بيلوسي تواجه انقسامات جديدة في الكونغرس الأميركي

18 يونيو 2021
أدى الجدل حول تصريحات للنائبة إلهان عمر إلى بروز انقسامات حادة ( Getty)
+ الخط -

بات على زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي أن توظف مواهبها لرسم خطط لتجاوز التوترات الداخلية وليتسنى لها تطبيق الوعود التي قطعها جو بايدن، وهي معروفة لكونها الشخصية السياسية الأكثر نفوذاً في الولايات المتحدة وأشد المعارضين لدونالد ترامب.
وبعد 5 أشهر على وصول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض، ظهرت ثغرات بين الديمقراطيين كلما تعثرت المفاوضات حول مشاريعه الرئيسية، حيث يسود جناح يساري محبط بسبب طموحات اعتبرت معتدلة للغاية من جهة، ومن جهة أخرى وسطيون مترددون في دعم بعض البرامج التي يُنظر إليها على أنها مكلفة.
وأدى الجدل الأخير حول تصريحات للنائبة إلهان عمر إلى بروز انقسامات حادة أخرى.
وتعد بيلوسي أول امرأة تترأس مجلس النواب وثالث أكثر الشخصيات نفوذاً في المشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبته كامالا هاريس، لذا يتطلب عليها أن تحافظ على تماسك كتلتها التي تقلصت أغلبيتها أكثر في الأشهر الأخيرة والتي كانت محدودة أصلاً في كانون الثاني/ يناير.

 

وإذا كان الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر يسعى إلى الحفاظ على التوازن مع شبه المساواة في مجلس الشيوخ منذ كانون الثاني/ يناير، فإن التوترات في الأسابيع الماضية زادت من تعقيد مهمة بيلوسي البالغة من العمر 81 عامًا.

 

لم يعد هناك "خصم"
وقال العضو الجمهوري في مجلس النواب توم كول "نكون جميعًا أكثر فاعلية عندما نواجه خصمًا"، في إشارة إلى المعارك الشرسة بين نانسي بيلوسي والجمهوري دونالد ترامب، مضيفًا أن الأمر صعب للغاية عندما "نتحكم بكل شيء"، في إشارة إلى مجلسي الكونغرس والبيت الأبيض.
وفي صفوف التقدميين، ازداد القلق عندما أعرب جو بايدن علنًا عن تأييده لمفاوضات مع الوسطيين للتوصل إلى اتفاقات بشأن مشاريع قوانين، من خطة واسعة للاستثمار في البنى التحتية إلى إصلاح أجهزة الشرطة أو مكافحة التلقبات المناخية.

لكن الانتخابات البرلمانية لمنتصف الولاية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، تقترب، إذ أحرز تقدم تشريعي ضئيل في السنة الانتخابية، وقد يخسر الديمقراطيون أكثريتهم بعد ذلك.
وقال مايكل سيراسو المستشار الديمقراطي الذي نشط في حملة بيرني ساندرز في 2016 "يرى الجميع أن نافذة (المناورة) ستقفل".
وأكد أنه مع صعود هذا السناتور المستقل وشخصيات أخرى في الكونغرس مثل ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، يشعر اليسار بأنه قد عزز الحزب على مدى السنوات الخمس الماضية ولكن "لم يتم تمرير أي قانون يتوافق مع مبادئ الحركة التقدمية".
ويعتبر المعتدلون من جانبهم أنهم هم الذين ساهموا إلى حد كبير في استعادة الأغلبية في مجلس النواب في 2018، من خلال انتزاع مقاعد في معاقل المحافظين.

 

نانسي بيلوسي التي تعهدت بالتخلي عن المنضدة بعد انتخابات 2022، قللت، أمس الخميس، من شأن هذه الانقسامات.
وصرحت للصحافيين "هذه ليست ثغرات. نحن حزب ديمقراطي لا يوافق على كل شيء دون نقاشات (..) من يريد أن ينتمي إلى مثل هذا الحزب؟".
وأضافت "نتقاسم أرضية مشتركة في حزبنا وهي أن نكون حاضرين للعائلات الأميركية العاملة وليس لدي أدنى شك في أننا سنصدر في النهاية قوانين لمساعدة الأسر الأميركية العاملة".
وبعد قبول تفسيرات إلهان عمر بشأن تصريحاتها المثيرة للجدل التي طاولت إسرائيل والولايات المتحدة، أعلنت زعيمة الديمقراطيين الأحد أن المسألة انتهت.

نقطة قوتها
وتقر كايل كونديك الأستاذة في العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا بأن "بيلوسي لا تستطيع خسارة الكثير من الأصوات"، مشيرة إلى أن لديها ميزة تتفوق بها على الآخرين، وهي أن كتلتها البرلمانية "أكثر تجانسًا من الناحية الأيديولوجية من الأغلبيات الديمقراطية السابقة في مجلس النواب"، بحسب قولها.

وأعلن المعتدل جيري كونولي "ندرك جميعا أننا لا نملك هامشًا كبيرًا للمناورة. وهذا في النهاية يصب في مصلحتها"، من خلال التوصل إلى اتفاقات، موجهًا تحذيرًا إلى أقرانه بضرورة التماسك باعتباره ضروريًا للنجاح.
كما أعلن النائب الديمقراطي عن ولاية أوهايو تيم راين أن هذه المفاوضات الداخلية "هي نقطة قوتها، مضيفًا "هي تبرع في ذلك، في استراتيجية جمع ما يكفي من الأصوات ولن أجازف أبدًا بالقول إنها لن تكون قادرة على تحقيق هذا الأمر".

(فرانس برس)

المساهمون