بلينكن مخاطباً نتنياهو: أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرضان للخطر

22 مارس 2024
اجتمع بلينكن مع رئيس حكومة الاحتلال قبل ظهر اليوم (رويترز)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو من أن استراتيجية إسرائيل في غزة قد تعرض أمنها ومكانتها العالمية للخطر، مؤكدًا على ضرورة وجود خطة متماسكة لما بعد الحرب لتجنب تمرد وفوضى.
- نتنياهو أعرب عن تقديره للدعم الأميركي وشدد على ضرورة إجلاء المدنيين والتعامل مع الاحتياجات الإنسانية، مؤكدًا على أهمية هزيمة حماس وإمكانية التحرك بدعم أميركي أو بمفرده.
- بلينكن زار السعودية ومصر قبل إسرائيل، ناقش تشكيل إدارة عربية لغزة بعد الحرب، وأصدر بيانًا مع وزراء عرب يؤكد على وقف النار وزيادة المساعدات الإنسانية، مع الإعلان عن لقاءات في الدوحة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

من المتوقع أن يدفع بلينكن في اتجاه هدنة في غزة

أجندة بلينكن تتضمن تصوراً اميركياً للمرحلة المقبلة

بلينكن أطلع مسؤولين عرباً على خطط إسرائيلية لاجتياح رفح

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع بينهما اليوم الجمعة في تل أبيب، من "أن أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرّضان للخطر، وقد لا تدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان"، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدر مطلع على الاجتماع.

وبحسب الموقع، فإن تحذير بلينكن يعكس القلق المتزايد داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن استراتيجية إسرائيل في غزة، أو عدم وجودها، يمكن أن تؤدي إلى "احتلال دائم وتمرد في القطاع".

وقال بلينكن مخاطباً نتنياهو ومجلس الوزراء الحربي (كابينت الحرب) إنه "جاء إلى إسرائيل بوصفه صديقاً قضى الأشهر الخمسة الماضية في الدفاع عن إسرائيل في جميع أنحاء العالم"، لكنه حذر من أنه إذا استمر المسار الحالي من دون خطة واضحة لليوم التالي للحرب في غزة، فإن "إسرائيل سوف تجد نفسها في مواجهة تمرد كبير لا تستطيع التعامل معه".

وأضاف بلينكن بحسب المصدر: "أنت في حاجة إلى خطة متماسكة، وإلا فإنك ستظل عالقاً في غزة"، مؤكداً أنه "في المسار الحالي، ستبقى حركة حماس مسيطرة على غزة، وإلا فستكون هناك فوضى، ما سيساعد على انتشار المزيد من الإرهاب".

وقال نتنياهو في بيان بعد الاجتماع إنه أعرب لبلينكن عن تقديره الدعم الأميركي لإسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وأضاف: "أبلغت بلينكن أننا ندرك ضرورة إجلاء السكان المدنيين من مناطق الحرب في غزة ورعاية الاحتياجات الإنسانية، وأننا نتحرك في هذا الاتجاه، لكنني أخبرته أيضاً أننا لا نستطيع هزيمة (حماس) من دون الذهاب إلى رفح وتفكيك الكتائب المتبقية هناك. أخبرته أنني آمل أن نتمكن من القيام بذلك بدعم أميركي، ولكن إذا كنا في حاجة إلى ذلك، فسنفعل ذلك وحدنا".

بلينكن يحذر إسرائيل من "عزلة أكبر"

وقبيل مغادرته إسرائيل، قال بلينكن للصحافيين إن أي هجوم على مدينة رفح سيهدد بفرض "عزلة أكبر" على إسرائيل والإضرار بأمنها على المدى الطويل، مشيراً إلى أنه أجرى "محادثات صريحة".

وذكر أن أي عملية عسكرية برية في رفح "تخاطر بقتل المزيد من المدنيين. كما تثير مخاطر من إحداث دمار أكبر للمساعدات الإنسانية. وتهدد بفرض عزلة أكبر على إسرائيل حول العالم وتعريض أمنها ومكانتها على المدى الطويل للخطر".

