نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، عن مصادر، تأكيدها أن إسرائيل تقف وراء اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال ماضية في التخطيط لتنفيذ سلسلة اغتيالات لقادة الحركة خلال سنوات عدة مقبلة، من خلال عملية "نيلي"، في وقت يشكك فيه محللون في جدوى هذه الاستراتيجية الإسرائيلية.
وقالت الشبكة، يوم السبت، إن إسرائيل لم تعلن رسمياً مسؤوليتها عن اغتيال العاروري، لكن العملية قد تكون خطوة أولى في حملة اغتيالات للرد على هجوم "حماس"، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين إسرائيليين أن أجهزة الاستخبارات شكّلت مهمة مشتركة تحت اسم "نيلي" لملاحقة قادة حماس وكوادرها في بلدان عدة.
واستشهد العاروري، الثلاثاء الماضي، مع 6 من عناصر الحركة، بينهم قائدان في كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس.
القناة 14 العبرية وضعت، السبت، ما قالت إنه "قائمة من كبار شخصيات حماس الذين ينتظرون دورهم"، عقب اغتيال العاروري، في غارة جوية نُسبت إلى إسرائيل وفقاً لتقارير أجنبية. ورأت في اغتيال هؤلاء "خطوة تقلب الموازين، من شأنها أن تدفع إلى نهاية الحرب في قطاع غزة"، بحسب تعبيرها.
وجاءت القائمة على النحو الآتي:
يحيى السنوار
قالت القناة إن يحيى السنوار (61 عاماً) من سكان خان يونس، وهو زعيم "حماس" في غزة منذ عام 2017. أطلق سراحه في صفقة شاليط رغم أربعة أحكام بالسجن مدى الحياة. وأضافت أنه خضع لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في رأسه.
أسس السنوار، بحسب القناة، كتائب "مجد" التابعة لـ"حماس"، وقتل بمفرده ما لا يقلّ عن 12 إسرائيلياً، وأشارت إلى أنه مدرج على "قائمة الإرهاب" الأميركية، ويعتقد أنه خطط وقاد هجوم 7 أكتوبر.
وتابعت أن السنوار بحسب ما يقول معارفه "مهووس بإسرائيل"، ونقلت عن مسؤول مصري لم تسمّه قوله للإسرائيليين: "القضاء عليه (السنوار) سيمهد الطريق لإنهاء الحرب".
محمد السنوار
أما محمد السنوار (48 عاماً)، فتقول القناة إنه أحد العقول المدبرة الرئيسية لهجوم 7 أكتوبر، بصفته عضواً في المجلس العسكري لـ"حماس"، واعتُقل سابقاً من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهرب من سجن فلسطيني في عام 2000.
كذلك نسبت إليه المسؤولية عن بناء النفق العملاق الذي اكتُشِف أخيراً في غزة، مشيرة إلى نجاته من 6 محاولات اغتيال، وزعمت أنه يختبئ الآن في أنفاق خان يونس، إلى جانب شقيقه يحيى، والعديد من كبار أعضاء المنظمة في "معركة من أجل البقاء"، بحسب تعبيرها.
محمد ضيف
وقالت القناة إن محمد ضيف (61 عاماً) هو رئيس الجناح العسكري لحركة حماس، وهو أيضاً من خان يونس، واسمه الحقيقي "محمد المصري"، ولقب بـ"ضيف" لأنه كان يظهر تحت هوية مستعارة عندما شكل خلايا "حماس".
وأضافت أن ضيف أعلى سلطة في الجناح العسكري، والشخص الذي أعطى الإذن بالهجوم يوم 7 أكتوبر. ونجا من 7 محاولات اغتيال، وتبدو صحته جيدة (بخلاف ما كان يعتقد)، كما بدا من خلال صور نشرت أخيراً.
وتقول القناة إن ضيف شخصية سرية ينقل رسائله إلى إسرائيل عبر "أبو عبيدة"، المتحدث باسم الجناح العسكري.
مروان عيسى
تبين القناة أن مروان عيسى (58 عاماً) أو "الكوماندوز"، كما يسميه أصدقاؤه، من سكان البريج، وهو الرجل الثاني في التسلسل الهرمي، نائباً لقائد الجناح العسكري محمد ضيف، وخلف أحمد الجعبري بعد اغتياله.
