تجدد الصدامات بين متظاهرين صرب والشرطة شمال كوسوفو

29 مايو 2023
يطالب المحتجون بانسحاب قوات الأمن الخاصة (فرانس برس)
+ الخط -

أطلقت شرطة كوسوفو، اليوم الإثنين، غازًا مسيلًا للدموع لتفريق متظاهرين صرب يحتجون، مطالبين بمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين في اقتراع مثير للجدل من تولي مناصبهم في بلدات ذات غالبية صربية في شمال كوسوفو.

وفاز هؤلاء في انتخابات محلية نظمتها سلطات كوسوفو في 23 إبريل/نيسان في أربع بلديات، معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، فلم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.

ويطالب المحتجون أيضًا بانسحاب قوات الأمن الخاصة المنتشرة في المنطقة منذ عدة أيام.

وتدهور الوضع في زفيتسان، حيث صدت القوات الخاصة مجموعة من المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر البلدية، حسبما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس".

من جهتها، قالت الشرطة في بيان إنها ردّت عندما حاول المتظاهرون اختراق طوق أمني "باستخدام العنف والغاز المسيل للدموع".

وقاطع الصرب، الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في نوفمبر/ تشرين الثاني في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في إبريل لإنهاء الفراغ المؤسسي.

وحصلت صدامات مماثلة، الجمعة، خلال وصول رؤساء بلديات لتسلّم مناصبهم برفقة الشرطة.

"الناتو" يدين الهجمات على قوته

إلى ذلك، دان حلف شمال الأطلسي "بشدة"، الاثنين، الهجمات "غير المقبولة" على قوته المنتشرة في شمال كوسوفو، والتي أسفرت عن سقوط "جرحى"، حيث جرت مواجهات بين متظاهرين صرب وعناصر في الشرطة.

وقال متحدث باسم الحلف إن "حلف شمال الاطلسي يدين بشدة الهجمات غير المبررة على قوات كفور في شمال كوسوفو، والتي أسفرت عن عدد من الجرحى. إن هذه الهجمات غير مقبولة بالكامل. ينبغي أن يتوقف العنف فورا".

وأصيب نحو 25 من عناصر قوة "كفور" التي يقودها حلف شمال الأطلسي، الاثنين، خلال مواجهات في شمال كوسوفو، وفق ما افادت "كفور" في بيان.

وقالت القوة متعددة الجنسية إن العديد من جنود الكتيبتين الإيطالية والمجرية "تعرّضوا لهجمات غير مبررة، وأصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة".

وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بكاملها.

ويعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، غالبيتهم الساحقة من الألبان.

واعتبارًا من الجمعة، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سلطات كوسوفو إلى "التراجع فورا واحتواء التصعيد". وعبرت هذه الدول في بيان مشترك عن "قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو".

وأمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الجمعة، الجيش بأن يكون في حال تأهب و"التحرك" في اتجاه الحدود مع كوسوفو.

تقارير دولية
التحديثات الحية

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "الصرب يقاتلون من أجل حقوقهم في شمال كوسوفو"، مؤكدا أن الجيش في حالة تأهب و"القرار سيتخذه الرئيس الصربي".

وقال لافروف خلال زيارة لكينيا تعليقا على تدخّل "الناتو" عام 1999 ضد بلغراد، والذي أنهى الحرب بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان: "هناك انفجار كبير يلوح في الأفق في قلب أوروبا، حيث شن الناتو عام 1999 عدوانا على يوغسلافيا" السابقة.

(فرانس برس)