بيلاروسيا: اعتقالات وطلقات تحذيرية لتفريق تظاهرة تطالب بتنحي الرئيس

01 نوفمبر 2020
اجتاحت مظاهرات حاشدة العاصمة منذ الانتخابات المتنازع عليها (Getty)
+ الخط -

أطلقت شرطة مكافحة الشغب في بيلاروسيا طلقات تحذيرية في الهواء واستخدمت قنابل صوتية واعتقلت أكثر من 200 شخص لردع عشرات الآلاف الذين نظموا مسيرة عبر العاصمة مينسك اليوم الأحد، لمطالبة الزعيم المخضرم ألكسندر لوكاشينكو بالتنحي.

واجتاحت مظاهرات حاشدة العاصمة لمدة 12 أسبوعاً على التوالي منذ الانتخابات المتنازع عليها مما زاد الضغط على لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً ويرفض اتهامات بتزوير الانتخابات ويقول إنه لا ينوي الاستقالة.

وقال مركز "فياسنا" الحقوقي إنّ نحو عشرين ألف شخص شاركوا في المسيرة.

حمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارة "ذاكرة الناس (تدوم) أطول من حياة الاستبداد" و"توقفوا عن تعذيب شعبكم".

 

ووجّهت الحشود هتافات "ارحل" إلى لوكاشينكو، الذي فاز بولاية سادسة في انتخابات التاسع من أغسطس/ آب التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مزورة.

 

وكان لوكاشينكو قد عيّن وزيراً جديداً للداخلية واختار ثلاثة من صقور الأمن لشغل مناصب جديدة يوم الخميس بهدف إحكام قبضته على البلاد بعد الاحتجاجات.

ومثل هذا التعديل الوزاري أحدث خطوة يتخذها لوكاشينكو لإحكام قبضته الأمنية في أنحاء الجمهورية السوفييتية السابقة في مواجهة المظاهرات والإضرابات الجارية منذ الانتخابات الرئاسية في التاسع من أغسطس/ آب.

وهددت وزارة الداخلية باستخدام الأسلحة النارية ضد المتظاهرين "إذا لزم الأمر".

واعترفت الشرطة، اليوم الأحد، بأنّ عناصرها أطلقوا عدة طلقات تحذيرية في الهواء أثناء التظاهرة في مينسك "لمنع انتهاك القانون"، لكنها أكدت أن "الأسلحة غير مميتة". وقال نشطاء حقوقيون إنّ عدداً من الصحافيين كانوا من بين المعتقلين، وتعرض العديد منهم للضرب.

 

فوز لوكاشينكو على منافسته سفيتلانا تيخانوفسكايا التي تحظى بشعبية واسعة وإن كانت تنقصها الخبرة السياسية، أشعل فتيل أكبر موجة من الاحتجاجات الجماهيرية.

وأصدرت تيخانوفسكايا بياناً الأحد عبّرت فيه عن دعمها للاحتجاجات المستمرة.

وقالت إن "الإرهاب يطل برأسه مرة أخرى في بلدنا الآن. لم ننس ماضينا، ولن ننسى ما يحدث الآن".

اعتقل أكثر من 15000 شخص منذ الانتخابات الرئاسية، وقال نشطاء حقوق الإنسان إنّ أكثر من 100 منهم سجناء سياسيون.

وتعرض قادة مجلس التنسيق المعارض، الذي تم تشكيله للضغط من أجل انتقال السلطة، للسجن فيما أجبر البعض على مغادرة البلاد.

سخر لوكاشينكو من اقتراحات الحوار مع المعارضة وعمد عوضا عن ذلك إلى تكثيف حملة القمع ضد المتظاهرين، وأمر المسؤولين بطرد الطلاب من الجامعات لمشاركتهم في التظاهرات واتخاذ إجراءات ضد عمال المصانع المشاركين في الإضراب.

وأغلقت الحكومة البيلاروسية حدودها مع كل من لاتفيا وليتوانيا وبولندا وأوكرانيا يوم الخميس، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى وقف تفشي فيروس كورونا، على الرغم من اتهام المسؤولين لدول الجوار بمحاولة زعزعة استقرار بيلاروسيا.

(رويترز, أسوشييتد برس)