قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن قطر شريك مهم في إرساء السلام بأفغانستان، مشيدا بدورها "البنّاء"، ومعبراً في الوقت ذاته عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية.
وأوضح بومبيو في حوار مع صحيفة "الراية" القطرية، نشرته اليوم الأحد، على هامش زيارة أجراها بومبيو إلى قطر، السبت، أن العلاقات بين بلاده وقطر "تطورت بشكل كبير على مدى السنوات الأربع الماضية (..) هذا مهم لشعبي البلدين".
وبخصوص الحوار الأفغاني، قال بومبيو: "أحرزنا تقدما حقيقيا في كل هذه الأمور، وبالنسبة للمفاوضات، فقد قاموا ببدء عملية التفاوض، وقد استغرقت الإجراءات عدة أشهر".
وتابع: "آمل أن يحرزوا في الأسابيع المقبلة تقدما جوهريا على طول الطريق، لقد طالبنا كلا الجانبين بخفض مستويات العنف".
وأكد بومبيو أن "الحكومة القطرية كانت شريكا رائعا ومهما ليس فقط في مساعدتنا من خلال استضافة هذه المفاوضات (بين الحكومة الأفغانية وطالبان)"، مستدركاً "لكن أيضا من خلال الانخراط بطريقة بناءة وبشكل لا يصدق، وأعتقد أنه يزيد من فرص النجاح في النهاية"، بحسب "الأناضول".
وحول سحب القوات الأميركية من أفغانستان، قال بومبيو: "إنه مسار العمل الصحيح للوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا، لقد راقبنا الأوضاع على الأرض، وسنستمر في مراقبتها".
واستدرك: "التركيز فقط على عدد الجنود هو أمر واحد في ظل العديد من الأشياء الأخرى التي نقوم بها، ونعتقد أنه لا يزال لدينا الأدوات للوفاء بالالتزامين اللذين قطعهما الرئيس (دونالد) ترامب".
وقطر محطة ضمن جولة يجريها وزير الخارجية الأميركي، بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتشمل فرنسا وتركيا وجورجيا والأراضي المحتلة والإمارات والسعودية.
وعلى هامش الزيارة، التقى بومبيو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. كذلك التقى وفدي الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان".
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، سحب نحو ألفي جندي أميركي إضافي من أفغانستان بحلول 15 يناير/كانون الثاني، أي قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. وبذلك سيصبح عديد القوات الأميركية في هذا البلد 2500 عسكري.
ومع هذا الإعلان، ينوي الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب الإيفاء بتعهده وضع حد "لحروب الولايات المتحدة التي لا نهاية لها" في الخارج. وسقط 2400 جندي أميركي في النزاع في أفغانستان منذ عام 2001 الذي كلف الولايات المتحدة أكثر من ألف مليار دولار.
ووُقّع اتفاق في فبراير/شباط في الدوحة بين واشنطن و"طالبان"، نص على سحب القوات الأميركية بحلول مايو/أيار 2021.
وبخصوص الأزمة الخليجية، أعرب وزير الخارجية الأميركي، عن أمله في التوصل لحل لها، ثم أضاف: "نحن نعمل على محاولة جعل العلاقات أقوى وأعمق وأفضل".
وقبل ثلاثة أعوام في 5 يونيو/حزيران 2017، أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، ترافق مع حملة افتراءات، قبل أن تقدّم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً تمسّ سيادة الدوحة، وتهدف إلى فرض الوصاية عليها.