- القائد الأوكراني سيرسكي ينفي اختراق دفاعاتهم متوقعًا معارك شرسة، بينما يحمل زيلينسكي العالم مسؤولية التقدم الروسي في خاركيف.
- شركة ماكسار الأميركية تكشف عن تدمير طائرات روسية في القرم بضربة أوكرانية، وروسيا تعلن اعتراض صواريخ استهدفت القرم، مع زيادة استخدام أوكرانيا للطائرات المسيرة والصواريخ لضرب أهداف استراتيجية.
ربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، تقدم القوات الروسية في مقاطعة خاركيف الأوكرانية بدوافع إقامة منطقة عازلة ردا على قصف الأقاليم الحدودية الروسية، نافيا التخطيط لإحكام السيطرة على ثاني أكبر مدينة أوكرانية.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى الصين التي استمرت يومين: "في ما يتعلق بخاركوف (التسمية الروسية لمقاطعة خاركيف)، فليست هناك أي خطط حتى اليوم". وأرجع التقدم في المقاطعة إلى إقامة منطقة عازلة ردا على قصف المناطق الحدودية الروسية، بما فيها مقاطعة بيلغورود، مضيفا: "قلت بشكل علني إنه في حالة استمر ذلك، فسنضطر لإقامة منطقة أمان عازلة، وهذا ما نقوم به". وحمّل كييف المسؤولية عن الوضع في مقاطعة خاركيف، مؤكدا أن القوات الروسية تحقق نتائج على هذا المحور يوما بعد يوم "وفق الخطة".
من جهته، أكد القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أنه لم يُخترق خط الدفاع بعد، متوقعا حدوث "معارك طاحنة". وأوضح سيرسكي عبر قناته على "تليغرام" أن منطقة أعمال القتال النشطة على محور خاركيف ازدادت بنحو 70 كيلومترا، مشيرا إلى أن روسيا بدأت التقدم بعد رصدها إعادة لتموضع القوات الأوكرانية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد كشف، في 10 مايو/أيار الجاري، عن بدء الهجوم الروسي في مقاطعة خاركيف، محملا العالم مسؤولية السماح لبوتين بالتقدم. وسبق لوزارة الدفاع الروسية أن أعلنت تحسن مواقعها التكتيكية في مقاطعة خاركيف وبسط السيطرة على عدد من البلدات السكنية، إذ أشاد أمين مجلس الأمن وزير الدفاع السابق سيرغي شويغو بتقدم "لا بأس به" على كافة المحاور، مؤكدا تشكيل احتياطيات لهذا الهدف "أفرادا وعتادا وذخيرة".
وتعد خاركيف الواقعة بالقرب من الحدود مع روسيا، والبالغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليون نسمة أغلبهم من الناطقين بالروسية، واحدة من أكبر مدن أوكرانيا وقلعتها الصناعية، واحتضنت عاصمة جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفييتية من عام 1919 إلى عام 1934. وفي بداية الحرب المفتوحة التي تقودها روسيا في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط 2022، شنت القوات الروسية قصفا صاروخيا وجويا مكثفا على خاركيف من دون أن تتمكن من السيطرة على المدينة في نهاية الأمر.
إلى ذلك، قالت شركة ماكسار الأميركية للأقمار الاصطناعية التجارية إن ضربة أوكرانية بعيدة المدى على قاعدة بيلبك الجوية التي تسيطر عليها روسيا في شبه جزيرة القرم دمرت ثلاث طائرات حربية روسية ومنشأة للوقود قرب مدرجها الرئيسي، وفقا لما نقلته "رويترز".
واستندت الشركة إلى صور أقمار صناعية التقطت أمس الخميس وأظهرت تدمير طائرتين مقاتلتين من طراز ميج-31 ومقاتلة من طراز سو-27. وأضافت أن الهجوم أسفر أيضا فيما يبدو عن إلحاق أضرار بمقاتلة من طراز ميج-29. ولم تعلن أوكرانيا صراحة مسؤوليتها عن ضرب القاعدة الجوية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، إن أوكرانيا شنت هجوما خلال الليل على القرم، وإن دفاعاتها الجوية اعترضت خمسة صواريخ طويلة المدى تعرف باسم أتاكمز. كذلك، قالت الوزارة، أول من أمس الأربعاء، إن روسيا اعترضت 10 صواريخ أتاكمز بعيدة المدى أُطلقت أيضا على القرم. ولم تفصح الوزارة عما إذا لحقت أضرار بالمنشآت العسكرية في أي من الهجومين.
وزاد اعتماد أوكرانيا على الطائرات المسيّرة طويلة المدى والصواريخ لضرب أهداف استراتيجية بعيدا عن جبهة القتال، بما في ذلك في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي استولت عليها القوات الروسية وضمتها في 2014.