بولسونارو يناشد أنصاره "فتح الطرق" في جميع أنحاء البرازيل

03 نوفمبر 2022
يطالب بعض أنصار بولسونارو بتدخل الجيش (الأناضول)
+ الخط -

ناشد الرئيس البرازيلي، المنتهية ولايته جايير بولسونارو، الأربعاء، المشاركين في الاحتجاجات ضد خسارته الانتخابات الرئاسية "فتح الطرق" والتظاهر في أماكن أخرى، بينما كان أنصاره يضغطون من أجل تدخل الجيش لإبقائه في السلطة.

وتوجه بولسونارو إلى المحتجين بالقول "افتحوا الطرق"، مشيرا إلى أن هذا الحصار "لا يبدو لي أنه جزء من التظاهرات المشروعة"، مضيفا: "التظاهرات الأخرى التي تجري في الساحات في جميع أنحاء البرازيل (...) جزء من اللعبة الديمقراطية ومرحب بها".

وكان أنصار الزعيم اليميني المتطرف قد واصلوا إغلاق الطرق الأربعاء في أكثر من نصف ولايات البرازيل، كما تظاهروا أمام مقر القيادة العسكرية في ساو باولو وبرازيليا وريو دي جانيرو داعين إلى تدخل الجيش.

وكان بولسونارو قد كسر صمته الذي دام يومين، قائلا إنه "سيحترم" الدستور، معطيا الضوء الأخضر لانتقال السلطة إلى خليفته اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

في ساو باولو، تظاهر الآلاف من أنصاره منتصف نهار الأربعاء أمام مقر القيادة العسكرية الجنوبية الشرقية، مطالبين بتدخل الجيش بهتافات مثل "تدخل فدرالي على الفور"، فيما هتف بعضهم "مقاومة مدنية"، حسب ما ذكره أحد مراسلي وكالة "فرانس برس".

وعند حاجز على الطريق بالقرب من بلدة ميراسول في ساو باولو، صدم سائق سيارة حشدا من المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص على الأقل، وفقا لشبكة "سي. أن. أن".

وفي ساو باولو أيضا، قام بعض أنصار بولسونارو، وهو ضابط متقاعد في الجيش، بإيماءات تحمل تهديدا للصحافيين، حيث تضخمت حشود المتظاهرين في وقت لاحق من اليوم.

وفي ولاية سانتا كاتارينا الجنوبية، تم تصوير محتجين الأربعاء وهم يؤدون التحية النازية.

ونُظمت تظاهرة أيضا أمام مقر قيادة الجيش في برازيليا جمعت آلاف المتظاهرين، كما خرجت تظاهرة في ريو دي جانيرو، حيث طالب المتظاهرون بتدخل الجيش ورددوا أمام مقر القيادة العسكرية "لولا أيها اللص مكانك في السجن"، بحسب فيديوهات نشرتها وسائل إعلام برازيلية.

وقال التاجر رودريغو دا ماتا (41 عاما)، لوكالة "فرانس برس" في ساو باولو: "نطالب (...) بتدخل الجيش حتى لا يصبح بلدنا شيوعيا". وأضاف: "لا نعترف بنتيجة الانتخابات لأننا نعلم أنها مزورة مثل كل شيء يفعله حزب العمال" الذي يتزعمه لولا دا سيلفا.

وقالت المتظاهرة أنجيلا كوزاك (70 عاما) لوكالة "فرانس برس": "لا يمكننا أن نقبل أن يحكمنا لصّ"، على حد قولها في إشارة إلى إدانة لولا دا سيلفا بالفساد التي ألغتها المحكمة العليا.

لكن عدد الطرق المقطوعة تراجع الأربعاء، فقد أعلنت شرطة الطرق السريعة الفدرالية أنها سجلت نصب نحو 150 حاجزا في الدولة الشاسعة مقابل 271 في اليوم السابق.

نصبت الحواجز في طرق بحوالي 15 ولاية في البلاد، مقارنة بجميع الولايات تقريبا الثلاثاء.

وقال جايير بولسونارو في خطابه: "الاحتجاجات السلمية تكون دائما موضع ترحيب. لكن أساليبنا يجب ألا تكون تلك التي يتبعها اليسار الذي يضر دائما بالسكان... مثل منع حرّية التنقل". وشدد على أن "التظاهرات هي ثمرة الغضب والشعور بالغبن" في الاستحقاق الرئاسي.

لكن نائبه الجنرال هاميلتون موراو قال لصحيفة "أو غلوبو" اليومية، إنه "لا فائدة من البكاء، فقد خسرنا اللعبة".

في ساو باولو، سمحت مجموعة من عشرات المتظاهرين بمرور العربات على مسار واحد فقط في كلا الاتجاهين من الطريق الرئيسي الذي يربط الولاية التي تعد الرئة الاقتصادية للبرازيل بوسط غرب البلاد.

لكن الشرطة تحاول منذ منتصف النهار إخلاء هذا المحور الاستراتيجي.

وأطلقت الشاحنات أبواقها، وعلى مسارات الطريق انتشر المتظاهرون الذين يرتدون قمصانا ملونة بالأصفر والأخضر التي تعد شعارا مفضلا لأنصار بولسونارو، ولوحوا بلافتات أمام المركبات التي تمكنت من المرور، بحسب صور التلفزيون المحلي.

وأعلنت شرطة الطرق السريعة الفدرالية أنها فرقت حوالي 563 احتجاجا منذ الإثنين. واضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع الثلاثاء لرفع الحواجز، خاصة في الجنوب.

وصور متظاهرون يؤدون تحية النازيين خلال احتجاجات في ولاية سانتا كاتارينا (جنوب) الأربعاء.

الإمدادات مهدّدة

تم تفسير خطاب بولسونارو على صفحات يمينية متطرفة في وسائل التواصل الاجتماعي على أنه يشجع استمرار الاحتجاجات.

وانتشرت رسالة على تطبيق "تليغرام" الثلاثاء، تقول إن "الحلم لا يزال قائما"، وتضيف: "انزلوا إلى الشوارع غدا" في دعوة للتظاهر خصوصا في فترة ما بعد الظهر في شارع باوليستا بوسط ساو باولو.

أدى انسداد الطرق إلى صعوبات في الإمداد في البرازيل، التي تعتمد بشكل شبه حصري على الطرق البرية لنقل البضائع والمنتجات الغذائية.

وحذّر الاتحاد الوطني للصناعات، الثلاثاء، من "مخاطر تسجيل شحّ في بعض المواد ونفاد الوقود" إذا لم يتم رفع الحواجز على وجه السرعة.

وقدر الموقع الإخباري "جي 1"، أن 70 بالمائة من المتاجر الكبرى تشهد بالفعل نقصا في الإمدادات لبعض المنتجات.

(فرانس برس)

المساهمون