كما ندد بالفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار لواشنطن يؤيد الدعوة إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وأضاف: "في ما يتعلق بالقرار الذي حظي بدعم قوي للغاية، ولكنه شهد بعد ذلك لجوء روسيا والصين الى الفيتو في شكل خبيث، أعتقد أننا كنا نحاول أن نظهر للمجتمع الدولي شعوراً بأن من الملح التوصل إلى وقف لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن" المحتجزين في غزة.

ورأى المندوب الروسي أن مشروع قرار واشنطن الحليفة لإسرائيل كان "منافقاً" ولا يدعو بشكل مباشر إلى وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر.

ووصل بلينكن إلى إسرائيل اليوم الجمعة، في محطته الثالثة من الجولة السادسة التي يجريها في المنطقة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت.        

واجتمع بلينكن بنتنياهو قبل ظهر اليوم في ظل التباين المتزايد بين الطرفين الحليفين في الآونة الأخيرة، قبل أن يشارك في اجتماع حكومة الحرب الإسرائيلية.

وزار الوزير الأميركي السعودية ومصر قبل وصوله إلى إسرائيل اليوم.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية وأخرى مطلعة على تحركات القاهرة بشأن ملف الوضع في قطاع غزة، أن "أجندة" زيارة بلينكن، الذي زار القاهرة أمس الخميس، "تضمنت مناقشة تصور أميركي للمرحلة المقبلة من الحرب الدائرة، وكذلك إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب".

وبحسب المصادر، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، يتضمن التصور الأميركي، والذي يحظى بمباركة إسرائيلية، "تشكيل إدارة عربية للقطاع، تتولى الإشراف والإدارة المباشرة لمجموعات محلية مكونة من مخاتير وقيادات محلية".

وقال مصدر دبلوماسي مصري إن القاهرة "أبلغت الإدارة الأميركية، ومسؤولين في حكومة الاحتلال، الأسبوع الماضي، رفضها لعب دور مباشر في إدارة غزة عقب العدوان".

خطة بشأن رفح

في مقابل ذلك، كشف مصدر مصري آخر، عن "تعثر المحاولات الرامية إلى وقف العملية العسكرية في رفح"، قائلاً إن "بلينكن أطلع مسؤولين عرباً على خطط نتنياهو التي رفض خلالها أي حلول مرتبطة بمنع عملية رفح".

وأوضح المصدر أن "دوائر عربية وأميركية، بدأت العمل على خطة تخفيض أعداد النازحين الموجودين في رفح، والذين يقدر عددهم بنحو مليون و300 ألف نازح".

بيان خماسي

وفي غضون ذلك، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عملياتها الوحشية في شمال قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير، خصوصاً في مستشفى الشفاء ومحيطه.

وتخللت العملية فظائع وجرائم إعدام ميداني وحرق منازل واعتقال مدنيين وأطباء ونازحين، وإجبار النساء والأطفال على النزوح القسري من دون الرجال من عائلاتهم، وسط حالة المجاعة الحاصلة في غالب مناطق شمال القطاع.

والتقى بلينكن في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، واجتمع مع نظرائه من مصر وقطر والسعودية والأردن والإمارات.

وأصدر الوزراء الخمسة إلى جانب ممثل للسلطة الفلسطينية قبل اللقاء بياناً مشتركاً أكدوا فيه "أولوية تحقيق وقف شامل وفوري للنار وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع" غزة.

إلى جانب ذلك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الموساد ديفيد برنيع سيعود الجمعة إلى الدوحة حيث يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل.

ويأتي اللقاء ضمن جولة المفاوضات الجديدة التي انطلقت قبل أيام قليلة في الدوحة للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وسط أجواء من عدم التفاؤل بسبب الفجوات بين طرفي التفاوض.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون