار الشام)، بعد التقارب الكبير بين الأخيرة و(هيئة تحرير الشام) في الآونة الأخيرة".
وأضافت المصادر أن القائد الجديد لـ"أحرار الشام" عامر الشيخ المعروف بأبي عبيدة القطناوي، عمل على تحجيم قرارات "لواء الإيمان" في الآونة الأخيرة. ويعتبر الشيخ من الشخصيات المقربة من أبو محمد الجولاني متزعم "هيئة تحرير الشام".
وأوضحت المصادر أن قيادة "لواء الإيمان" اتخذت قرار خروجها من الحركة، عقب ظهور عامر الشيخ بجانب الجولاني خلال حفل تخريج مجموعة عسكرية من الضباط في محافظة إدلب، أشرفت على تدريبهم "هيئة تحرير الشام".
وأشارت المصادر إلى أن معظم عناصر حركة "أحرار الشام الإسلامية" يتقاضون رواتب مالية من قبل "هيئة تحرير الشام"، مقابل الانصياع لأوامرها وخاصة في مناطق ريف إدلب الجنوبي المتاخمة لمواقع سيطرة النظام السوري.
ويعتبر "لواء الإيمان" من أكبر الكتل العسكرية داخل "أحرار الشام الإسلامية" ويتمركز في عدة مناطق أهمها حنديرس بريف عفرين، وسهل الغاب بريف حماة، وداخل بلدتي كفريا والفوعة، وبعض النقاط بمدينة إدلب.
يذكر أن "هيئة تحرير الشام" استطاعت التغلغل في مناطق ريف حلب الشمالي المسيطر عليه من قبل "الجيش الوطني" المعارض المدعوم من أنقرة، عن طريق "أحرار الشام" الذي طلب منها المساعدة إبان الاقتتال الذي دار بين "الأحرار" و"الجبهة الشامية" قرب مدينة الباب في شهر يوليو/ تموز الماضي.
وسيطرت "هيئة تحرير الشام" في ذلك الوقت على عدة مواقع عسكرية في ريف حلب الشمالي أهمها معبرا "الغزاوية" الذي يديره "فيلق الشام"، لعدة ساعات قبل أن تنسحب الهيئة منه بضغط من الجانب التركي، وفق مصادر خاصة.
وفي عام 2017 دار اقتتال بين "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" انتهى بسيطرة الهيئة على جميع مواقع الأحرار بمحافظة إدلب، وطرد عناصرها إلى مناطق غصن الزيتون المسيطر عليها من قبل "الجيش الوطني"، حيث لا يزال أكثر من 3 آلاف مقاتل من محافظة إدلب، يقيمون في مناطق ريف حلب.
وتعد "حركة أحرار الشام" من أبرز الفصائل الإسلامية في سورية، وأوائل الفصائل التي نشأت فيها منذ العام 2011، وشكلت من اندماج أربع كتائب، هي "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر" و"الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان".