- بوتين يحذر من تدخل الغرب في الصراع مع أوكرانيا، مشيرًا إلى خطر حرب عالمية ثالثة، ويؤكد على استعداد روسيا للمفاوضات بشرط عدم إعادة تسليح أوكرانيا.
- الكرملين يوضح أن إنشاء المنطقة العازلة يهدف لمنع الهجمات على الأراضي الروسية، في ظل استمرار التوتر والتحديات الأمنية على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد، إن بلاده لن تتراجع عن غزوها لأوكرانيا، حيث سيكون أحد أهدافها المقبلة هو إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود للمساعدة في الحماية من الضربات الأوكرانية بعيدة المدى والغارات عبر الحدود، في تصريح استدعى توضيحاً من الكرملين.
وأحرزت قوات الكرملين أخيراً تقدماً في ساحة القتال، في وقت تعاني القوات الأوكرانية من نقص حاد في القذائف المدفعية والوحدات المنهكة على خط الجبهة بعد أكثر من عامين من الحرب.
ويمتد خط الجبهة لأكثر من ألف كيلومتر من شرقي وجنوبي أوكرانيا.
لكن عملية التقدم بطيئة ومكلفة، في وقت صعّدت أوكرانيا استخدامها لقوتها النارية بعيدة المدى لضرب مصافي النفط والمستودعات في عمق روسيا.
كما نفذت جماعات تزعم أنها من المعارضة الروسية وتتخذ من أوكرانيا مقراً لها عمليات توغل عبر الحدود.
وقال بوتين، في وقت متأخر من أمس الأحد: "في ضوء الأحداث المأساوية الحالية، سنضطر في مرحلة ما، عندما نرى ذلك ضرورياً، إلى إنشاء منطقة عازلة على الأراضي الخاضعة لسيطرة (الحكومة الأوكرانية)".
تحدث بوتين خلال مؤتمر صحافي في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات التي أظهرت فوزه بولاية خامسة من 6 سنوات بأغلبية ساحقة في انتخابات خلت من أي معارضة حقيقية، عقب حملته الأمنية الشرسة على المعارضة.
جاء الإعلان عشية الذكرى السنوية العاشرة لاستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية، التي مهدت الطريق أمام موسكو لغزو جارتها في عام 2022.
كان بوتين غامضاً بشأن أهدافه في أوكرانيا، منذ تعثر الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
لكنه قال إن أحد أهداف روسيا حالياً هو "إنشاء منطقة آمنة سيكون من الصعب اختراقها باستخدام الأصول الهجومية أجنبية الصنع التي بحوزة العدو".
كما حذر بوتين مجدداً الغرب من نشر قوات في أوكرانيا، وقال إن الصراع المحتمل بين روسيا والناتو سيضع العالم على "بعد خطوة" من حرب عالمية ثالثة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال أخيراً إنه لا ينبغي استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، رغم أنه قال إن الوضع الحالي لا يتطلب ذلك.
وفي تعليقه على احتمالات إجراء محادثات سلام مع كييف، أكد بوتين مجدداً أن روسيا تظل منفتحة على المفاوضات، لكنها لن تقبل بهدنة تسمح لأوكرانيا بإعادة تسليحها.
توضيح من الكرملين لتصريح بوتين
واليوم الاثنين، أوضح الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن بوتين كان يقصد عند حديثه عن إقامة منطقة عازلة في أوكرانيا، اتخاذ إجراءات من شأنها منع تعرض الأراضي الروسية، والمباني الاجتماعية والسكنية، للهجمات.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "لا يمكن تأمينها إلا بواسطة إقامة نوع من الممر والمنطقة العازلة حتى تصبح أي وسائل قد يستخدمها العدو لشن ضربات موجودة خارج منطقة يمكن الوصول منها".
وسبق لبوتين أن تحدث في يونيو/حزيران الماضي، عن ضرورة نظر روسيا في إقامة منطقة عازلة في أوكرانيا في حال استمر قصف الأراضي الروسية. وحينها، أوضح بيسكوف أنه في حال إنشاء مثل هذه المنطقة في أوكرانيا، سيتم إبعاد البنية التحتية للقوات المسلحة الأوكرانية إلى مسافة آمنة بالنسبة إلى روسيا.
وفي الشهر ذاته، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الرئيس السابق، دميتري ميدفيديف، أن خط المنطقة العازلة منزوعة السلاح يجب أن يمر عبر حدود لفيف الواقعة غربي أوكرانيا، بسبب قرارات الغرب تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى.
ومنذ عام 2022، تتعرض المناطق الحدودية الروسية، بما فيها مقاطعات بيلغورود وكورسك وبريانسك، لهجمات منتظمة بمسيّرات أوكرانية وعمليات قصف تشنها القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى محاولات عناصر أوكرانية اختراق الحدود الروسية.
ولم تتوقف هذه الهجمات حتى في أيام التصويت في الانتخابات الرئاسية في أيام 15 - 17 مارس/ آذار الحالي.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)