التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب، وفي مقدمتهم الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما يرتقب أن يعقد اجتماعاً موسعاً مع كابينت إدارة الحرب على غزة.
وخلال لقائه نتنياهو، أكد وزير الخارجية الأميركي "أهمية" أن تتجنب دولة الاحتلال الإسرائيلي إلحاق الأذى بمزيد من المدنيين الفلسطينيين في الحرب على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن "جدّد دعمه لحقّ إسرائيل في منع تكرار الهجمات الإرهابية التي وقعت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وشدد على أهمية تجنب إلحاق المزيد من الأذى بالمدنيين وحماية البنية التحتية المدنية في غزة".
وعقد بلينكن اجتماعاً ثنائياً مع نتنياهو في تل أبيب. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان مقتصب أرسل نسخة منه لوكالة "الأناضول": "يلتقي رئيس الوزراء نتنياهو في هذه الأثناء مع بلينكن، وسيعقد لاحقاً لقاء موسعاً مع أعضاء كابينت إدارة الحرب".
وعُقد اللقاء في مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، لكن البيان لم يوضح أسباب انعقاده بشكل ثنائي.
وبعد وصوله إلى تل أبيب قادماً من السعودية في إطار جولة إقليمية شملت أيضاً تركيا واليونان والأردن ومصر وقطر والإمارات، قال بلينكن إنه يرى فرصاً لاندماج إقليمي لإسرائيل بعد تجاوز ما سماها اللحظة الصعبة في حرب غزة.
كاتس إلى بلينكن: إسرائيل غير قادرة على إعادة المختطفين إلا إذا..
وسبق أن التقى بلينكن في تل أبيب أيضاً مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان: "شكر الوزير كاتس الرئيس (الأميركي جو) بايدن ووزير الخارجية على دعمهما الثابت لدولة إسرائيل منذ الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والذي تجلى (الدعم) في مجموعة متنوعة من الطرق والوسائل".
وأضافت: "أكد الوزير كاتس للوزير بلينكن أن إسرائيل لن تكون قادرة على إعادة المختطفين إلى ديارهم، وإعادة السكان إلى منازلهم في الجنوب والشمال، واستعادة الشعور بالأمن إلا إذا هُزمت منظمة حماس وانسحب حزب الله (اللبناني)".
وتابعت الوزارة: "وناقش الجانبان التحديات المطروحة على جدول الأعمال والرؤية المستقبلية التي ستدمج أيضاً دول المنطقة"، في إشارة إلى تطبيع دول عربية العلاقات مع إسرائيل.
وأردفت: "شكر وزير الخارجية بلينكن الوزير كاتس على التزامه بمستقبل أفضل للمنطقة، وشدد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل والتأكد من عدم تكرار مذبحة 7 أكتوبر مرة أخرى"، وفق تعبيره.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال، اليوم الثلاثاء، إنه يرى فرصاً لاندماج إقليمي لإسرائيل بمجرد تجاوز "اللحظة الصعبة" في حرب غزة.
ووصل بلينكن إلى تل أبيب مساء أمس الاثنين. ومع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الرابع، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية تشمل تنفيذ عمليات استهداف أكثر دقة في وسط قطاع غزة وجنوبه.
وقال بلينكن إنّ المملكة العربية السعودية والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وتركيا ستفكر في المشاركة في إعادة الإعمار بعد إيقاف الحرب على غزة التي دمرتها ثلاثة أشهر من القصف الإسرائيلي.
بلينكن يلتقي هرتسوغ
والتقى بلينكن، صباح اليوم، الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك من تل أبيب إنه سيشارك مع القادة في إسرائيل ما سمعه من القادة في المنطقة بعد جولته.
من جهته، قال رئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ اليوم الثلاثاء إنه "لا يوجد ما هو أكثر وحشية وسخافة" من الدعوى المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية وتتهم إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين خلال حرب غزة.
وفي حديثه مع بلينكن، انتقد هرتسوغ جنوب أفريقيا بسبب إقامتها الدعوى التي من المقرر أن تبدأ جلسات الاستماع الخاصة بها بعد غد الخميس. وقدم الشكر لواشنطن على دعمها لإسرائيل.
وتقول جنوب أفريقيا في الدعوى المؤلفة من 84 صفحة إن أفعال إسرائيل وقتل الفلسطينيين "تعتبر ذات طابع إبادة جماعية، لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب" لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية.
كما تشير الدعوى إلى أن سلوك إسرائيل "من خلال أجهزة الدولة ووكلاء الدولة وغيرهم من الأشخاص والكيانات التي تعمل بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها"، يشكل انتهاكاً لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين في غزة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية.
وذكرت الدعوى أيضاً أن إسرائيل "فشلت في منع الإبادة الجماعية، وفشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الجماعية".
عشرات يتظاهرون أمام مقر لقاء بلينكن وهرتسوغ
تظاهر عشرات الأشخاص، الثلاثاء، أمام الفندق الذي التقى فيه بلينكن مع هرتسوغ، بمدينة تل أبيب. ووفقاً لتقارير متطابقة أوردتها وسائل إعلام عبرية، شارك بالمظاهرة عشرات النساء الإسرائيليات والأميركيات، وأفراد من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة لدى الفصائل الفلسطينية إثر هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وحمل المتظاهرون لافتات دعت لإعادة المحتجزين من غزة، بينها لافتة كتب عليها "بايدن (الرئيس الأميركي)، أنت وحدك يمكنك إنقاذهم"، وأخرى طالبت بإبرام اتفاق فوري، لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
بلينكن قدم خطة لمستقبل الحكم في قطاع غزة
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، عرض خلال لقائه مع مسؤولين إسرائيليين، خطة لمستقبل الحكم في قطاع غزة، بعد وصوله إلى تل أبيب في جولة استمرت لأيام وشملت عدة دول.
وفي وقت لم توضح فيه الصحيفة تفاصيل الخطة التي قدمها بلينكن خلال لقائه بالمسؤليين الإسرائيليين، أشارت إلى تصريحات الوزير الأميركي قبل مغادرته السعودية، التي قال فيها إنّ القادة العرب "اشترطوا أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة موحدتين تحت حكم قيادة فلسطينية".
وبحسب الصحيفة ذاتها، فإن الفجوة بين ما تطلبه إسرائيل وما طرح القادة العرب لا تزال واسعة، خصوصاً مع دعوة وزراء في الحكومة الإسرائيلية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤوليين أميركيين قولهم إنّ "بلينكن حثّ قادة إسرائيل على تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين في حرب غزة، والمضي قدماً في سبيل إقامة دولة فلسطينية، وذلك خلال اجتماعاته مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب".
وخلال الفترة الماضية، أعلن جيش الاحتلال رسمياً الدخول في "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة، وسط ترجيحات بأن تتراجع أعداد قواته داخل القطاع، وتحديداً في مناطق الشمال.
وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى، قالت الصحيفة إنّه تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن إسرائيل سحبت بالفعل الآلاف من جنودها من شمال قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين قدموا إشارات "بسيطة" على أنهم قريبون من إنهاء الحرب في قطاع غزة، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
(الأناضول، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)