- وفد حماس يصل القاهرة لمناقشة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بينما يعبر بلينكن عن التزام الولايات المتحدة بخفض التوتر وزيادة المساعدات الإنسانية في غزة بالتعاون مع السعودية.
- بلينكن يناقش الاتفاق الأمني الأميركي السعودي ويدعو لتكامل دفاعي خليجي ضد التهديدات الإيرانية، مؤكدًا على أهمية الدفاع المتكامل والأمن البحري لمستقبل المنطقة بين الانقسام أو السلام الأوسع.
أمل بلينكن أن توافق حماس على اتفاق هدنة وصفه بـ"السخيّ جدًا"
أكد الوزير الأميركي معارضة هجوم رفح دون خطة تضمن حماية المدنيين
بلينكن: الاتفاق الأميركي السعودي حيال التطبيع مع إسرائيل قريب
شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الاثنين، على ضرورة إنهاء الحرب في غزة ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية، معبّراً عن أمله في أن توافق حركة المقاومة الفلسطينية حماس على اتفاق هدنة وصفه بالـ"سخيّ جدّاً". جاء ذلك خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، والذي تطرق فيه بلينكن أيضاً إلى "التهديد" الإيراني، في وقت ذكر فيه أن الولايات المتحدة تقترب من الانتهاء من اتفاق أمني مع السعودية سيُعرض عليها في حال التطبيع مع إسرائيل.
وقال الوزير الأميركي، في مقابلة معه ضمن فعاليات المنتدى: "يجب إنهاء الصراع في غزة ووضع مسار لإنشاء دولة فلسطينية، للمضي في طريق التطبيع (بين إسرائيل ودول عربية)".
وأضاف: "نشهد أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عام 1948"، وهو عام تأسيس إسرائيل وتهجير الفلسطينيين القسري من أراضيهم. وتابع: "نبذل جهوداً مع شركائنا (العرب الإقليميين والدوليين) لإنهاء الصراع في غزة وضمان عدم اتساع رقعته".
وحول إصرار إسرائيل على اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قال بلينكن: "بغياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم عملية عسكرية كبيرة في رفح". وأردف أنّ "إسرائيل لم تقدم حتى اللحظة خطة لشن هجوم على مدينة رفح تضمن توفير الحماية للمدنيين فيها"، وفق الشرط الذي تعمل واشنطن على إبراز إصرارها عليه.
أما ما يخص مفاوضات التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، فقال بلينكن: "بين يدي حماس مقترحٌ سخي جدّاً، ونأمل أن تتخذ القرار الصحيح والصائب سريعاً بدعم مقترحات وقف إطلاق النار".
ووصل صباح اليوم الاثنين، وفد قيادي من حركة حماس برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، لإجراء مناقشات موسعة مع الوسيط المصري بشأن الوقوف على بعض النقاط التي تضمنها الرد الإسرائيلي على ورقة الحركة، بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. وبحسب ما ذكر مصدر خاص، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، فإن من المقرر أن يلتقي الوفد، اليوم، رئيسَ جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل ومسؤولي ملفي فلسطين، وإسرائيل في الجهاز. يأتي ذلك في حين وجهت القاهرة الدعوة إلى وفد إسرائيلي للحضور بالتزامن مع وجود وفد حماس من أجل اختصار الوقت، لتقديم الإيضاحات التي تطلبها الحركة بشأن بعض النقاط العالقة والعبارات الواردة في التصور الإسرائيلي.
إلى ذلك، قال بلينكن بخصوص المساعدات الإنسانية التي تقيد إسرائيل دخولها للقطاع منذ بدء الحرب في إطار "سلاح التجويع": "عازمون على بذل كل ما في وسعنا لوضع حد للمعاناة الإنسانية في غزة".
بلينكن: الاتفاق الأميركي السعودي حيال التطبيع مع إسرائيل قريب من الاكتمال
وبشأن احتمالات التطبيع بين الرياض وتل أبيب، قال بلينكن إن "الولايات المتحدة عملت بصورة مكثفة خلال مارس/ آذار الماضي بشأن ذلك، ومن المحتمل أن يكون قريباً جدّاً من الاكتمال".
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بلينكن التقى ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، اليوم الاثنين، في الرياض، حيث ناقشا الحاجة الملحة لخفض التوتر في المنطقة. وأضافت الوزارة، في بيان، أن بلينكن شدد أيضاً على ضرورة مواصلة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، يضمن إطلاق سراح المحتجزين، ويمنع احتمال اتساع رقعة الصراع.
وكان الوزير الأميركي قد دعا إلى تشديد التكامل الدفاعي بين دول الخليج في مواجهة "التهديد" الإيراني. وقال بلينكن خلال اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي في الرياض إنّ "هذا الهجوم يسلّط الضوء على التهديد الحاد والمتزايد الذي تمثّله إيران، لكنه يسلط الضوء أيضاً على ضرورة العمل معاً على الدفاع المتكامل".
وأوضح بلينكن أنّ الولايات المتحدة ستجري محادثات في الأسابيع المقبلة مع دول المجلس الست حيال دمج الدفاع الجوي والصاروخي وتعزيز الأمن البحري. وتتمتع الولايات المتحدة بالفعل بعلاقات عسكرية وثيقة مع كل دول الخليج، لكن العلاقات بين الدول الست شهدت منعرجات حادة خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال بلينكن إن المنطقة أمامها خيار بشأن مستقبلها، بما في ذلك "مستقبل مليء بالانقسامات والدمار والعنف وعدم الاستقرار الدائم". وأضاف أن دول الخليج العربية اختارت من خلال اجتماعها مع الولايات المتحدة "تكاملاً أكبر" و"سلاماً أكبر".
وصباح الاثنين، وصل بلينكن إلى الرياض، في مستهل جولة تشمل أيضاً الأردن وإسرائيل، لبحث وقف إطلاق النار في غزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وهذه هي سابع جولة لبلينكن في المنطقة منذ اندلاع الحرب، حيث تتزامن أيضاً مع إصرار تل أبيب على شن عملية عسكرية في مدينة رفح المكتظة بالنازحين جنوبي قطاع غزة، رغم التحذيرات والمخاوف الدولية من مخاطر هذه العملية وتداعياتها.
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)