بوريطة بعد لقاء بلينكن: واثقون من تنفيذ الاعتراف الأميركي حيال الصحراء

29 مارس 2022
بوريطة وبلينكن في مؤتمرهما الصحافي اليوم (Getty)
+ الخط -

أبدى وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، ثقة بلاده بتنفيذ إدارة جو بايدن مقتضيات اتفاق التطبيع الثلاثي بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، خاصة ما يتعلق بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

وقال بوريطة، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، بمقر وزارة الخارجية المغربية، إن "المغرب له ثقة كبيرة بأن العلاقات مع واشنطن علاقة متواترة تسير في الاتجاه الصحيح، ولنا ثقة بأن كل الجوانب المرتبطة بالاتفاق الثلاثي قابلة للتطبيق في إطار تفاهمات وفي إطار الوقت الذي تراه الأطراف مناسباً".

وتابع، خلال رده على سؤال عما إذا كانت الرباط  تعتبر أن واشنطن ما زالت تلتزم قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد الاعتراف بمغربية الصحراء، قائلاً: "الحكم الذاتي ثابت منذ الإدارات السابقة، كذلك فإن المواقف متواصلة، وتنفيذها وتنزيلها على أرض الواقع يخضع لاعتبارات يمكن أن تكون محط نقاش بين الأطراف"، مشيراً إلى أن الاتفاق الثلاثي بين إسرائيل والمغرب والولايات المتحدة يجب أن يتحول إلى مشاريع ملموسة، في شتى المجالات.

وتوجهت الأنظار إلى الزيارة الاولى لرئيس الدبلوماسية الأميركية للرباط، لمعرفة موقف إدارة جو بايدن من اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020 بمغربية الصحراء، وهو الموقف الذي وإن كانت الإدارة الجديدة تؤكد أنه لم يتغير، إلا أنه يبقى مبهماً.

وعلى امتداد الأشهر الماضية، كان لافتاً تشديد واشنطن في أكثر من مناسبة على "مواصلة دعمها" لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، معتبرة خطة الرباط بأنها "جادّة وجديرة بالثقة وواقعية"، ومؤكدة، في الوقت ذاته، "دعمها الثابت" للمبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا.

وبالتوازي مع إشادة بوريطة بالموقف الإسباني الداعم للحكم الذاتي كحل "واقعي وجاد" لحل نزاع الصحراء، كان لافتاً مطالبة رئيس الديبلوماسية المغربية الدول الأوروبية بدعم المقترح المغربي، مؤكداً أن الوقت قد حان لأن تخرج "من موقع الجمود الداعم للمسلسل الأممي دون الكشف عن مواقفها من الحل المغربي الجاد والمعقول"، ومن "منطقة الراحة"، وتصبح "فعالة".

وأضاف: "الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، إسبانيا وألمانيا، الدول العربية والدول الأفريقية وغيرها تدعم الحكم الذاتي، ونحن ننتظر من بقية الدول دعم هذا المقترح العملي والجاد، تحت السيادة المغربية".

إلى ذلك، خلا تدخل وزير الخارجية الأميركي من أية إشارة إلى الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، الذي كان قد اتخذه الرئيس الأميركي السابق ترامب، مكتفياً بإعلان دعمه لعمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة دي ميستورا وللعملية السياسة في الصحراء وتقديره لدعم المغرب للمبعوث الأممي.

واستبق بلينكن لقاءه ببوريطة بإصدار بيان أكد فيه أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعد "جادة وذات مصداقية وواقعية"، باعتبارها مقاربة تروم الاستجابة لتطلعات سكان المنطقة.

إلى ذلك، اعتبر الوزير الأميركي أن المغرب شريك لبلاده منذ عقود، وأنها تقوم بما وسعها لتعميق الشراكة والتعاون مع الرباط، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية واعية بالدور الذي يقوم به المغرب في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.

وأوضح، خلال المؤتمر الصحافي، أن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع المغرب لمعالجة بعض المشاكل مثل مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن المغرب يلعب دوراً كبيراً في هذا الشأن، ولا سيما في ما يتعلق بدحر "داعش".

وفي تعليقه على الأزمة الأوكرانية ومسار المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي، قال بلينكن إنه لحد الساعة لا توجد أي نتائج إيجابية، لافتاً إلى أن "روسيا تقول غير ما تفعل، وما يهمنا هو الأفعال".

وقال الوزير الأميركي إنه "يجب على روسيا وقف إطلاق النار في أوكرانيا وسحب قواتها"، لافتاً إلى أن الحرب الروسية عطلت من تدفق القمح، وهو ما سيؤثر بالأمن الغذائي لعدد من الدول ومن ضمنها المغرب "لذلك نطالب بصوت واحد أن تتوقف روسيا على حربها ضد أوكرانيا".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، قد وصل إلى المغرب مساء أمس الاثنين، في أول رحلة له للمملكة منذ توليه منصبه، وكانت آخر مرة قد زار فيها المغرب سنة 2016، حينما كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية.

وينتظر أن يلتقي الوزير بلينكن، مساء اليوم، رئيس الحكومة المغربي، عزيز أخنوش، ومسؤولين حكوميين كباراً آخرين لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والتعاون الثنائي، وكذلك تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية. كذلك سيجتمع الوزير الأميركي بخريجين مغاربة استثنائيين من برامج التبادل التي ترعاها الولايات المتحدة، وفق الخارجية الأميركية.

ويرتقب أن يجتمع بلينكن كذلك، مساء اليوم، بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يوجد في إجازة خاصة بالمغرب، لبحث مسألة الأمن الإقليمي والتطورات الدولية.

المساهمون