بلينكن: واشنطن يمكن أن تقدّم أكثر من موسكو لمنطقة الساحل

17 مارس 2023
بلينكن قبل مغادرته النيجر في مطار ديوري حماني الدولي في نيامي في 17 مارس 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أن بلاده تمثل شريكا أفضل من روسيا لمساعدة منطقة الساحل على مكافحة الفقر وعنف الجهاديين.

في هذه المقابلة، مساء الخميس في نيامي، أقر بلينكن بأن المقاربة العسكرية التي اعتمدتها الولايات المتحدة وكذلك فرنسا، القوة المستعمرة سابقا لهذه المنطقة، لم تكن كافية.

وأوضح أنه "يجب اعتماد مقاربة شاملة يكون فيها الأمن ضرورة مطلقة، لكن هذا ليس كافيا".

وقال إن "واقع كون النيجر التي هي من الواضح إحدى أفقر دول العالم، بمثل هذه الفاعلية يؤكد بحسب رأيي أهمية اختيار هذه المقاربة الشاملة".

في ختام لقاء الخميس مع رئيس النيجر محمد بازوم، أعلن بلينكن عن تقديم مساعدة إنسانية جديدة لدول الساحل بينها النيجر بقيمة 150 مليون دولار، ما يرفع إجمالي هذه المساعدة إلى 233 مليون دولار لعام 2023.

كما أشار إلى دعم واشنطن لنيامي عبر برنامج إعادة دمج الجهاديين التائبين، وهو مشروع لتحسين الري والزراعة القادرة على مواجهة التغير المناخي في هذا البلد الجاف.

لكن إلى جانب المساعدة الإنسانية ومساعدات التنمية، أكد بلينكن أنه يجب الحفاظ على علاقات أمنية مع النيجر، حيث تقيم الولايات المتحدة في الشمال القاعدة الجوية 201 التي تنطلق منها المسيّرات الهجومية، وتلك التي تراقب الجهاديين.

لا تزال فرنسا، من جهتها، تنشر ألف جندي في النيجر بعدما اضطرت إلى سحب قواتها من مالي وبوركينا فاسو، الدولتين اللتين يقودهما عسكريون انقلابيون وتشهدان أيضا موجة عنف يقوم بها جهاديون.

وعبّر الاتحاد الأفريقي عن معارضته الوجود العسكري الأجنبي في القارة، بما يشمل وجود الصين، التي أقامت قاعدتها الأولى في جيبوتي.

وقال بلينكن ردا على الأسئلة في القاعدة الأميركية في النيجر: "هذه الشراكات التي نقيمها، لا نفرضها على أحد. الدول تختار أن تكون شريكا أم لا".

وأضاف: "العمل الذي يمكننا القيام به لمحاربة الجماعات الإرهابية والجماعات المتطرفة سيفيد الآخرين على المدى الطويل".

"وباء" فاغنر

ترغب إدارة بايدن بالانخراط أكثر في أفريقيا، لمواجهة النفوذ المتزايد هناك لدول وخصوصا روسيا.

تقاربت مالي، الدولة الواقعة على حدود النيجر، مع هذه الدولة وقطعت تحالفها العسكري مع فرنسا وشركائها في حملة مكافحة الجهاديين.

في فبراير/شباط، كانت إحدى ست دول تدعم روسيا عبر التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يحض موسكو على الانسحاب من أوكرانيا.

يقول الغربيون إن مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية يتواجدون في باماكو، وهو ما تنفيه مالي متحدثة عن بنى تحتية روسية.

في ديسمبر/كانون الأول أعلن رئيس غانا، نانا أكوفو أدو، أن فاغنر كانت متواجدة أيضا في بوركينا فاسو وهو ما نفته موسكو وواغادوغو.

وقال بلينكن الذي لم يردّ بشكل مباشر على سؤال حول وجود المجموعة في بوركينا فاسو: "أينما ذهبت مجموعة فاغنر، أمور سيئة تحصل".

وأضاف: "حيث رأيناها تتحرك، لم تقم بتعزيز الأمن بل على العكس رأينا أخيرا الأمور تتفاقم واستغلالاً للموارد وممارسات فساد. العنف الذي تولده هذه المجموعة هو وباء ينتشر في صفوف السكان والدول التي اختارت العمل معها".

مجموعة فاغنر التي يديرها رجل الأعمال الروسي المقرب من الكرملين، يفغيني بريغوجين، متهمة بتجاوزات في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا وأخيراً، خلال الحرب في أوكرانيا.

وأعلنت مسؤولة أميركية كبيرة تسافر مع بلينكن أن ضلوع مجموعة فاغنر في دول ناطقة بالفرنسية ليس صدفة، لأن روسيا أججت مشاعر مناهضة للاستعمار.

لكن بلينكن قال إن "التحدي بالنسبة إلينا جميعا؛ نحن وفرنسا وشركائنا، هو أن نثبت من خلال العمل الذي نقوم به معا أننا نحصل على نتائج تفيد شعوبا ومواطنين، تلبي رغباتهم وتطلعاتهم".

(فرانس برس)

المساهمون