وقالت القناة إن عيسى شارك في سلسلة من الاجتماعات السرية في مصر لإطلاق سراح أسرى حماس، ولعب دوراً رئيسياً في صفقة شاليط، واختار أسرى حماس المفرج عنهم بناءً على الفائدة التي سيحققونها لحماس في المستقبل.
ورأت القناة في عيسى، الذي أصيب في تفجير في عام 2004، واحداً من كبار الشخصيات السرية و"الماكرة" في "حماس".
زاهر جبارين
وذهبت القناة إلى أن زاهر جبارين (55 عاماً) كان نائب العاروري، ويتولى حالياً ملف الأسرى، وهو من سكان الضفة الغربية، وكان له الفضل في تجنيد المهندس يحيى عياش، وهو الآن في لبنان، والمسؤول عن "الإمبراطورية الاقتصادية التي بنتها حماس في جميع أنحاء العالم العربي والخليج"، بحسب زعمها.
وبحسب القناة، يشغل جبارين منصباً رفيعاً، وهو بمثابة مدير مالي للحركة، وقالت إنه جمع تمويلاً لهجوم 7 أكتوبر.
إسماعيل هنية
أما رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية (60 عاماً)، فتقول القناة إنه من مواليد مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، أحد أفقر مخيمات غزة، مع ذلك تزعم القناة أن عائلته تمتلك "عشرات العقارات في جميع أنحاء القطاع". أصبح المساعد الشخصي للشيخ ياسين. وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قبل أن يقيله الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأشارت القناة إلى أن هنية بدأ حياته المهنية في المجالس الطلابية لحركة حماس، وفي عام 1992 رُحّل إلى لبنان، وخضع للمراقبة، وأن زياراته تكررت منذ ذلك الحين لإيران، وخلال سفره أيضاً بين تركيا وقطر.
ويذكر أنه قبل استشهاد العاروري، أعلن رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار، أوامر بملاحقة قادة "حماس" في الداخل والخارج، و"القضاء عليهم"، حتى لو استغرق الأمر سنوات. وردّت "حماس" في حينه بالقول إن مثل هذه التهديدات تعكس "المأزق السياسي والميداني الذي يعيشه الاحتلال، وتمثل انتهاكاً لسيادة الدول الشقيقة"، مؤكدة أن التهديدات لا تخيف أحداً من قادة الحركة الذين "امتزجت دماؤهم ودماء عوائلهم بدماء أبناء الشعب الفلسطيني الصابر".
وعقب اغتيال العاروري، تعهد رئيس الموساد الإسرائيلي بأن يصل جهاز الاستخبارات إلى جميع قادة الحركة.
وقال ديفيد برنيع في تصريحات صحافية، الأربعاء، إن جهاز الاستخبارات "ملتزم تصفية الحسابات مع القتلة الذين وصلوا إلى غلاف غزة في السابع من أكتوبر"، ومع قيادة حماس.
لكن تقارير صحافية غربية، وإسرائيلية، تداولت آراء محللين يشككون في أن تكون اغتيالات قادة المقاومة، ولا سيما "حماس" و"الجهاد الإسلامي" استراتيجية فاعلة، ذلك أن تلك الحركات باتت قادرة بعد تاريخ من الاغتيالات، على ملء الفراغ في القيادة خلال وقت قصير، من دون أن يؤثر ذلك في فاعلية تلك الحركات وتماسكها.
كذلك اعتبر بعض المعلقين أن اغتيال العاروري استهدف بالدرجة الأولى نسف المفاوضات مع حركة حماس حول الأسرى، وتهرّب نتنياهو من استحقاقات هذا الملف برمته.
آخرون أكدوا أن حملة الاغتيالات قد لا تكون قابلة للتطبيق الفعلي، خصوصاً بالنسبة إلى قيادات "حماس" خارج غزة، إذ على خلاف لبنان، قد تسبب الاغتيالات ضرراً دبلوماسياً "لا يمكن تصوره"، وإن اغتيال قادة تلك الحركات لا يعدو أن يكون نوعاً من انتقام أو إيحاء بنصر غير حقيقي، لا يغير من معادلة الحرب ضدها.