أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، عن "توقف" المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل إن هناك حاجة إلى وقفةٍ في محادثات فيينا.
ولفت بوريل، في تغريدة عبر "تويتر"، إلى أنّ النص النهائي المتعلّق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية "جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة"، لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب "عوامل خارجية".
وكتب بوريل عبر حسابه: "بصفتي منسقاً، سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة، والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق".
A pause in #ViennaTalks is needed, due to external factors.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) March 11, 2022
A final text is essentially ready and on the table.
As coordinator, I will, with my team, continue to be in touch with all #JCPOA participants and the U.S. to overcome the current situation and to close the agreement.
ولم يسمِّ بوريل "العوامل الخارجية" التي أدت إلى وقفةٍ بالمفاوضات في جولتها الثامنة، لكنه على ما يبدو يشير بذلك إلى العامل الروسي، حيث باتت روسيا تطالب واشنطن بتقديمها ضمانات مكتوبة بألا تؤثر العقوبات المفروضة عليها بسبب الحرب الأوكرانية على علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع إيران. غير أن الإدارة الأميركية رفضت الطلب الروسي.
وفي هذا السياق، أكد مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي، وفق "رويترز"، أن روسيا وعدت بالرد في غضون بضعة أيام على مسألة الضمانات التي طلبتها في المحادثات النووية الإيرانية، مضيفاً أنه لا تزال هناك بعض القضايا الفنية التي تتعين تسويتها بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال المسؤول، بعد إبلاغ موسكو بأن مطالبها بالحصول على ضمانات اقتصادية لا تحظى بالقبول: "إنهم يفكرون في الرد وفي الوقت نفسه لا يمكننا تحقيق تقدم". وأضاف: "قالوا إنهم سيردون في غضون أيام. لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو".
ولفت المسؤول إلى أنه لا تزال هناك مشكلات فنية يجب على واشنطن وطهران حلها قبل الانتهاء من الاتفاق الذي يهدف إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وقال إن هذه المسائل تتعلق بكيفية رفع العقوبات وليس تحديد العقوبات التي سيتم رفعها.
طهران: أي عامل خارجي لن يؤثر على إرادتنا المشتركة للتوصل إلى اتفاق
وبعيد إعلان بوريل وقف المفاوضات، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ "أي عامل خارجي لن يؤثر على إرادتنا المشتركة للتوصل إلى اتفاق جماعي"، مضيفاً أنّ "توقف المفاوضات يمكن أن يمهّد لحل المواضيع المتبقية والعودة النهائية" إلى فيينا.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "جميع الأطراف ستركز بشكل أساسي على إنجاح مفاوضات فيينا".
Pause in #ViennaTalks could be a momentum for resolving any remaining issue and a final return.
— Saeed Khatibzadeh | سعید خطیبزاده (@SKhatibzadeh) March 11, 2022
Successful conclusion of talks will be the main focus of all.
No external factor will affect our joint will to go forward for a collective agreement. https://t.co/pAb0lzGjhd
وفيما عزا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي توقف المفاوضات إلى "عوامل خارجية"، وأشار إلى أنّ نص الاتفاق "جاهز"، اتهمته وكالة "تسنيم" الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني بإثارة "عملية نفسية"، وقالت نقلاً عن مصادر "مطلعة" إنه "لا يوجد أي نص جاهز. وهناك قضيتان أو ثلاث قضايا أساسية وفرعية عالقة على طاولة التفاوض".
أوليانوف: اختتام المفاوضات لا يتوقف على موسكو فقط
إلى ذلك، أكد المبعوث الروسي ميخائيل أوليانوف إلى المحادثات النووية الإيرانية، الجمعة، أن اختتام المفاوضات لا يعتمد فقط على موسكو، وأن الأطراف الأخرى لديها مخاوف إضافية.
وقال أوليانوف للصحافيين، عقب اجتماعه مع منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، إنّ "إبرام الاتفاق لا يتوقف على روسيا وحدها... هناك أطراف أخرى تحتاج إلى وقت إضافي، ولديها مخاوف أخرى تتم مناقشتها".
