بوتين: قرارات القادة السوفييت أثرت سلباً على الوضع في أوكرانيا

02 سبتمبر 2024
بوتين خلال ترؤسه اجتماعاً في مقر إقامته بنوفو أوغاريوفو، 26 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

حمّل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادة الاتحاد السوفييتي السابق المسؤولية عن الدور السلبي في تطور الوضع في أوكرانيا، مرجعاً في الوقت نفسه السبب الأهم لما يجري حالياً إلى ما قال إنه سياسات غربية معادية لروسيا. وقال بوتين في حوار مع صحيفة أونودور المنغولية عشية توجهه إلى منغوليا: "أثر طيف من العوامل الخارجية والداخلية على الوضع الراهن في أوكرانيا تأثيراً كبيراً. أدت تداعيات قرارات القادة السوفييت بقضايا القوميات والأرض دوراً سلبياً أيضاً".

واعتبر بوتين في الحوار الذي نشر نصه على الموقع الرسمي للكرملين اليوم الاثنين، أنه كان يتم رسم الحدود بين جمهوريات الاتحاد السوفييتي بشكل عشوائي إلى حد كبير انطلاقا من "الضرورة البروليتارية"، لتصبح منطقة دونباس ذات الأغلبية الناطقة بالروسية جزءا من أوكرانيا. وذكر بأن الزعيم السوفييتي الراحل، جوزيف ستالين، ضم إلى جمهورية أوكرانيا بعض الأراضي التابعة سابقا لبولندا ورومانيا والمجر، بينما "أهدى" خليفته، نيكيتا خروتشوف، شبه جزيرة القرم لأوكرانيا في عام 1954، مشيرا إلى أن قادة الاتحاد السوفييتي اتخذوا مثل هذه القرارات دون الافتراض أن وجود الاتحاد السوفييتي قد ينتهي يوما.

إلا أن السبب الرئيسي لما يجري في أوكرانيا اليوم هو "السياسات المعادية لروسيا من قبل الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة"، وفق بوتين الذي حمّل واشنطن وحلفاءها المسؤولية عن تدبير "الانقلاب" على الرئيس الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، في أوكرانيا عام 2014، وتلته "الإبادة الجماعية والقصف والحصار" بحق السكان المدنيين في دونباس.

وكان بوتين قد وصف أوكرانيا في حوار مع الإعلامي الأميركي المحافظ، تاكر كارلسون، في فبراير/شباط الماضي بأنها "دولة اصطناعية أنشئت بإرادة ستالين"، لافتا إلى أن هذه الدولة لم يكن لها "أي وجود على الإطلاق"، بينما انتهج البلاشفة سياسات "التجذير" باعتماد اللغات والثقافات القومية. ومنذ بدء الحرب الروسية المفتوحة في أوكرانيا، لم يكف الكرملين عن الترويج لصورة مفادها أن أوكرانيا دولة "اصطناعية" نشأت على أطلال الإمبراطوريات، إذ استعرض بوتين في خطابه المؤرخ بـ21 فبراير/ شبا 2022، بشكل مفصل على تاريخ إقامة الاتحاد السوفييتي، معلنا في نهايته الاعتراف بـ"جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين"، مما شكل تمهيدا لبدء تدخل عسكري متكامل الأركان في أوكرانيا بعد أيام عدة.

المساهمون