بيان مشترك لقطر ومصر وأميركا: الطريق أصبح ممهداً لوقف إطلاق النار في غزة

16 اغسطس 2024
فلسطينيون يغادرون منازلهم بغزة بفعل القصف الإسرائيلي، 11 أكتوبر 2023(محمود هامس/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **جولة المفاوضات في الدوحة**: انتهت جولة المفاوضات في الدوحة بين قطر ومصر والولايات المتحدة بهدف وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وكانت المحادثات جادة وبناءة.

- **التفاصيل الفنية والتنفيذية**: ستواصل الفرق الفنية العمل على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات الإنسانية، ومن المقرر أن يجتمع كبار المسؤولين في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل.

- **التقدم والتحديات**: أحرزت المفاوضات تقدماً ملموساً رغم التحديات، بما في ذلك التوترات الداخلية في إسرائيل، ومن المتوقع استمرار الاجتماعات في القاهرة لتحقيق الاتفاق النهائي.

أصدرت قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية بياناً مشتركاً، اليوم الجمعة، عقب انتهاء جولة المفاوضات المنعقدة في الدوحة، على مدار اليومين الماضيين، بشأن السعي لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل للأسرى. وقال البيان إنه "على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية". 

وقدمت الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر العربية، في وقت سابق من اليوم، اقتراحاً للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو/أيار الماضي وقرار مجلس الأمن رقم 2735. ويعتمد هذا الاقتراح على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق. وقال البيان إن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين.

وأضاف البيان أنه "سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة اليوم، وكما قال قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي: لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيداً من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق"، وختم البيان "الآن أصبح الطريق ممهداً لتحقيق هذه النتيجة وإنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية".

وعقب انتهاء جولة المفاوضات في الدوحة، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "لم نصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد لكننا أقرب مما كنا عليه قبل ثلاثة أيام"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز. وفي السياق، نقلت الوكالة بيانا عن مكتب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء فيه أن "إسرائيل تأمل أن تؤدي ضغوط الوسطاء وأميركا إلى دفع حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في 27 مايو/أيار" الفائت.

إلى ذلك، نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير بالإدارة الأميركية قوله إن "محادثات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة كانت بناءة للغاية"، مضيفا أن هناك توافقا في الدوحة على أنه في اليومين الماضيين كانت توجد "روح جديدة" حقيقية للتوصل لنتيجة.

وتابع المسؤول أن الاقتراح الذي تم طرحه يوم الجمعة، في الدوحة، "يعمل على سد جميع الفجوات المتبقية تقريباً"، مشيراً إلى أن المفاوضين يعتقدون بأن لديهم اتفاقاً جاهزاً للتنفيذ ومحادثات القاهرة الأسبوع المقبل تهدف إلى إبرامه، وقال إنه "ستكون هناك اجتماعات عمل على مدار الأسبوع ستتناول قائمة الرهائن والسجناء الفلسطينيين وتسلسل الإفراج عنهم"، مضيفا أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيعقد اجتماعات في إسرائيل، يوم الاثنين، وسينخرط في العملية طوال الأسبوع.

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري قد قال لـ"العربي الجديد"، إن الجولة الثانية من المفاوضات بين الوسطاء لإنهاء الحرب على غزة الجارية بالدوحة انتهت. وأضاف أن "بياناً سيصدر اليوم في الساعة الخامسة بتوقيت الدوحة"، ولم يكشف الأنصاري عن نتائج جولة المفاوضات بانتظار البيان الرسمي.

وكانت المفاوضات، التي بدات أمس الخميس في الدوحة، قد استؤنفت اليوم الجمعة، حيث استمرت جهود الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية سعياً للوصول إلى وقف لإطلاق النار في القطاع، يجرى خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وكان الأنصاري قد أشار في بيان، منتصف ليل أمس الخميس، إلى استمرار المفاوضات استناداً إلى البيان الصادر عن قادة قطر ومصر والولايات المتحدة، في الثامن من أغسطس/آب الجاري، والداعي إلى "وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة وكذلك للرهائن وعائلاتهم، وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، استناداً إلى المبادئ التي طرحها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024، والتي دعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735".  

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين قولهم إن اليوم الأول من جولة المحادثات بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة شهد بعض التقدم، وأشار الموقع نقلاً عن مصدر مطلع إلى أن ممثلي حركة حماس في الدوحة تلقوا إحاطة من الوسطاء المصريين والقطريين طوال اليوم. وبحسب ما قال مسؤولان أميركيان لـ"أكسيوس"، فإن اليوم الأول من المحادثات كان "جيداً للغاية" وإن بعض التقدم قد تحقق، في حين قال مسؤول أميركي آخر إن الوسطاء "اختتموا يوماً بنّاءً من المناقشات في الدوحة". 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الخميس: "هناك اتفاق على الخطوط العريضة لما حدده الرئيس جو بايدن في مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة في مايو، وفجوات تخص التفاصيل والتنفيذ وتحتاج لمعالجة"، وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، بعد ساعات من انطلاق جولة جديدة من المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، على أمل إزالة العوائق والتوصل إلى هذا الاتفاق.  

وعلى الجهة الإسرائيلية ذهب العديد من التقارير والتحليلات الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إلى تحميل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية الفشل إذا حصل، متهمة إياه بالتعنّت واتباع المماطلة نهجاً، وتفضيل مصالحه على حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، فيما قدّرت أخرى أنه يواصل محاولاته جرّ الولايات المتحدة إلى حرب ضد إيران. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله، عقب جولة المحادثات أمس، إنه يجب تخفيف المعلومات التي تفيد بحدوث تقدّم كبير في المفاوضات نفسها، ذلك أن أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي توجّهوا إلى الدوحة "مع القليل جداً" من الصلاحيات، وأنه "لا تفويض واسعاً لديهم على الإطلاق، ولا يوجد أي منهم يعتقد أن التفويض الممنوح لهم سيكون كافياً، حتى لو ادّعى رئيس الموساد (ديفيد برنيع) شيئاً آخر أمام أطراف خارجية".

وكانت محادثات وقف إطلاق النار في غزة قد انطلقت في الدوحة، مساء أمس الخميس، أملاً في التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة الإنسانية في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي نزع فتيل أزمة إقليمية لطالما جرى التحذير منها مع توعد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.