من ناحيته، قال مورا، وفق "رويترز"، إنه يأمل أن تتمكن أطراف التفاوض لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 من استئناف المفاوضات "قريباً جداً"، مشيراً إلى أنّ "جميع الأطراف لا تزال تعمل بمرونة"، وأنها على وشك التوصل إلى اتفاق.
وأفادت وكالة "رويترز" كذلك بأن مندوب الصين أبدى أسفه لتعليق المفاوضات.
تحذير بريطاني فرنسي من انهيار المحادثات
من جهتهما، قال رئيسا الوفدين البريطاني والفرنسي في المحادثات النووية الإيرانية إنه لا بد من حل العوامل الخارجية التي أعاقت المحادثات خلال الأيام القليلة المقبلة وحذرا من أنه بغير ذلك قد تنهار المحادثات.
وقالت ستيفاني القاق على تويتر إن "اتفاقا عادلا وشاملا جاهز للتوقيع. لا بد من حل العوامل الخارجية في الأيام القليلة المقبلة وإلا فإن الاتفاق المحتمل سينهار".
Deeply disappointed #ViennaTalks have paused. Fair and comprehensive deal on table - ready for conclusion. Iran + US have worked hard to resolve final issues. E3 ready to conclude this deal now. External factors must be resolved in next few days or agreement likely to unravel.
— Stephanie Al-Qaq (@salqaq) March 11, 2022
وكرر نظيرها الفرنسي فيليب إيريرا تصريحاتها في تغريدة منفصلة.
Les E3 sont très déçus que @enriquemora_ ait dû interrompre les discussions sur le retour au #JCPOA à cause de facteurs externes à la négociation. Un bon accord est sur la table. Il y a urgence critique à conclure et risque réel que, à défaut, l’accord ne se délite. https://t.co/UBB65Q0d3H
— Philippe Errera (@PhilippeErrera) March 11, 2022
من جهته، قال مستشار الوفد الإيراني في مفاوضات فيينا محمد مرندي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "القرصنة البحرية الأميركية ومصادرة سفينتين تحملان شحنة نفط إيرانية، والإبقاء على أسماء على قائمة الإرهاب، ومطالب أميركية جديدة، وكذلك عدم خروج المزيد من الشركات والأشخاص من نظام العقوبات وفق الضغط الأقصى، مشاكل أساسية يجب حلها".
US piracy and the confiscation of 2 ships with Iranian oil cargo, remaining "terrorist" designations, new US demands as well as the US failure to remove more companies, businesses and individuals from the "maximum pressure" sanctions regime are key problems that must be resolved. https://t.co/oL6ODffuw4
— Seyed Mohammad Marandi (@s_m_marandi) March 11, 2022
يشار إلى أن وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية أفادت، الجمعة، بأنّ الولايات المتحدة الأميركية احتجزت ناقلتين خلال خريف عام 2020، تحملان نفطاً إيرانيّاً عن طريق تزوير وثائق السفن.
وكانت مصادر مطلعة مقرّبة من المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني في فيينا قد كشفت، الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ المفاوضات "تمرّ بأخطر منعطف، وما يمكن أن نسميه حالة انسداد إلى حدّ ما".
وأضافت المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، أنّ القضايا العالقة في المفاوضات ثلاث:
- الأولى مطالب إيرانية بشأن رفع "الحرس الثوري" الإيراني عن قائمة الإرهاب.
- الثانية مطالبة إيران واشنطن بتقديم "ضمانات اقتصادية مؤثرة" بعدما حُلَّت مسألة الضمانات قبل نحو أسبوعين، إثر موافقة أميركية على احتفاظ إيران بأجهزة الطرد المركزي المتطورة في الداخل، بعدما كانت واشنطن تطالب بتدميرها.
- أما القضية الخلافية الثالثة، بحسب المصادر، فهي "ترتيبات رفع بعض العقوبات".
وأمس الخميس، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في تغريدة عبر "تويتر": "تسعى الحكومة بقوة لرفع العقوبات في محادثات فيينا"، مؤكداً أن حكومته "لم ولن تتنازل عن خطوط إيران الحمراء".
من جهته، اتهم أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، في تغريدة، الإدارة الأميركية بأنها "لا تمتلك إرادة لإبرام اتفاق قوي". وأضاف أن محادثات فيينا "تزداد تعقيداً كل ساعة من دون اتخاذ الولايات المتحدة قراراً سياسياً".