قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إنه لا داعي لشنّ هجمات ضخمة جديدة على أوكرانيا، وإن روسيا لا تتطلع إلى تدمير جارتها، كما شدد على أنه "ليس نادما" لدى سؤاله عن سير العملية العسكرية الروسية.
وأكد بوتين، في مؤتمر صحافي بعد قمة إقليمية في أستانا في كازاخستان: "لا نضع نصب أعيننا تدمير أوكرانيا". وأضاف أنه "لا داعي لشن هجمات ضخمة" الآن لأن أغلب المواقع المستهدفة قصفت بالفعل.
وكان بوتين يتحدث بعد أسبوع من شن روسيا أعنف هجماتها الصاروخية على كييف وغيرها من المدن الأوكرانية منذ بداية غزوها يوم 24 فبراير/ شباط، وهي هجمات قال عنها بوتين إنها تأتي انتقاما من هجوم دمر أحد الجسور الروسية المؤدية إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الطرف.
وعند سؤاله إن كان يشعر بأي ندم إزاء سير العملية، قال بوتين "لا"، مشيرا إلى أن التقاعس عن شن عملية أوكرانيا كان ليكون "تصرفا أسوأ". ومضى قائلا: "أريد إيضاح أمر ما، ما يحدث اليوم أمر بغيض، وذلك تلطيف للحقيقة، ولكننا كنا لنواجه الشيء نفسه في وقت لاحق قليلا، ولكن في ظروف أسوأ... لذا نحن نتصرف بشكل صحيح وفي الوقت المناسب".
التعبئة الجزئية
وتعليقًا على التعبئة الجزئية التي أعلنّاها الشهر الماضي لتعزيز قوات بلاده في أوكرانيا، قال بوتين إنه يعتقد أنها ستنتهي في غضون أسبوعين.
وأضاف أن "222 ألفا من أصل 300 ألف من جنود الاحتياط الذين قالت وزارة الدفاع الروسية إنهم سيتم استدعاؤهم قد تم حشدهم. وما مجموعه 33000 منهم موجودون بالفعل في الوحدات العسكرية، و16000 يشاركون في العملية العسكرية بأوكرانيا".
وبحسب بوتين، فإنه لا يخطّط لتوسيع التعبئة "الجزئية"، وقال: "لم يتمّ التخطيط لأي شيء آخر. لم يتم تلقّي أي مقترحات من وزارة الدفاع، ولا أرى ضرورة لها في المستقبل المنظور".
بوتين "لا يرى حاجة" لإجراء محادثات مع بايدن
أعلن الرئيس الروسي، في المؤتمر الصحافي ذاته، أنه لا يرى جدوى من إجراء محادثات مع نظيره الأميركي جو بايدن، في إطار قمة مجموعة العشرين المقرّر عقدها في إندونيسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال بوتين: "لا أرى حاجة لذلك، لا توجد حالياً منصّة تفاوض". وأضاف: "يجب أن نسأله عمّا إذا كان مستعدّاً لإجراء مثل هذه المحادثات معي أم لا".
كما كرر موقف الكرملين من أن روسيا مستعدة لعقد محادثات، على الرغم من أنه قال إنها ستتطلب وساطة دولية إذا كانت أوكرانيا عازمة على المشاركة.
وكان جو بايدن أكد في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عدم استبعاده إجراء لقاء محتمل مع فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين في بالي. كذلك، أعلن البيت الأبيض في وقت سابق أن مثل هذا الاجتماع ليس مستحيلاً.
ولدى سؤاله الجمعة عمّا إذا كان قد قرّر الذهاب إلى قمة مجموعة العشرين أم لا، قال فلاديمير بوتين إنه لم يتخذ قراره بعد، وذلك في الوقت الذي تجد فيه روسيا نفسها "معزولة" نسبيا منذ بدء هجومها في أوكرانيا في نهاية فبراير/ شباط.
وقال: "مسألة رحلتي إلى هناك لم يتم البتّ فيها بشكل نهائي. لكن روسيا ستشارك بالتأكيد في هذا العمل. وفق أي صيغة، سنفكّر بالأمر".
(العربي الجديد، وكالات)