جدد ممثلو ثلاث مجموعات تشادية تشارك في حوار الدوحة، اليوم الإثنين، قرار تعليق المشاركة في المفاوضات إلى أجل غير مسمى لـ"يتسنى للوسيط القطري تهيئة بيئة صحية ومواتية لمواصلة المحادثات"، ولإعطاء فرصة حقيقية للسلام في تشاد.
وكرر ممثلو "المنسقية الوطنية من أجل التغيير والإصلاح"، و"مجموعة روما"، و"مجموعة الدوحة"، في مؤتمر صحافي افتراضي عقد اليوم بالدوحة، اتهام الوفد الحكومي بـ"محاولة الحلول محل الوسيط عبر التدليس، والمناورات التسويفية، وشراء الذمم والتهديد والمضايقات والتخويف والتضليل الإعلامي، بهدف تعطيل روح المفاوضات".
وتسبب إعلان المجموعات الثلاث تعليق المشاركة في المفاوضات في حصول الانقسام بين الحركات التشادية المشاركة في المفاوضات، وتبادل الاتهامات.
وظهرت مجموعات تشادية جديدة أعلنت من جانبها رفضها لتعليق المفاوضات، مؤكدة، في بيان أصدرته، أن "قرار تعليق المفاوضات اتخذته فئة قليلة تدعي أنها تمثل الحركات السياسية والعسكرية"، مؤكدة استنكارها التصرف الذي وصفته بـ"الطائش"، متهمة هذه المجموعات بأن قرارها تعليق المفاوضات "كان مخططا له منذ فترة طويلة"، لأن بعضاً من الحركات التشادية "لا تريد المصالحة وعودة السلام إلى تشاد".
وأكدت هذه الحركات في بيانها، الذي حمل توقيع 32 شخصا يمثلون هذه الحركات، أنها "ماضية في مسار المفاوضات التي انطلقت في مارس/آذار الماضي في الدوحة، وأن المفاوضات أحرزت تقدما كبيرا، وأنها على وشك أن تخلص إلى اتفاق عادل، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود الوسيط القطري والإدارة المشتركة لطرفي المفاوضات لتحقيق سلام شامل ودائم يفي بتطلعات الشعب التشادي وطموحاته".
وشددت هذه الحركات على أنها تعتزم مواصلة مفاوضات السلام التي ستنتهي في وقت قريب، موجهة الشكر لدولة قطر على وساطتها ومجددة الثقة الكاملة بها.
في المقابل، ردت المجموعات التي علقت مشاركتها في المفاوضات على هذا البيان، بالقول إن هذه الحركات "لا وجود لها في تشاد"، وأن بعض ممثليها محسوبون على الحكومة، وعلى المجلس الانتقالي العسكري في تشاد.
رئيسة حركة معارضة: قرار عودة المجموعات التشادية الثلاث إلى المفاوضات، يرتبط بعودة المفاوضات الرسمية بين المعارضة ووفد الحكومة التشادية
وقال رئيس حركة "الجيل التشادي المعاصر من أجل التغيير"، المنضمة لمجموعة روما، رخيص علي شحاد، لـ"العربي الجديد"، إن قرار عودة المجموعات التشادية الثلاث إلى المفاوضات "يرتبط بعودة المفاوضات الرسمية بين المعارضة ووفد الحكومة التشادية وتوفير الأجواء الملائمة للمفاوضات المتوقفة أصلا".
وأضاف شحاد أنهم ينتظرون من الوسيط القطري التواصل مع المجموعات التي أعلنت تعليق المشاركة في المفاوضات، لاستيضاح موقفها وتسليمه الرد على "مشروع السلام"، الذي تقدم به لوفدي التفاوض في نهاية شهر يونيو/ حزيران الماضي.
أسباب تعليق المفاوضات
ووفق مصادر في المعارضة التشادية، تحدثت إلى "العربي الجديد"، فإن قرار تعليق المشاركة في المفاوضات التي تجري في الدوحة اتخذ ردا على قيام الحكومة الانتقالية التشادية بتحديد موعد إجراء الحوار الوطني الشامل في 20 أغسطس/ آب المقبل، في إنجامينا، دون إجراء مشاورات مسبقة أو إخطار مباشر، وهو ما اعتبرته المعارضة "خطة معدة سلفا لاستبعاد جزء من الحركات السياسية والعسكرية وحلفائها عن الحوار الوطني الشامل".
وقللت هذه المصادر من أهمية قرار بعض الحركات التشادية الاستمرار في المفاوضات مع الوفد الحكومي، مضيفة أن "معظم من وردت أسماؤهم في بيان المشاركة حركات وهمية وأشخاص ليسوا من المعارضة، بل هم جزء من النظام".
وقدّم الوسيط القطري، في الثلاثين من شهر يونيو/ حزيران الماضي، "مشروع اتفاق سلام جديد لتحقيق السلام في تشاد"، إلى وفدي كل من الحكومة التشادية ومجموعات المعارضة الثلاث، التي تمثل الحركات السياسية والعسكرية المشاركة في حوار الدوحة.
وجاء مشروع الوساطة الجديد، الذي طلب الوسيط القطري من الطرفين دراسته والرد عليه، بدلاً من "مشروع السلام التشادي" الذي سحبه في منتصف يونيو/ حزيران الماضي، بعد رفض الطرفين (الوفد الحكومي والمعارضة التشادية) للمشروع.
وقدم مشروع السلام الجديد، الذي لا يزال الطرفان يقومان بدراسته، حلولاً توافقية للبنود التي اعتُرِض عليها في مشروع السلام الذي سُحب.
وشملت التعديلات التي وردت في مشروع السلام الجديد بنودا تتعلق بوقف إطلاق النار، وتأجيل مرحلة "نزع السلاح"، التي اعترضت عليها المعارضة، إلى مرحلة متأخرة من تطبيق الاتفاق، كما تُرك اقتراح تعديل المرحلة الانتقالية، وترشيح أعضاء في المجلس العسكري لانتخابات المرحلة الانتقالية، وتشكيل الجيش الوطني، وعدد من البنود الأخرى، إلى الحوار الوطني الشامل، المفترض عقده في العاصمة التشادية انجامينا، بعد انتهاء حوار الدوحة التمهيدي، والتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
واستجابت الحكومة التشادية في مطلع شهر مايو/ أيار الماضي للدعوة القطرية إلى تأجيل الحوار الوطني الشامل، الذي كان مقرراً في 10 يونيو/ حزيران الماضي في انجامينا، إلى موعد جديد يحدد لاحقاً، بعد إعلان وزارة الخارجية القطرية أن "مفاوضات السلام التشادية التي انطلقت في الدوحة في 13 مارس/آذار الماضي، وتتوسط فيها دولة قطر، تسير بخطى جيدة وتحرز تقدماً ملموساً".
وتستضيف الدوحة، منذ 13 مارس/ آذار الماضي، الحوار التشادي، بين المجلس العسكري الانتقالي ونحو 52 حركة سياسية وعسكرية تشادية، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام أولي ينهي عقوداً من الحروب، ويمكّن حركات المعارضة من المشاركة في الحوار الوطني الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد، وإجراء انتخابات حرة يشارك فيها الجميع، بعد فترة انتقالية يجري الاتفاق على مدتها.