أشادت بولندا، اليوم الأربعاء، بتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بإنشاء قاعدة عسكرية على أراضيها باعتباره تحقيقاً لحلم طال انتظاره وخطوة من شأنها أن تبعث رسالة ردع واضحة إلى روسيا، في وقت أكدت الأخيرة أنها ليست "خائفة" من الأمر.
وأبلغ بايدن قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، اليوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة ستعزز قواتها وعتادها في أنحاء أوروبا، وستقيم مقراً دائماً لجيشها في بولندا بغية التصدي للتهديدات الناشئة المحتملة من جانب روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
ومنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، تعتبر بولندا زيادة القوات على الجانب الغربي للحلف أمراً بالغ الأهمية لضمان أمن وسط أوروبا في مواجهة نزوع روسيا المتزايد نحو الهيمنة وبسط النفوذ، وتسعى منذ فترة طويلة لاستضافة قاعدة عسكرية أميركية دائمة على أراضيها.
وقال مستشار السياسة الخارجية للرئيس البولندي جاكوب كوموتش لـ"رويترز" إنه "تتويج لمفاوضات طويلة وحثيثة حول هذا الأمر، وفي الوقت نفسه، إشارة واضحة جداً إلى أن الأميركيين يعتزمون زيادة وجودهم في بولندا وليس تقليصه".
وكتب نائب وزير الخارجية مارشين زيداتش على "تويتر": "شيء بدا مستحيلاً بالنسبة لكثيرين، أصبح حقيقة اليوم"، مضيفاً: "(أن يكون) لدينا وجود دائم للولايات المتحدة في بولندا...إنها أيضاً إشارة واضحة لموسكو".
🇵🇱🤝🇺🇸 Coś co dla wielu wydawało się niemożliwe, dziś staje się faktem. Mamy STAŁĄ obecność 🇺🇸 w Polsce. Dbamy o wspólne bezpieczeństwo. To także jasny sygnał dla Moskwy. Będziemy dalej zabiegać o wzmacnianie polskiego bezpieczeństwa.#skutecznadyplomacja#StrongerTogether https://t.co/N9KagKh87q
— Marcin Przydacz (@marcin_przydacz) June 29, 2022
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم، أن بلاده ليست "خائفة" من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تعزيز الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، على خلفية توترات شديدة مع موسكو.
وقال ريابكوف لوكالات الأنباء الروسية: "أعتقد أن أولئك الذين يتخذون مثل هذه القرارات لديهم وهم أن روسيا قد تكون خائفة"، مؤكداً أنهم "لن يتمكنوا من ذلك".
وزار بايدن بولندا في مارس/آذار، وقال أمام القوات الأميركية الموجودة هناك إنها "في خضم معركة بين الأنظمة الديمقراطية وأنظمة حكم القلة".
وقال زعيم الحزب الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي في إبريل/نيسان إن وارسو ستكون منفتحة على فكرة نشر أسلحة نووية أميركية على أراضيها، وسترحب بزيادة قدرها 50 بالمائة في عدد القوات الأميركية في أوروبا في تصريحات انتقدها الكرملين.
وقبل اندلاع التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، كان للجيش الأميركي نحو 4500 جندي في بولندا في إطار قوات حلف شمال الأطلسي أو بموجب اتفاق ثنائي بين الجانبين، ويتمركز معظمهم في غرب البلاد على أساس التناوب.
وأرسلت واشنطن منذ ذلك الحين قوات وعتادا إضافيا إلى بولندا على نحو مؤقت. وقال الحلف في يونيو/حزيران إن لديه حالياً 11600 جندي من دول أخرى في بولندا، وهو عدد يشمل قوات من دول أعضاء أخرى في الحلف مثل بريطانيا. وتقع بولندا على حدود أوكرانيا، وبالقرب من بيلاروسيا، حليفة روسيا.
(رويترز، فرانس برس)