بن غفير يعلن نيته إقامة كنيس في المسجد الأقصى

26 اغسطس 2024
بن غفير يقتحم المسجد الأقصى، 18 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في حديث لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، إنه يريد إقامة كنيس في المسجد الأقصى، مضيفاً أن "السياسة (الحالية) تسمح بالصلاة في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)"، وأن هناك "قانوناً يساوي بين اليهود والمسلمين" بهذا الخصوص، فيما سارع ديوان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى إصدار توضيح بأنه "لا يوجد تغيير في الوضع القائم" في الحرم القدسي.

وأثارت تصريحات بن غفير عاصفة من ردود الفعل في الحلبة السياسية الإسرائيلية، خاصة في صفوف من يرون أنه يسعى لإشعال الوضع، أو من أولئك الذين يستندون إلى عقيدة دينية ترى أن الوقت لم يحن لذلك، ومنهم من طالب نتنياهو بوضع حد لتصرفاته.

وجاءت أقوال بن غفير في اللقاء مع الإذاعة على خلفية قيام مجموعة مستوطنين، أمس الأحد، بتوثيق أنفسهم يؤدون طقوساً توراتية في المسجد الأقصى، حتى تلك التي يفترض أن تكون ممنوعة، مثل الانبطاح على الأرض في إطار ما يُسمى السجود الملحمي، فيما يقف بجانبهم عناصر من الشرطة يتحدّثون ولا يفعلون شيئاً لمنعهم من ذلك، رغم مخالفتهم القوانين التي يفترض أن تسري في المسجد.   

ويأتي ذلك بعد نحو أسبوعين من إثارة بن غفير زوبعة كبيرة إثر اقتحامه المسجد الأقصى خلال ما يُسمى صوم "التاسع من آب"، وفق التقويم العبري.

انتقاد بن غفير

وحذّر وزير الداخلية موشيه أربيل من تصريحات بن غفير بقوله: "إن كلماته غير المسؤولة تضع على المحك تحالفات إسرائيل الاستراتيجية مع دول إسلامية تشكّل تحالفاً ضد محور الشر الإيراني.. افتقاره إلى الحكمة قد يؤدي لسفك الدماء"، وطالب أربيل نتنياهو بوضع حد لتصرفاته. ونقلت وسائل إعلام عبرية، منها موقع واينت، عن مقربين من بن غفير وصفهم الوزير أربيل بأنه "متملق يساري (رغم أنه من حزب شاس الحريدي المتديّن).. لا يكل (من التملق)، لليسار، وللعرب، وللجهاز القضائي. وفي حالة جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، (يتملق) لحماس والأوقاف. اتهاماته المستمرة لليهود تخلق خطرا أمنيا. اختار ناخبو شاس اليمين وحصلوا على موشيه ميرتس (اسم حزب يساري) أربيل".

وقال وزير التربية والتعليم يوآف كيش إن "أي تغيير في الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، خاصة في زمن الحرب، يجب أن يتم بمهنية في المجلس الوزاري (الكابينت) مع دراسة كل المعاني والعواقب... أقوال غير مسؤولة من قبل الوزير بن غفير في وسائل الإعلام في هذه القضية، غير ضرورية، وشعبوية وغبية".

وهاجمت أوساط أخرى حتى من المعارضة تصريحات بن غفير. ولفت الموقع العبري إلى أنه منذ "التاسع من آب" (أغسطس) يبدو أن هناك تغييراً في تحركات الشرطة بشأن صلاة المستوطنين في المسجد الأقصى، إذ جرى في حالات مختلفة توثيق عشرات اليهود يمارسون طقوساً ممنوعة في المكان، دون أن تفعل الشرطة شيئاً، بخلاف ما كان في الماضي. ويمكن أن تشير هذه الظاهرة إلى سياسة جديدة يتم تنفيذها، أو تجاهل للإجراءات المتفق عليها.

كما ذكر الموقع أن "غضّ الشرطة النظر عما يحدث يتم بشكل رئيسي في الجزء الشرقي من الحرم القدسي. وربما يرى الضباط الجانب الشرقي كمنطقة احتمالات اشتعال الأوضاع فيه أقل، لأنه أبعد ويمر به عدد أقل من الزوار العرب يومياً. ونشطاء جبل الهيكل، من جانبهم، يشيرون أيضاً إلى سبب شرعي، وهو أنه من الطبيعي أكثر الصلاة في الجانب الشرقي، إذ يوجد إجماع أكبر على أنه موقع جبل الهيكل الأصلي والمقدس"، وفق مزاعمه.

وسجّل "التاسع من آب" في العام الحالي رقماً قياسياً في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وفق المعطيات الإسرائيلية، التي أشارت إلى مشاركة 2633 مستوطناً فيها خلال فترة الصوم.  

المساهمون