أعلنت مدريد عن تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، التي كانت مقررة اليوم الاثنين إلى الجزائر "على أن تتم لاحقاً".
وقالت صحيفة "ألباييس" الإسبانية نقلاً عن مصادر دبلوماسية في مدريد إن أسباب التأجبل "متعلقة بأجندة جزائرية"، وأضافت المصادر أن "الزيارة ستتم لاحقاً".
ومن المتوقع أن تطوي زيارة ألباريس المرتقبة إلى الجزائر صفحة الأزمة الدبلوماسية بشكل نهائي وتعيد إطلاق العلاقات الاقتصادية بين البلدين في ظل ذوبان الجليد بالتبادلات التجارية بينهما، ويأتي ذلك بعد عامين تقريباً من أزمة دبلوماسية اندلعت بينهما إثر تغيير مدريد موقفها من نزاع الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي تحظى بدعم الجزائر، وإعلان مدريد دعم خطة المغرب لمنح الصحراء حكماً ذاتياً.
وكانت الجزائر استدعت سفيرها في مدريد للتشاور، في مارس/آذار 2022، وأعربت الخارجية الجزائرية وقتها عن استغرابها مما وصفته بـ"الانقلاب المفاجئ لإسبانيا في ملف القضية الصحراوية"، على حد قولها.
وفي 8 يونيو/حزيران 2022، قررت الرئاسة الجزائرية تجميد معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة مع إسبانيا عام 2002، واتخذت إجراءات لعرقلة التجارة مع إسبانيا دون إعلان رسمي.
وأعلن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في 26 إبريل/نيسان 2023، رفضه عودة السفير الجزائري إلى مدريد، مشيراً إلى أن عودته تعتمد على توضيحات صريحة من إسبانيا لإعادة بناء الثقة بين البلدين.
لكن خطاب رئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشيز، بالأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، وإعلانه عن دعم حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، دفع الجزائر إلى إعادة إرسال سفير جديد إلى مدريد في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، ورفع الحظر التجاري عن إسبانيا.
وسمحت السلطات الجزائرية، الأربعاء الماضي، بمزيد من القرارات التي تسمح بعودة تدريجية لنسق التبادل التجاري ورفع تدريجي للحظر التجاري عن إسبانيا، بعدما أعلنت عن قرار السماح بتوريد اللحوم من إسبانيا.
كما أعلنت الجمعية المهنية للبنوك عن قرار بالسماح بالتوطين المالي لتغطية نفقات توريد اللحوم الطازجة من إسبانيا، ودعت المتعاملين التجاريين إلى القيام بالإجراءات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة التي تتولى منح رخص توريد اللحوم من الخارج، كما سمحت السلطات الجزائرية في وقت سابق بتوريد الدجاج ومدخلات تربية الدواجن، وبيض التفريخ والكتاكيت من إسبانيا.